منعت عدد من الدول حول العالم أجهزة التعليم فيها من السماح للطلاب بإحضار أطعمة من خارج مدارسهم، وذلك في إطار سعيها لضمان الحد الأدنى من تناول العناصر الغذائية للنمو التي توفرها المدارس في مطاعم صحية وآمنة.

وتأتي هذه التوجهات في إطار الاهتمام بصحة الطفل، الذي بات أولوية عالمية سواء على مستوى الحكومات أوالجمعيات العلمية أو الهيئات العالمية، وصار التركيز في الآونة الأخيرة على التغذية الصحية للأطفال وايجاد وسائل لضمان تغذية سليمة بما يتناسب مع احتياجات الأطفال حتى سن 18 سنة.

وقد أكدت التوجهات العالمية الحديثة والأبحاث العلمية التي نشرت مؤخراً على دور المدارس في ترسيخ الممارسات الصحية السليمة بالذات فيما يتعلق بالأكل والشرب، وعدم الاكتفاء بما يحضره الطفل من طعام للمدرسة أو بتغذية الاسرة لطفلها، وأعتقد أننا في حاجة للاستفادة من تلك التجارب وتوجهات المنظمات العالمية مثل منظمة اليونيسيف وغيرها لضمان صحة أفضل للأجيال القادمة.

تؤكد الدراسات الاقتصادية أن تقديم وجبة صحية لطلاب المدارس يوفر على الدولة مبالغ طائلة تعادل أضعافا مضاعفة في حال مكافحة أو معالجة كثير من الأمراض الوبائية والمعدية والمزمنة، كما يجنب أطفالنا الكثير من الأمراض من خلال التغذية السليمة وتعليم الممارسات الصحية اليومية فكثير من الأمراض تبدأ من الطفولة مثل ضعف النمو والنحافة الشديدة أو السمنة والسكري وهشاشة العظام وفقر الدم وتسوس الأسنان وأمراض الكلى والحساسية وبعض الأمراض الجلدية ومشاكل الإمساك وغيرها.

تجدر الإشارة إلى أن الهيئات الوطنية في كثير من الدول تحدد قوائم غذائية لتغذية المدارس، وتوفر الاحتياجات الغذائية وتلزم متعهدي التغذية في المدراس بتنفيذها، ويتم التدقيق في اختيار المتعهدين من خلال معايير دقيقة تضمن سلامة الغذاء وتطبيق متطلباته.