أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


في أول الحديث عن أصل وحقيقة الخلق الإنساني سنتعرض لكتاب "أبي آدم" للدكتور عبد الصبور شاهين رحمه الله وفيه يقول:"لقد كانت ملحمة هائلة !! تلك التي استغرقها خلق البشر وتسويته وتزويده بالملكات العليا التي أصبح بها إنساناً تتألق فيه كمالات النبوة، فأختاره الله وأصطفاه كما قال "إن الله اصطفى آدم" ... فصار آدم نبيا، كما قال سبحانه "ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى". لقد إستغرقت هذه الملحمة – كما سبق أن قلنا ملايين السنين ولكنها مرت ظلاماً في ظلام، أو: غيباً في غيب، حتى أذن الله للصبح أن ينبلج – فأشرق الإنسان من سلالة البشر، واكتمل الخلق، وجاء آدم !! ليس غريبا أن نتصور – بناء على هذا – أن آدم جاء مولوداً لأبوين، وأن حواء جاءت كذلك، على الرغم مما سوف يلقى هذا التصور من معارضه تلقائية، ورفض عنيف !! وبلا تفكير !!" ص 122.

مع العلم بأنني لست بصدد تقييم عمل الدكتور عبد الصبور شاهين ولكنني اختلف معه بالكثير من نظريته وطروحاته خاصة إدعاءه على أن الإنسان هو من سلالة البشر والذي بحضوره إكتمل الخلق وأتى آدم، لأن الإنسان في بداية خلقه لم يكن من البشر الأولين، وكان كل من البشر الأولين والإنسان البدائي الأول جنسين مستقلين ومختلفين، كما ولا أنوي الرد على ناقديه الكثيرين ومنهم الدكتور زغلول النجار والذي أختلف معه أيضاً ومع من يتفق معه في أفكاره التي تدحض وترفض وجود أي خلق بشري أو إنساني كان قد سبق آدم، فآدم هو ليس أول البشر ولا هو بأول إنسان كان قد خُلق ولا هو بآخر إنسان، ولكن فإن الدكتور زغلول النجار في نقده لكتاب أبي آدم إتهم الدكتور عبد الصبور شاهين بأنه خالف نصوصا قرآنية قطعية الدلالة مُشيراً بالتحديد على قوله تعالى،

"إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ" سورة آل عمران 59 .

وقوله تعالى "الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ" سورة السجدة 7 .

وتسائل قائلاً بأن إذا كان: "هذا كلام الخالق رب العالمين "اي بأن الإنسان من مخلوق من التراب، وكانت بداية خلقه طينية" فهل يستطيع مخلوق أن يناقض هذا الكلام ويدعي بعد ذلك أن آدم له بابا و ماما".

ولكن في الحقيقة فإن هذا ليس بالكاف للرد على إدعاء من هذا النوع وبهذه البساطة، بالإضافة إلى أن لنا رأي آخر في هذه الآيات العظام التي استشهد بها الدكتور زغلول لأنها في الحقيقة تفتح باباً آخر أوسع وأشمل للتفسير لأن حقيقة هذه النصوص القرآنية القطعية الدلالة كما أشار عليها واستشهد بها الدكتور زغلول النجار هي نفسها القطعية الدلالة والتي سنعتمدها في بحثنا للتحقق من أصل خلق الإنسان ... فالدكتور النجار وكثير من علماء المسلمين وأتباعهم لا زالوا ممن يرفضون حقيقة أو حتى فكرة وجود الإنسان الأول والمخلوق قبل آدم عليه السلام يضللون الناس عن غير قصد ويتهمون من يطرح أصل خلق الإنسان بانهم يروجون للتطور العضوي أو الداروينية ولكن طروحاتنا وأنا أتكلم عن نفسي "لا نطرح في أياً منها فكرة التطور العضوي أو أي من المفاهيم والنظريات أو الأفكار الغربية المسمومة، ولذلك لا نرحب بأي كان ممن يغلف الله على قلوبهم لأن يتهمونا زوراً وبهتانا بذلك أو يعتدون علينا جهلاً" ويدّعون عناداً وبدون سبب بعدم وجود لأي إنسان قبله بل أنهم يقدمون آدم على أنه هو أول إنسان خلقه الله.

كما وأن الدكتور زغلول إتهم الدكنور شاهين بمخالفته لأحاديث نبوية صحيحة موجودة في كل كتب السنة كما قال، وتم الإستشهاد خصيصاً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم،
"لا تقتل نفس ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها ؛ لأنه أول من سن القتل" البخاري (6867) ، مسلم (1677).
حيث إعتبر أن هذا الحديث الصحيح سندا قويا يدحض فكرة الخلق الأولي للإنسان بالإضافة إلى إستشهاده بحديث نبوي صحيح آخر والذي فيه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقد روى أحمد في المسند عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك، والخبيث والطيب والسهل والحزن وبين ذلك. رواه أبو داود والترمذي وغيرهما، وصححه الألباني رحمه الله.

وكأن هذه الأحاديث التي يستشهدون فيها تنفي خلق الإنسان البدائي الأول "الإنسان الدابة الغير عاقل" ولكن في الحقيقة هي على العكس من ذلك تماماً لأنها في الحقيقة تدعم وجوده القديم لا بل وتُشير عليه .... فلو تناولنا حديث أول من سن القتل وأردنا التحقيق فيه لرأينا بأن الإجابة عليه تكمن في قول الله تعالى،

"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ" سورة البقرة 30 .

لكانت هذه الآية الوحيدة وحدها رداً كافياً وذلك لأنها تُشير ضمنياً على أن سفك الدماء كان قد حصل قبل جعل الله خليفة في الأرض، فسفك الدماء كما أشار عليه الملائكة وبكل وضوح في الآية الكريمة هو أقدم من خلق آدم وأبنه وذريته، وبالتالي فسواء كان قد إقترف القتل الإنسان البدائي الأول أو البشر الأولين من عالم الحيوان فهو كان قد حصل والدليل هو الآية نفسها ولذلك كيف إذن يكون من ذرية آدم هو أول من سفك الدماء وقتل، فابن آدم إذن ليس هو أول من قتل وأباحه وقام به، فالدماء كانت قد سُفكت وسالت من قبل أن يُخلق قابيل ونأخذ ذلك من قوله تعالى والمنقول عن الملائكة "أتجعل فيها من يُفسد فيها ويسفك الدماء"، فلقد كان إحتجاج الملائكة على سفك الدماء على يد السابقين ممن خلق الله وتحديداً من البشر والذين سبق خلقهم لآدم نفسه فأتى التحفظ عليهم وعلى مسلكيتهم الدموية، إذن فالحديث الشريف لا يفي بهذا الغرض إذا كان قد فسره البعض من الناس ليُنكر وجود السابقين الأولين من الإنس أو البشر والذين كان قد إنقضى أجلهم قبل خلق الله لآدم وذريته، وبما أن الحديث عن ابن آدم فهو يخص الآدميين وحدهم وسننهم ولا علاقة للإنسان بخلقه الشامل وبأجناسه المختلفة ككُل بهذا الأمر حتى يُشمل عليه السن في هذا السياق، وهذا الحديث هو ذو خصوصية حصرية لجنس واحد من الإنس وهذا الحديث يهُمهم وحدهم، وبذلك فإن الخوض والبحث في هذا الموضوع يفتح أمامنا حقيقة ثابتة وآفاق جديدة حتى نتفهمها بالشكل الصحيح وليس الفهم السطحي والعفوي والتقديري الساذج والبعيد كل البعد عن الحقيقة.

أما بالتعريف بقابيل وهابيل، فإن اسم قابيل يتشكل من مقطعين أي من قاب – إيل "ءيل"، وفي وصف الناس يمكن لأن يستعمل صيغة القاب وبالتالي فإن القاب من الناس في "لسان العرب" هو الصاخب في الخصومة، كما ويقال في وصف الأسد، قب الأسد وذلك إذا سمعت قعقعة أنيابه، والقبة من البناء: معروفة وهي التي مصنوعة من الأدم خاصة، وهذا هو حال قابيل كما نعرف فهو من آدم، والبيت المقبب أي الذي جُعل من فوقه قبة، والإيل من الآل والولي وهو الله وبالتالي يمكننا لأن نستنتج بأن معنى أسم قابيل إذن هو خصيم الله،
أما هابيل فهو من هاب – إيل "ءيل" فنرجع لـ هيب وفي (لسان العرب) الـهَيْبةُ: الـمَهابةُ، وهي الإِجلالُ والـمَخافة. والـهَيْبةُ التَّقِـيَّةُ من كل شيءٍ. هابَهُ يَهابُه هَيْباً ومَهابةً، والأَمْرُ منه هَبْ، بفتح الهاءِ، لأَن أَصله هابْ، ويمكننا لأن نستنتج إذن بأن معنى أسم هابيل هو صفة لمن جل الله وعظمه وخافه وبالتالي لربما يكون معنى أسمه هو تقي الله.

نعم إن ابن آدم هو كما قال رسولنا الكريم هو أول من سن القتل أي أباحه وأجازه وسمح به وأقره وبالتالي ومن قوله "سنَّ" القتل نفهم بأنه أتخذ قرار القتل بنفسه وأقدم عليه وتحمل مسؤوليته وبذلك إذن كان قابيل يمتلك إرادة عقلية وإختيارية ذكية حُرة حيث مكنته من صنع القرار فصاحبت القرار بالقتل الإرادي المدروس وعن تصميم وتدبير.

قال تعالى "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ" سورة المائدة 27

إذن فكما نلاحظ من الآية الكريمة فلم تكن فعلته أي قتله لأخيه هابيل غريزية بحتة مزروعة فيه ومغروسة في كيانه وتركيبته كما كان في خلق وتكوين الإنسان البدائي الأول أو البشر الأوليين، لقد كان ابن آدم من العاقلين المخيرين والمدركين ونرى من تهديده لأخيه بأنه يعلم ماهو القتل وكان قد شهده من قبل ومع ذلك عمل على سن قدره المؤسف بيده فهو من تحكم في صنع وإتخاذ قرار وفعلة القتل مع سبق الإصرار والتخطيط والتعمد سواء كان ذلك نتيجة الغيرة أو الحسد ولم يكن قتله لأخيه عفوي، فعلى العكس من الإنسان الأول والذي كان إنسان غير عقلاني ولم يحتكم للقدرات العقلية الذكية في تصريف أموره الحياتية نتيجة عدم توفرها فطغت على مسلكيته حيوانيته فقتل هو والدابة البشرية "البشر الدابة" قبل أن يقدم على القتل أبن آدم، إذن فأبن آدم قابيل هو ليس أول من أقدم على فعلة القتل من البشر أو الإنس بقتله لأخيه هابيل ولكنه كان أول من أقدم عليها من المخاليق المُدركين العاقلين والمخيرين من الإنس الآدميين "البشر" فسنها، وفي لسان العرب: وفي الحديث: من سَنَّ سُنَّةً حَسَنةً فله أَجْرُها وأَجْرُ من عَمِلَ بها، ومن سَنَّ سُنَّةً سيّئَةً يريد من عملها ليُقْتَدَى به فيها، وكل من ابتدأَ أَمراً عمل به قوم بعده قيل: هو الذي سَنَّه؛ فابن آدم هو أول من إبتدأ القتل من الآدميين ومن ثم عمل به الآدميين من جنسه من بعده.
فهذا الحديث يخُص فقط وبالتحديد الآدميين وحدهم وهم المعنيين بالحديث هذا ولم يشتمل أو يُشير الحديث الشريف على الأجناس الأخرى من الإنس أو الكائنات والدواب البشرية الآخرى التي رامت الأرض وعمرتها من قبله، فالمخاليق الإنسية التي تعددت وسبق خلقها خلق آدم وبنيه كانت غير عاقلة وغير مُدركة فلم تسن أو تجعل القتل من سُننها فبدائيتها ووحشيتها غريزية فطغت دمويتها ووحشيتها على مسلكيتها دون قيد ووجدان وكانت ليست عقلانية أو مُدركة فالسن بحاجة للإدراك والتفكير والتدبير وهذا كان من خصائص الإنسان المعاصر والذي أضاف الله عليه وحسنه وميزه بتحليه بكل من نعمتي السماع والبصيرة مما اتاح له القدرة وأهَلَه ليكون قادر على سن القتل وغير ذلك من الأمور التي تحتاج إلى إتخاذ القرار.

أما الحديث الآخر وفيه،
ذكر الإمام أحمد عن أبي موسي الأشعري رضي الله عنه،‏ أن رسول الله صلي الله عليه وسلم‏ قال‏:‏"إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض‏،‏ فجاء بنو آدم علي قدر الأرض:‏ جاء منهم الأحمر‏،‏ والأبيض والأسود وبين ذلك‏،‏ والخبيث والطيب وبين ذلك" والحديث أخرجه كل من أبي داود والترمذي / حديث حسن صحيح‏.

فسنحاول الرد عليه من خلال فهم ما هو المقصود بقبضة الله وبذلك سنستشهد بالآية الكريمة التالية وفيها قوله تعالى،
"وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ" سورة الزمر 67 .

أي لو تمعنا بقول الرحمن لرأينا بأنه يخبرنا بأن كل مادة هذا الكون الترابي المادي هو رهن قبضته وممسك به فكيف للمفسرين تعليل قول رسول الله الكريم بقبضة قبضها من الأرض وتحميل ذلك على أن قبضة الله هي عبارة عن قبضة إنسان أو بحجمها حين يخبرنا الله بأن كل ما هو في الكون من يابسة ومادة ترابيه كانت في قبضته والمقصود هو ملكه وتحت أمره ومحبس عليها ومالك لها ومتحكم بها فالقبضة هنا في الحديث الشريف لا تتعدى كونها تُشير على الخليط وما احتوت عليه النطفة من التكوين السلالي المتعدد والذي جمع الصفات المتعددة والجينية في محتواها الخلقي الدقيق والذي لا يُرى بالعين المجردة وما كان التصوير هنا سوى مجازي وتعبيري للتقريب من فهم تكوين العام والشامل الذي إحتوته النطفة وتكوينها السلالي ذو الشيفرة الوراثية والتي تحمل الصفات الوراثية المختصة باللون وكل شيء آخر يختص في بناء الإنسان الآدمي....

ففي الحديث نرى بأن كل ما بحوزة القبضه كان هو ما مسكت وامتلكت من التراب وبالتالي فإذا ما قارنا ذلك بما أخبرنا الله تعالى في الآية الكريمة وذلك بأن ألأرض جميعاً أيضاً قبضته أي كل اليابسة المخلوقة والموجودة في هذا الكون في ملكه وفي قدرته لاستنتجنا بأن القبضة هي رمز للقبض والمسك والتملك بكل منهما ولا تعني قبضة إشارة على الحيز الضيق بمفهومنا الدنيوي البسيط أي "سعة وحجم" وبالتالي ما تحتوي عليه يد الإنسان فالله ليس كمثله شيء حتى نعتقد ظالمين لأنفسنا بأن قبضته تساوي أو حتى تُشبه قبضتنا وفي ذاته يخبرنا بالآتي،
قال تعالى " فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" سورة الشورى 11 .

فالله يخبرنا بالآية الكريمة بأن "ليس كمثله شيء" وخصيصاً أتت بعد حديثه عن الأزواج الكرموسومية المسؤولة عن حمل الصفات الوراثية ومنها اللون "حسب الحديث الذي أشرنا عليه" لينبهنا ويحذرنا من الخلط لأن التشبيه مجازي بحت، فأنتهى بالتعريف على نفسه على أنه لا يمكن إدراكه أو قياسه بمفاهيمنا المحدودة والبسيطه وتبع ذلك بقوله على أنه هو وحده الـ سميع الـ بصير ولذلك كيف لنا حتى نعتقد جهلاً بأن قبضته هي حفنة من التراب كقبضة أي منا، فلا يمكن تشبيه الإنسان بالخالق حتى نقارن قبضتنا لقبضته، فإن كانت الأرض الكونية كلها في قبضته فكيف يفسر علمائنا هذا الحديث إذن، وهل الإنسان والذي قبضه الله بقبضته هو من حجم الأرض جميعها ...
فالله سبحانه وتعالى في الآية الكريمة هذه يُخبرنا بخلقه لنا من أزواج الكرموسومات المجهرية والتي فيها التشابه مع خلقه للحيوان والمخلوقين بنفس الطريقة وقوله "يُذرؤكم فيه" معناه أي يذُرُكم ويكاثركم ويتوالدكم من خلاله وهذا الخلق لا يُشبِهكُم بالخالق لا من بعيد ولا من قريب فالله ليس له مثيل ولايوجد من هو مثله أو من يشابهه وهو منبع القدرة والإدراك وحده، ولنتذكر بأن الله أشار على الذره لنا بقوله "يذرؤكم فيه" أي الخلق من وعلى المستوى الذري وبالتالي بخلقه لنا من الذرية، والذرة هي أصغر شيء في المادة وهي لبنة ووحدة بناءها الأولي ولا تكون بحجم قبضة اليد ولا ترى سوى بالمجهر وبالتالي فإن الإشارة في الحديث على القبضة التي قبضها من الأرض أي مما أمسك الله في قبضته أي في ملكه ليبدأ به خلق الإنسان هو في حجم الذرة والمعنى وهو بأن شاء الله لأن يخلق الإنسان من خليط مادي أرضي شمل على ما احتوت الذرة من تربة وهذا ما تعنيه من جميع الأرض أي من كل ما أحتوت عليه الأرض من تكوين وخليط فيه من كل الصفات الوراثية في تركيبتها الخلوية والذرية فكان في حوزته خلطة مركب طيني متعدد الخواص ومتنوع وبحجم ذرة من الأرض فشملت عليه القبضة أي المسك والحوز من التركيب وتنوع العناصر، وعلينا بإستعمال المنطق والحكمة والذكاء في بيان حقيقة إقرا وحقيقة خلق الله للإنسان ولا نكون عفويين وعبثيين في تحليلنا ونحيل قدراتنا الذكية للتقاعد والكسل.
لقد كان إستشهاد الدكتور زغلول بقوله تعالى هو نتيجة إعتقاده وتفسيره الخاطيء على أن آدم هو أبو الإنسان وأول إنسان خلقه الله وحجته والكثيرين من العلماء وتابعيهم ممن يشاركوه هذا الإعتقاد تقوم على خلق الله آدم من التراب كما في قوله تعالى في الآية الأولى من سورة آل عمران 59 "خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ" وبدء خلقه للإنسان من الطين كما في قوله تعالى في الآية الثانية من سورة السجدة 7 "وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ" ... وافترض على أن هاتين الآيتين كافيتين لدحض وجود أي خلق إنساني آخر قد خُلق من قبل آدم ولذلك فهو ينفي ويستنكر وبشدة ذلك، ولكن لماذا لا يتدبرون قول الله في هاتين الآيتين وقوله مرة من التراب ومرة من الطين وما ذا اراد الله بذلك، فانا على العكس لا أرى أين تنفي هذه الآيات الكريمة وجود إنسان قد سبق خلقه آدم فيها بل على العكس فهي تقر بوجوده من قبل وسنأتي بالدليل على ذلك.

فعلى الرغم من إستعمال الدكتور النجار لهذه الأحاديث وهذه الآيات القرآنية وإدعائه على أنها دليل قاطع ينفي وجود أي من المخلوقات الإنسانية البدائية التي سبقت آدم ورفضه لقبول حقيقة خلق الإنسان، وتشبته بآدم على أنه هو أول إنسان خلقه الله "وهذا أيضاً يطرحه الدكتور عبد الصبور شاهين بأن آدم هو أبو الإنسان " ألا هي نفس الآيات والتي فشلوا في فك رموزها كل منهم ولم يعي الكثير من الرافضين لهذه الحقيقة القرآنية وما تحمله من نبأ، هي نفسها التي أتت تحدثهم عن أصل خلق الإنسان وبدايته وإعادة نشأته وسنوضح ذلك بالدليل القاطع والتفسير العلمي الصادق.

إن الكثيرين من علماء اليوم والمتفردين برتب السيادة الحصرية على علوم القرآن كما يسوقوا لأنفسهم بأنانية وجهل يهاجمون كل من يتفكر أو يتدبر بالقرآن وكأن المسألة هي حصر عليهم وهم وحدهم المعنيين بتفسير كلام الله وهم الأوصياء على الدين وكأنه نزل بوحي عليهم وحدهم وهم أصحاب الإختصاص والشأن على الرغم من تقصيرهم في دراسة وفهم وتوضيح وتفسير الآيات القرآنية ومعانيها، فتراهم يفسرون كلام الخالق رب العالمين خطأ ويعتبرون الحديث عن الإنسان الأول بأنه يتناقض تماماً مع كلام الخالق وكلام رسوله والذي لاينطق عن الهوى وبالتالي يقودون الناس للجهل والعلوم والمعرفة الخاطئة ويطلبون من إجتهد في البحث في هذا الأمر العظيم وشق عليه حل رموزه بأن يتوب إلى الله بدلاً من أن يصححوا مفاهيمه ويحاولوا فهم فكرته والبناء الإيجابي والسليم عليها والإجتهاد لمحاولة تفسير وتقييم عمل الدكتور عبد الصبور شاهين وغيره بشكل علمي أكثر ... فلماذا يا علماء المسلمين هذا الرفض القاطع والغير مُبرر.

ففي حديث آخر مع الدكتور النجار وحين سؤل: ماهي الدوافع التي جعلت د.عبد الصبور يقبل على تأليف مثل هذا الكتاب؟
أجاب الدكتور النجار بما يلي: د.عبد الصبور تعلم الفرنسية على كبر وبدأ يقرأ للفرنسيين وهم يؤمنون بقضية التطور العضوي إيمانا أعمى لأنهم لايؤمنون بخلق وهو تأثر بهذا الفكر وهو على استحياء شديد يضع فكرة التطور العضوي .
وفي تساؤل آخر عن فكرة التطور العضوي ؟
أجاب الدكتور النجار بما يلي: لاحظ العلماء أن عمر الأرض قديم يرجع إلى خمسة آلاف مليون سنة وأن هذا الكوكب عمر بمراحل متتالية من الخلق بدأت الحياة بسيطة في التركيب قليلة في العدد . ثم أتت بعد ذلك مراحل من الخلق أكثر تعقيدا في البناء وأكثر عددا وظل هذا التدرج حتى خلق الله الإنسان وفكرة تدرج عمارة الأرض بمراحل متتالية من الخلق فكرة صحيحة وليس وهما ولكن إستنتاجات منها تعتمد على خلفية من يتعامل مع القضية فالكفار والمشركون الذين لا يؤمنون بخلق يؤمنون بخالق يقولون إنها عملية عضوية، طين الأرض مع حرارة الشمس أدت إلى تفاعل كيميائي أنتج أول جزء بروتيني بدأ ينقسم ويكرر ذاته وعمل أول خلية حية بدأت تنقسم وتكون ذاتها وأعطتنا هذا الخلق واي نظرة عاقلة في الكون تنفي هذا تماما والعلم يؤكد على أن كل مرحلة من مراحل الخلق لعبت دورا مهما في تهيئة الأرض لإستقبال هذه المراحل المنطقية ولا يمكن أنتكون عشوائية أو جاءت بمحض الصدفة ونفس بناء الخلية على قدر من التعقيد يفوق أكبر المصانع التي بناها الإنسان أو التي فكر في إنشائها. والدراسات العلمية تؤكد على أن كل نوع من أنواع الحياة خلق خلقا خاصا بذاته وأن هذا الخلق له خالق، والقرآن يقول" الله خالق كل شيء".


وهنا نرى بان الدكتور النجار إتهم الدكتور عبد الصبور بالترويج لفكرة التطور العضوي ولكن ما هذا ما كان يحاول وبجهد كبير لأن يقوله الدكتور عبد الصبور وما كان للدكتور النجار لأن يضع هذا الكلام بفمه ولأن يتهجم عليه بهذا الاسلوب الفظ، وكان بالأجدر به التأني وإعطاءه فرصة ومحاولة فهم ما يطرحه بدلاً من الإستهتار به والهجوم عليه بهذا الشكل الجريء والغير حضاري أو إنساني ...
وحين طلب من الدكتور زغلول توجيه كلمة للدكتور عبد الصبور أجاب بالتالي:
أريد أن يراجع نفسه مرة أخرى لأن شخصا في مكانته كان يخطب الجمعة في اكبر مساجد مصر وله باع في الدعوة قديما وأن ينتكس هذه الإنتكاسة .. فأدعوه إلى مراجعة نفسه ومراجعة نصوص القرآن الكريم التي تجاهلها بنصوص كثيرة، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي سخر منها على شاشة التلفاز وأن يتوب إلى الله تعالى قبل نهاية الأجل وأسأل الله ان يكتب لنا وله الهداية .
وكأن المرحوم الدكتور عبد الصبور كان قد كفر ولذلك كان يجب عليه لأن يتوب إلى الله .....

ونحن بدورنا لا نروج للتطور العضوي وعلى خلاف مع الفرنسيين وغيرهم من الكفار والذين لا يؤمنون بالخالق كما هو حال الدكتور عبد الصبور من قبلنا ولكن تحول الطين إلى جزيء بروتيني حي هذا ما أخبرنا به القرآن وحصل بمشيئة الله وعلمه وإرادته وفي ذلك تأكيد على قول زغلول النجار والدراسات العلمية تؤكد على أن كل نوع من أنواع الحياة خلق خلقا خاصا بذاته وأن هذا الخلق له خالق، والقرآن يقول" الله خالق كل شيء " ونؤكد بأن ليس لنا علاقة بمن ينظر للعضوية أو غيرها فالتحول من الطين إلى جزيء بروتيني حي هو أساس ولبنة البناء الإنساني والمخزونة في سلسلة الدي إن إيه والتي هي أصلاً طينية ومن مكونات الأرض والتي كان قد أشير عليها في القرآن الكريم في سورة السجدة وقول العلي القدير نفسه ...

قال تعالى "الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (9)" السجدة.

فالله العلي القدير يخبرنا الله بأن أصل الإنسان الحي هو الطين حيث عمل الله على معالجة هذا المركب الطيني وهو بحجم السلالة الدقيقة "سلالة من طين" من طين "خليط من التراب والماء" فقال "ثم جعل نسله" أي نسيجه من مركب بروتيني ليكون أصل بناءه الخلوي من خلال ماء مَهين اي وظيفيي يحمل الحمض النووي والجزيء البروتيني والذي تسبب في نشأة الإنسان وتكرار توالده وتكاثره وإعادة تكرار نسخه من قدرة الله سبحانه وتعالى وعلمه ويقول الله تعالى،
"وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَىٰ" سورة النجم 47 .

ولنتذكر بأن هذا هو من قدرة الله وواسع علمه ولا نُنظر للفرنسيين أو نظريتهم وفكرهم البغيض.
قال تعالى "إِنَّمَا إِلَـٰهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا" سورة طه 98 .

وهو الذي لا يطلع على علمه أحدا إلا ما شاء،
قال تعالى "وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ" سورة البقرة 255 .

فلنستمع لقول الله تعالى وهو يخبرنا عن خلقنا الإنساني والذي بدأ من الطين أي خليط من التراب والماء، فأخبرنا الله ببدء خلقه للإنسان من الطين، نعم لقد كانت البداية طينية قبل أن تكون عضوية وبروتينية بقدرته وصنعه فقال تعالى "بدأ خلق الإنسان من طين ولقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى بتحول جزيء الطين إلى جزيء بروتيني نتيجة مشيئة وحكمة الله وإرادته مع توفر عاملي الماء والأكسجين ..... كما وأخبرنا بماذا يحصل لنا بعد الموت حين نتحول لنصبح تراب من جديد، فقال تعالى "إذا متتم وكنتم ترابا" فإذا كنّا نشهد تحول الجسد الميت إلى تراب بعد أن كان بروتينات ومادة عضوية حية فلماذا لم يكن قد حدث العكس في بداية الخلق الأول اي وتحول التراب إلى جزيء بروتيني ومادة عضوية فما الغريب بذلك حيث بأن الله هو نفسه الذي أخبرنا بأن أصل مادة خلق الإنسان هي الطين والتراب، فحين البعث يخبرنا الله بأن سيُنزل الماء من السماء وعندها يتحول التراب ليُصبح طين ومن ثم إلى مادة عضوية وبروتينات ونخرج من الأرض ولكن ليس على شكل مخلوقات طينية بل كائنات عضوية وإنسانية حية،

فقال تعالى "وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَ****ٰلِكَ تُخْرَجُونَ" سورة الزخرف 11 .

تراب ثم تحول الطين بعد خلطه بالماء ومن ثم وبقدرة قادر إلى جزيء بروتين وخلية حية حيث يبدأ بالإنقسام ليعمل على نسل الإنسان ونشأته وتكوينه فيخرج من الأرض إنساناً حي بعد أن كان ترابا وطينا،

قال تعالى "وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ" سورة يس 51 .

فخلقنا الأرضي الطيني يصبح عضوي بمشيئة الله ثم بعد الموت يتحلل ليصبح جزءاً من هذا الأصل الطيني الترابي مرة أخرى ومن ثم يحيينا الله لنأخذ شكلاً عضوياً حياً حين القيامة من الموت وعند البعث،

قال تعالى "مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ" سورة طه 55 .
وقال تعالى "اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" سورة الروم 11 .
وقال تعالى "وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ" سورة الروم 27 .

فهو الله والمسؤول عن هذا التحول من وإلى طين فهو الذي يُبدأ الخلق ويُعيده ... ولا نؤمن بالتطور العضوي بل نؤمن بقدرة الله على الخلق وهو خالق كل شيء.

فحين يتناول بعض علمائنا ومنهم الدكتور عبد الصبور هذا الموضوع وعلى الرغم من حساسيته يجب علينا التروي والإستماع وعدم التسرع في الحكم على عمله دون قراءة ما بين السطور حتى ولو أخطأ هذا الشيخ القدير فهو كان قد إجتهد ويؤجر على ما فعل إنشاءالله ولا يجوز ولا يحق لأحد كان في تكفيره ويطلب منه التوبة إلى الله بل يجب التشجيع على فهم القرآن وعدم البقاء في جمود وتحجر وقلة علم وجهل، فعمل الدكتور عبد الصبور شاهين ومع أني أختلف معه بالكثير مما ورد في عمله ألا أنه عمل فذ وجريء وجهد يُحمد عليه ويؤجر إنشاءالله وليس كفر أو فيه خروج عن الحقيقة القرآنية بل تفسير غير مكتمل أما يُطلب منه التوبة والرجوع إلى الله وإتهامه بالخروج عن النصوص القرآنية ويستشهد منتقضيه عن جهل في ما يثبت العكس تماماً هذا غير معقول ولا هو بالتصرف الأخوي الإسلامي أو التصرف الإنساني والذي يليق بقيمة وجهد عمله ومحاولته للخروج بالمسلمين من عالم الظلام والضياع إلى عالم التعرف على حقيقة خلقهم ومن هم أصلاً، فأول ما نزل على نبي الرحمة هو كلمات قليلة فيها "إقرأ" "باسم ربك الذي خلق. خلَق الإنسان من علق" فكانت حقيقة وحي يقص علينا قصة الخلق، قصة تعرفنا بخالق ومخلوق فكيف لنا لا نبحث بها بعد ما أن كان ذلك أول ما أخبرنا به وحي السماء، أنا لم أعرف الدكتور عبد الصبور شاهين شخصياُ رحمه الله ولم أقرأ عمله أي كتابه أبي آدم حتى عام 2012 وحتى بعد أن كُنت قد بدأت أنا أبحث عن الحقيقة والتي سُطرت في صفحات كتاب الله ورسالته ...
إن ديننا اليوم هو في أكبر خطر وليس الخطر العظيم هو القادم من الغرب الصليبي والصهيونية العالمية وحده بل على العكس فهم بعدوانيتهم يحييون الدين فينا وذلك على الرغم من وحشيتهم وبغضهم وعدوانيتهم للإسلام والمسلمين فهم يؤدون لنا خدمة غير مباشرة لأنهم يدفعوننا لليقظة ويساعدون على صحوتنا من غفلتنا، وخطرهم على الرغم من شدته ألا أنه اقل بدرجات من خطر المسلمين الجاهلين والكثير من العلماء الجهلة الذين يهدمون هذا الدين العظيم ويساهمون بأكبر هجوم على دين الله نتيجة تحجرهم وتخلفهم وتقوقعهم وعنادهم وإهمالهم وكبرهم وتقديمهم لأنفسهم على كلمة الله والتي استودعها بيننا نحن المسلمين، وليس فقط الدين في خطر منا نحن كمسلمين بل لغة هذا القرآن أيضاً فهي في تراجع حتى ان المسلمين من العجم لا يحاولون تعلم لغة القرآن ولغة نبيهم ولغة أهل الجنة وأم اللغات وتراهم يقدمون جهلاً وتكبراً لغاتهم التي أشتقت أصلاً من لغة الضاد على لغة الوحي ولا يتعلموها، فالإنجليزية في مجتمعات المسلمين والعرب أصبحت لغة العصر ونسينا لغة الوحي والتي أتت لتحدث الناس كافة من عرب وعجم وتخاذلنا وعجزنا وضعفنا وهذا كله مسؤولية العلماء المقصرين والمتناحرين على السلطة الدينية أو يهرولون للتبعية وراء حكام الظلم والفساد والخيبة أو يسعون للسلطان والشهرة والمال والنفوذ والظهور على الفضائيات ومواقع الإنترنت ويتباهون ويتنافسون بعدد أتباعهم فليخسأ كل من لا يرفع اسم الله ودينه ولغة قرآنه ورسوله من كل من العرب والعجم المسلمين وغيرهم فيجب عليهم الخجل من أنفسهم ويعملوا لله وبدون مقابل ويكفوا عن الفتاوي المقرفة والمُسيسة والجري وراء الشهرة والإسم والتعريف بأنفسهم بتقديم الدكترة الغربية الدخيلة، فكلمة دكتور لا يجب لأن تكون محتكرة لمن هو عالم وغير عالم، ولا يعني بان كل دكتور "ولا أقصد الجميع هنا" هو عالم وأفهم من غيره نتيجة تحصيله الأكاديمي فمصدر العلوم والمعرفة متعدد والحياة هي أكبر مدرسة فتجارب الإنسان وخبراته وثقافته الشخصية لا تنبع من خلال نجاحه الأكاديمي وحده وحصوله على شهادة الدكتوراه، ففراسة الإنسان ونباهته وفطنته وفطرته وتفرغه هي التي تحدد قدرته وإمكانياته وليس لقب كان قد سعى لحصوله ليخرج على الناس بشهادة وأكبر دليل هم أهل العلم وهم كثرة وغير محدودين بحملة شهادة الكتوراة وإلا فأين هم من علم رسول الرحمة، هذا النبي الأمي هو والغير متدكترين أمثال الخضر أو لقمان الحكيم أو ذو القرنين أو علوم الصحابة والتابعين من أهل السلف وتلاميذ رسول الله، فنحن مع العلم وتحصيله والسعي له ومع الدراسات العليا والسعي وراء العلوم والمعرفة ولكننا بأمس الحاجة للعلماء المتواضعين والذين يعملون لله دون مقابل أو بأجر زهيد ولأن لا يكون عملهم هو من أجل طموحات شخصية وسعي مادي وأسم وشهرة فنحن بحاجة للزهد والتواضع والبساطة وخدمة خالقنا ونصرته بدون أجر، ونرجوا لأن تكون أعمالهم خالصة لله وبدون أجر من الناس فيرددون قوله تعالى،
قال تعالى "وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ" سورة الشعراء 109 .

فلنكن كأمثال هؤلاء من الناس والذين كان فيهم قوله تعالى،
"وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ" سورة البقرة 207 .

وقوله تعالى "لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَـٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" سورة المجادلة 22 .

ولماذا لا يعمل علماء المسلمين وأثرياءهم وأصحاب اليخوت والقصور والسيارات الفخمة على ترويج كتاب الله وتعميمه على اهل الأرض دون ثمن ولماذا لا تؤسس وتُفرض رقابة حقيقية على ترجمات القرآن في اللغات الأجنبية، والإتفاق والإجماع على نسخ وحيدة معتمدة في جميع اللغات قابلة للتجديد والتحديث من المصدر الرسمي فقط والتركيز على نسخة اللغة الإنجليزية خاصة والتي نراها دوماً تفتقر للترجمات الصحيحة والدقيقة والتي تسيء للمعنى التفسيري والحقيقي للقرآن وكلام الخالق، فلماذا لا توثق الترجمات وتبوب وتجمع في ترجمة واحدة معتمدة، وتكون الترجمات مبنية على التفسيرات القياسية والمتعددة بشرح تفصيلي واسع وشامل وغير محصور بحادثة أو حالة خاصة مكانية أو زمنية ومحدودة بل لتكون قياس على ما يتجدد من الأحداث وما يتفرع منها.


**********


إن موضوع خلق الإنسان هو موضوع متصل بالنبأ العظيم الذي اشار الله عليه وهو ليس فقط من أهم المواضيع والتي نحن بحاجة لدراستها وفهمها بل هو أهم موضوع وجودي نحن بحاجة لإدراكه والتعرف عليه، فهو أصلنا وفيه وحده يمكننا التعرف على هويتنا الإنسانية ودورنا في هذا الكون وحقيقة خلقنا والغرض منه ومسألة مكانتنا وإلى أين نحن ماضين، بالإضافة إلى التحقق من طبيعة المسيح الإنسية والتي أحاطتها الشكوك والريبة منذ أن حضرت وسكنت هذه الأرض، فلذلك فإن الدكتور عبد الصبور شاهين رحمه الله كان قد طرّق على باب مهم جداً ورئيسي وخطير ومع ذلك لم يلق آذان صاغية وهذا ما زلنا نعاني منه نتيجة كِبر الكثير من العلماء وتعاليهم وغرورهم وجهلهم فأقترب حالهم من حال من خاطبهم الله في،

قوله تعالى "وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ" سورة يس 46 .
وقوله تعالى "سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَ****ٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ" سورة الأعراف 146 .

فلقد حاول هذا الرجل المؤمن رحمه الله لأن يمسك بطرف الخيط ولكن لم يكن غيره ممن هم أقل منه علماً بالجريئين لأن ينتصروا لله ويتفهموا ما كان يريد عمله فلو حاولوا لأن يكملوا بحثه أو يعدلوا عليه أو يُنَموه حيث كان من واجبهم الأخلاقي والديني والإنساني لأن يفعلوا ذلك لنجحوا لربما في التعرف على نبأ الخلق ولكنهم على العكس أصابوه في مقتل ودثروا جهده وتعبه وعلمه والذي أخذ أكثر بكثير من ما وصفه البعض ظلماً وتكبراً بالـ 23 ساعة فقط، فوقته وجهده يُحمد عليه إنشاءالله ولو كان دقيقة واحدة فقط ونحن نعلم بأن هذا المجهود هو فعلاً حصيلة سنوات عديدة من الجد والسهر والتعب ليس كمن حاول البعض تحقير عمله والإستهتار به والتهجم عليه بالباطل فما كان من الضروري التهكم على عمله هذا وهو أعلم بقيمة الآيات القرآنية والتي حاول فهمها وإستيعابها من الكثيرين والذين وقفوا متحجرين ومغالطين ومنتقدين وهدامين، أما اليوم فها هو مشروع الحياة يطرح عليكم ومن جديد وعليكم بالتفكير والتدبر والتعقل والتفهم والإنتصار للحق فهذه ثورة وثروة قرآنية لم تشهدوا لها مثيل وذلك لمن شاء لأن يكون قادر على الإدراك بما أخبر الله عن قصة النبأ العظيم، فهذه رسالة الله والتي أتت لتغيير واقع الجاهلية والتخلف في الماضي تحاكي عقولكم وقلوبكم اليوم عن طريق صفحات منها، فإن كانت جاهلية أهل مكة وبدائيتهم وتخلفهم كان قد أشار عليها الله القرآن بالجاهلية بالأولى،
قال تعالى "وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى" سورة الأحزاب 33 .

فما ترى إذن سيكون حالنا اليوم من مما نحن عليه من حال الجاهلية الثانية إذن والتي كانت ستخلفها لا محالة، فإن كانت جاهلية الأمس قد خلت من وحي السماء ومحمد والقرآن فعمت أبصار الناس فما بالك اليوم بعد أن عرف الناس كتاب الله ونبية ووحيه ومع ذلك باركوا جهل أنفسهم ونمُّوه وحرصوا عليه، فلربما جاهلية اليوم لهي أطغى وأكبر وأكثر عناداً وتخلف وبدائية وجهلاً من أي جاهلية مضت، فعلوم القرآن وتعاليمه وسنة الله ورسوله بين أيدينا ومع ذلك نجهل قرآنة وهديه وتفسيره ضائعين في ردهات الأمس والماضي البعيد،

قال تعالى "وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَـٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ" سورة الأعراف 179 .

ولكن كفى يا أمة سئمت من نفسها فاليوم هو يوم القرآن فإن كان الأمس لهم فاليوم هو يوم من أيام الله ودينه وقرآنه والغد والمستقبل هو الإسلام والذي سيظهره الله على غيره من الأديان التي هي من صنيع البشر، فسيظهر دينه على الدين كله، والخيرة فيما أختار الله وما رضي لنا عنه نحن وأهل الأرض جميعا،

قال تعالى "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" سورة المائدة 3 .

فأستيقظوا من نومكم يا عباد الله وأنصاره وأخرجوا للعالم بثوب الإيمان القيم الواضح المضيء والمستقيم فنحن اليوم نعيش عصر الجاهلية الثانية وفي تخلف وضعف وهوان أكبر من أي وقت مضى ...

قال تعالى "إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ" سورة الزمر 7 .

فالقتل أصبح فينا سنة واتبعنا قابيل فأصبحنا أعواناً لبني إسرائيل وما كتب الله عليهم فأصبحنا لا نقتتل فحسب بل نقتل بعضنا البعض ببشاعة قابيل وقتله لأخيه بطريقة غريبة ومريبة وفظيعة، وبدل الألفة التي أوصانا بها الله تعلمنا الكراهية وعملنا بها وتبنيناها ونميّنا الأحقاد والتخلف والفرقة وسَلمنا قدرنا لأولياء الشيطان وأتخذناهم أولياء لنا من دون الله.
فعن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لتتبعن سَنن من قبلكم شبراً بشبرٍ وذراعاً بذراعٍ ، حتى لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه ، قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال: فمن !؟ " ، رواه البخاري ( 3269 ) ومسلم ( 2669 )
أين المسلمين أين هم عباد الله وأين هم أنصاره،

قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ" سورة الصف 14 .

إن الإسلام الحقيقي لا تفرقه الأحزاب الدينية ولا تجمعه حركاتها ولا يوجد فيه مسلمين سنة ومسلمين شيعة فنحن فقط مسلمين وموحدين، مسلمين بهذا الواقع الفطري الإيماني النقي السليم لخالق هذا الكون العظيم .. إخوان في الدين وعلينا بأن لا ننسى قوله تعالى بان أمتنا هي أمة واحدة رغم الإختلافات ومهما عظمت فهي ملة إبراهيم عليه السلام.
وعلينا عن الكف بإتباع جاهلية أنستنا وصية وقول الله تعالى،

"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَ****ٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" سورة آل عمران 103 .

وتذكروا قوله تعالى،
"إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" سورة الحجرات 10 .

فلنكن كما يأمل الله سبحانه وتعالى منا لأن نكون،
"كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ" سورة آل عمران 110 .

ولنكن كرسوله الحبيب عليه الصلاة والسلام،
قال تعالى "مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَ****ٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا" سورة الفتح 29 .
وقال تعالى "وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَ****ٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" سورة الأنعام 153 .

وقال تعالى "لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ" سورة الأنبياء 10 .

صفحات من رسالة الله - عبدالله أحمد خليل