أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ .. والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنَا مُحَمَّدٍ وعلى آلِهِ وصَحْبِهِ وبَعْدُ :
حتّى لا أطيلَ على إخوَتِي في المقدِّماتِ ، ذَكَرَ خَطِيبُ الجُمْعَةِ قِصَّةً مَفَادُهُا
( وأنا أذكُرُ القِصَّةَ كما ذَكَرَهَا الخطيبُ !)
في إحدى المُدِنِ الأردِنيّةِ في مدِينَةِ الكرَكِ تحديدَاً في العقدِ الخمسينَ أو السّتِّنَ ــ الشّكُّ منِّي ــ .
تراجَعَ النَّصارَى عن دينِهِم وتَشَدُّدِهِم فيهِ وأصْبَحُوا أكثَرَ قابِلِيَّةً وتَجَانُسَاً معَ المسلِمِينَ أبناءَ تلكَ المدينَةِ .
فلمّا علمِتِ الكنيسَةُ بذَلِكَ وبعضُ القَسَاوِسَةِ قاموا برحْلَةٍ جَوِّيّةٍ منْ بريطانيا الى مطارِ الملِكَة عليا ــ على حَدِّ تعبيرِ الخَطِيبِ ــ .
فلمّا حطّتْ طائِرَتُهُ ركِبَ سَيّارَتَهُ مسرِعَاً ليَرَى ما سبَبُ هذا التّراجُعِ الرّهِيبِ لدى أفرادِ الجاليَةِ النَّصرانِيَّةِ !
فلمّا وصَلَ الكرَكَ إجتَمَعَ بوجَهَاءِ عشائِرِ النّصارَى رجُلَينِ كبيرينِ ! في الستينَ والسَّبعينَ منِ العُمرِ
قالَ لهما : ما هذا التراجُعُ عنْ دينِكُمْ ودينِ آبائِكُم ، لمَ تتركونَ دينَ عيسى عليهِ السَّلامُ ! وهُوَ الدينِ الحَقُّ وتتبعونَ هذا الرّجُلَ الذي اسمُهُ مُحَمّدُ ! وهُوَ جاءَ بعْدَ عيسَى وليسَ بأفضَلَ منهُ !
قالَ أحدُ الرّجُلَينِ بلْ هوَ رجَلٌ ( مليح ) ( جيّد ) حثَّ على مكارِمِ الأخلاقِ والصدقِ في التعاملِ . و.. و..
قالَ القسِّ مبَيِّنا أنَّ عيسَى عليهِ الصلاةُ والسَّلامُ أفضَلُ ـــ :
انظُر كيفَ رفَعَ اللهُ عيسَى عندَهُ ؟ ولمْ يفعَلْ ذَلِكَ معَ محمد !! ( عليِهما الصَّلاةُ والسَّلامُ ) .
قال الرجُلُ بل قد رفَعَهُ في رحلَةِ المعراجِ ، من المسجِدِ الأقصَى !!!!!
قالَ القِسُّ صحيحُ ولكنّ عيسَى بقِيَ في السّماءِ ، ومحمدٌ رجَعَ إلى الأرضِ !
فاللهُ أبقَى عيسَى عندَهُ لأنّهُ أفضَلُ منْ محمد وأرجَعَ مُحَمّداً الى الأرضِ ! ( صلّى اللهُ عليهِ وسَلّمَ ) .
قالَ لهُ الرّجُلُ : أتعرِفُ لمَ عادَ محَمّدٌ الى الأرضِ ، ولمْ يَعُدْ عيسَى !
قالَ لهُ القِسْ لا ! لمَ ؟!؟!
قالَ الرّجُلُ : لأنَّ مُحمّداً لقى زُلمْ مليحَة ( وجَدَ رِجَالاً بِحَقٍّ ) ، أبو بكر ، عمر بن الخطاب ، عثمان ، علي ...
مّا عيسى فلمْ يَجْد زُلُمَاً !!!! ملَيحَةً !!!
أ .. هـــ . قِصّةُ الخَطيبِ وسَأتحِفُكمْ بالمَزيدِ ــ إنْ شاءَ اللهُ ــ إنْ بقِيَ في العمرِ سَعَةً مِمّا لمْ تسمَعُوا بهِ أنتمْ ولا آباؤُكم ..