أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أحبتي في الله هذه خطبة قصيرة عن الحث على تقليل المهور وأثر المغالاة فيه وذكر بعض المنكرات التي تقع في الأفراح
وقد جمعت الخطبة من بعض الخطب التي تحدثت عن نفس الموضوع مع بعض التصرف مني

مدة الخطبة : نحو 15 إلى 17 دقيقة تقريبا للمترسّل

بسم الله الرحمن الرحيم

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) ، ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) ، ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

أما بعد
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، وأن نقدم لأنفسنا أعمالا تبيض وجوهنا يوم أن نلقى الله (يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ(

أيها المسلمون :
إن في النكاح من المقاصد العظيمة والغايات النبيلة ما لا يمكن حصرها والتي جاء بها هذا الدين العظيم ، ففيها : إعفاف النفس وغض البصر ، وتحصين الفرج ، وابتغاء الذرية الطيبة ، ويحصل به السكن والألفة والمحبة والمودة وبناء الأسرة التي هي اللبنة الأولى في المجتمع، ولذا ورد الأمر بالنكاح والزواج في كثير من الأحاديث ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج. متفق عليه.
ولقوله صلى الله عليه وسلم: تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة. رواه أحمد وابن حبان وحسنه الهيثمي.

وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على تيسير الزواج وعدم المغالاة في المهر، ففي مسند الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة.
وكان هديه صلى الله عليه وسلم في تزوجه وتزويجه، وهدي صحابته رضي الله عنهم تيسير النكاح وتقليل مؤونته، ففي البخاري عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل: تزوج ولو بخاتم من حديد. وفي النسائي عن ابن عباس أن عليا رضي الله عنه قال: تزوجت فاطمة رضي الله عنها، فقلت: يا رسول الله ابن بي، قال: أعطها شيئاً، قلت: ما عندي من شيء! قال: فأين درعك الحطمية؟ قلت: هي عندي، قال: فأعطها إياه.

ولا شك أن في المغالاة في المهور وزيادة تكاليف الأعراس مفاسد ومضار عظيمة لا يعلمها إلا الله منها: انتشار العنوسة بين الجنسين، ولا يخفى ما في ذلك من نذير شؤم وفساد على المجتمع، حيث يتجه الشباب من الجنسين لقضاء شهواتهم بطرق غير مشروعة مضرة بهم وبمجتمعهم وأمتهم.

ومنها : إثقال كاهل المتزوجين بديون يرزحون تحت وطأتها لسنوات عديدة. وقد يتسبب ذلك في أن الزوج إذا لم توافقه الزوجة ولم يمكنه إمساكها فمن الصعب عليه أن يطلقها ويسرحها سراحاً بالمعروف لأنه يرى أنه قد خسر في زواجه منها خسارة كبيرة -فيلجأ إذا لم يتق الله تعالى- إلى مضارتها ، وتضيع بعض حقوقها ليلجئها إلى الافتداء منه بما يخفف عليه تلك الخسارة.

فنقول لأهل الفتيات : ينبغي لهم أن يقدموا مصلحة ابنتهم وأن يزنوا الأمور بميزان الشرع لا بموازين العرف و العادات المخالفة لهدي الإسلام، وليكن نظرهم كون هذا الشاب متصفا بالدين والخلق، فإن ذلك هو غاية المطلوب في الأزواج، وهو أرجى أن يكرم ابنتهم وأن يحفظ لها حقوقها، فإن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها، وأن لا يجعلوا الأمور المادية حائلا دون إتمام هذا الزواج.
ونوصي الشباب بالاستعانة بالله والحرص على إحصان فروجهم بالزواج ، وأن يحرصوا بالظفر بذات الدين ، فإن المرأة الصالحة خير متاع الدنيا، وخير ما يكسبه الإنسان.

وليعلموا أن الله عز وجل وعد من يسعى في إحصان فرجه بأن يعينه وأن يغنيه من فضله، قال الله تعالى: وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}، وثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال :ثلاثة حق على الله إعانتهم... وذكر منهم الناكح يريد العفاف. رواه الترمذي والنسائي.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والذكر الحكيم
أقول قولي هذا وأستغر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد

فيقول الله تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)

فالزواج نعمة عظيمة ففيه السكن والمودة ويحصل به مصالح كبيرة ، وهو كغيره من نعم الله التي لا تدوم إلا بشكرها فإذا شُكرت قرت وإذا كُفرت فرت ومن شكر هذه النعمة أن تُجنب هذه الزواجات المنكرات التي لا تعود إلا بالبؤس والتعاسة على الزوجين

وأنتم أيها الآباء حريصون .. حريصون على أن ينعم أبنائكم وبناتكم بالسعادة في حياتهم الزوجية لذا كونوا عونا لهم في إتمام زواجاتهم بلا منكرات قد يعود أثرها إلى حياتهم الزوجية ومن ذلك

01 الإسراف في المبالغة الفاحشة في أسعار قاعات الأفراح والتي يُصرف عليها عشرات بل ربما مئات الآف ، وما يتبع ذلك من الإسراف في تجهيز القصر والإسراف في زينة النساء بينما كان بالإمكان أن يتم هذا العرس ويُعلن في مناسبة بسيطة تقتصر على أقارب الزوجين ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ، حين قال : تزوجت : أولم ولو بشاة.

02 ومن ذلك أيضا التجاوز في زينة النساء وارتكابهن بعض الكبائر بدعوى التجمل مثل العري في اللباس ووصل الشعر ونمص الحاجب وقد قال الله النبي صلى الله عليه وسلم ( صنفان من أهل النار لم أرهما وذكر منهما نساءٌ كاسيات عاريا) وقال صلى الله عليه وسلم ( لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله ".)

03 ومن ذلك أيضا جلب المعازف والمغنين والمغنيات واختلاط الرجال بالنساء وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف)
وفي المباح الذي رخّص فيه الشارع غنية عن الحرام قال الشيخ ابن باز رحمه الله أما الزواج فيشرع فيه ضرب الدف مع الغناء المعتاد الذي ليس فيه دعوة إلى محرم ولا مدح لمحرم في وقت من الليل للنساء خاصة لإعلان النكاح والفرق بينه وبين السفاح كما صحت السنة بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم .أنتهى كلامه رحمه الله

فيا عقلاء قومي كيف لمن يرد السعادة لأبنائه وبناته بعد الزواج أن يكون سببا في حشد الكثير من المنكرات في يوم زواجهم مع أن منطق العاقل يقول : ينبغي أن يكون هذا الزواج لابني أو ابنتي مبني على التقى والصلاح شكرا لله تعالى و أن أحرص أن يكون خاليا من المنكرات امتثالا لأمر الله تعالى ثمّ لعلّ الله تعالى أن يبارك لهم وعليهم وأن يجمع بينهم في خير .

ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيه فقال في محكم التنزيل (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)

اللهم صل وسلم على نبينا محمد، وارضى اللهم عن خلفائه الراشدين، الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون أبي بكر وعمر عثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، وعنا معهم بجودك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل اللهم هذا البلد آمناً مطمئننا رخاء وسائر بلاد المسلمين، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا أنت،

اللهم وفق إمامنا لهداك واجعل عمله في رضاك ومتعه بالعافية وارزقه البطانة الصالحة الناصحة التي تدله على الخير وتعينه عليه ، ووفق جميع ولاة المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم شرعك يا ذا الجلال والإكرام

اللهم انصر اخواننا في بلاد الشام اللهم انصرهم على بغى وطغى عليهم ، اللهم عليك بطاغية الشام ومن عاونه فإنهم لا يعجزونك اللهم احصهم عددا واقتللهم بددا ولا تغادر منهم احدا.

اللهم انت الله لا إله إلا انت ,اللهم انت الغني ونحن الفقراء اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم اغثنا

ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.

عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكَرون، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على آلآئه ونعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.