أشارت الدكتورة دنيز احسان اختصاصي طب النساء والولادة بالمستشفى الأهلي إلى أن المرأة الحامل يمكنها الصوم ولكن في ضوء إرشادات الطبيب، منبهة إلى أهمية التمييز بين المرأة العاملة وربة المنزل، حيث تستطيع الأخيرة الصيام كونها أقل عرضة للأعراض التي تتزامن مع فترة الحمل من المرأة العاملة.
وتابعت قائلة "أما بالنسبة إلى المرأة العاملة فيمكنها الصوم إذا وجدت نفسها مستعدة صحيا ونفسيا"، ونوهت بأن المرحلة الوسطى من الحمل أكثر ملاءمة لصوم المرأة الحامل باعتبار أن الاشهر الثلاثة الأولى والأخيرة من الحمل هي من أصعب الأوقات التي تمر بها الحامل، ولكن هذا لا يمنع من أن يكون ثمة حوامل لا يشعرن بأي انزعاج طوال فترة الحمل وبالتالي هنّ قادرات على الصوم كغيرهن.

الصيام والجنين

وحول تأثير الصيام على الجنين من عدمه أشارت الدكتورة دنيز الى أن الدراسات العلمية الحديثة التي اجريت على العديد من الأمهات النساء الحوامل ممن أعطين كميات قليلة من الفيتامينات، دلت على أنه لا آثار سلبية على الحامل وإنما على الجنين نفسه من حيث نقص الوزن فقط دون أن تكون هناك أي مضاعفات أخرى مثل التشوهات والامراض وغيرها.
ونصحت السيدات الحوامل اللاتي يعانين من الغثيان والتقيؤ والدوار والقلق وغير ذلك من العوارض الناتجة عن زيادة هرمون الحمل خلال مرحلة الثلاثة أشهر الأولى الى الامتناع عن الصيام.
وأوضحت أن المرحلة الثانية من الحمل التي تبدأ من الشهر الرابع حتى السادس وتتميز بإمكان اصابة المرأة الحامل بعدة آثار صحية، ارتفاع أو هبوط مستوى السكر في الدم، وكذلك ضغط الدم، وفقر الدم، ناصحة السيدات في هذه الحالة بالامتناع عن الصيام.
وتابعت: "وأما بخصوص المرحلة الثالثة من الحمل التي تستمر خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، وهي أيضا كالاشهر السابقة، يمكن أن تتعرض الحامل خلالها للعوارض نفسها من فقر دم وسكري وضغط إلى الارهاق الذي يسببه الوزن الزائد للجنين، والاورام في الاطراف، وكل ذلك يحول دون قدرة المرأة الحامل على الصوم".

وأكدت الدكتورة دنيز احسان أن المرأة الحامل بحاجة إلى كميات إضافية من المكونات الغذائية وخصوصا الغذاء الذي يحتوي على الحديد والكالسيوم، إضافة إلى جرعات زائدة من المغنسيوم وذلك بحسب العوارض وحاجة الحامل إليها.
ونصحت المرأة الحامل بتناول ما بين 1.5 إلى * لتر من الماء بعد الإفطار قدر المستطاع، مشيرة إلى أن الامتناع عن شرب السوائل يؤدي إلى تقلصات في الرحم وقد يؤدي بالتالي إلى ولادة مبكرة.

وأضافت "ولهذا السبب على الحامل لدى شعورها بأي عارض مماثل التوقف فورا عن الصوم تجنبا لمضاعفات خطرة، فلا الطب ولا الشرع يسمحان بأن تتعرض حياة المرأة الحامل والجنين لأي خطر".

وحذرت من الافراط في تناول كميات كبيرة من الحلويات سواء للحامل أو لغيرها، موضحة أن الحلويات تتطلب إثر تناولها كميات كبيرة من السوائل أو المياه وقد يخشى على الحامل ألا تتمكن من تعويض هذه الكميات بين فترتي الافطار والسحور ما قد يتسبب بمضاعفات خطرة.

جرعات الأدوية

وبينت أهمية تناول المرأة الحامل للكالسيوم بعد الفطور مباشرة باعتبار أنها لن ترقد للنوم قبل 6 ساعات يتخللها الكثير من النشاط والحركة، أما الحديد فمن المستحسن أن تأخذه المرأة الحامل قبيل السحور.

واضافت "أما إذا تحدثنا عن أنواع أخرى من الادوية كدواء الضغط والسكري وغيرهما، فهذا يعني أن الحامل تعاني مشكلات صحية ولا يفترض بها الصوم منذ البداية".


زيادة الوزن

ودعت الى اتباع عدة طرق من شأنها تجنيب المرأة الحامل زياة الوزن من أهمها معرفة تقسيم وجبات الغذاء إلى ثلاث: إفطار، عشاء وسحور، على أن تتضمن هذه الوجبات جميع المكملات الغذائية الضرورية لها، ثم المواظبة على شرب السوائل بكميات كبيرة، مع مراعاة التأكد بشكل أسبوعي من الوزن حسب ارشادات الطبيب.

الرياضة والصيام والحمل

ونصحت السيدات الحوامل بعدم ممارسة الأنشطة البدنية خلال نهار رمضان نظرا لعدم استطاعة المرأة تعويض السعرات الحرارية خلال فترة الصيام، مؤكدة أهمية أن تتحلى السيدة بصحة جيدة وتتقيد بوجبتين أساسيتين (الإفطار والسحور ).

واستطردت قائلة "كذلك يجب عليها الخلود للراحة فترة طويلة خلال النهار ومراقبة حملها جيدا وعدم التلكؤ عن مراجعة الطبيب لدى تعرضها لأي انتكاسة صحية ناتجة عن الصوم كالإغماء أو تفاوت في مستوى الضغط.

وأشارت الى أن الطب ينصح بضرورة امتناع الحامل عن الصوم إذا اقتضى وضعها الصحي ذلك، أما إن كانت تتمتع بمواصفات صحية جيدة فلا مانع من أن تصوم، فالحمل كما هو معروف طبيا ليس مرضا وإنما حالة ظرفية.