أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


أيها المسلم أيتها المسلمة هل عملت يوما بهذه الخصلة الحميدة؟!!
هل وضعت عن مدين؟!!فإن فعلت فهنيئا لك بوعد الله تعالى!
قال الله تعالى:
{وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون}.
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره:
[وقوله: { وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون }.
يأمر تعالى بالصبر على المعسر الذي لا يجد وفاء، فقال:
{ وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة }.
أي: لا كما كان أهل الجاهلية يقول أحدهم لمدينه إذا حل عليه الدين: إما أن تقضي وإما أن تُربي.
ثم يندب إلى الوضع عنه، ويعد على ذلك الخير والثواب الجزيل، فقال: { وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون } أي: وأن تتركوا رأس المال بالكلية وتضعوه عن المدين]اهـ.
قال العلامة ابن عثيمين في تفسير سورة البقرة:
((من فوائد الآية:فضيلة الإبراء من الدَّين، وأنه صدقة؛ لقوله تعالى:{وأن تصدقوا خير لكم}؛ والإبراء سنة؛ والإنظار واجب؛ وهنا السنة أفضل من الواجب بنص القرآن؛ لقوله تعالى:
{وأن تصدقوا خير لكم}؛ ووجه ذلك أن الواجب ينتظم في السنة؛ لأن إبراء المعسر من الدَّين إنظار، وزيادة)).
وقال العلامة ابن عثيمين في (نور على الدرب) :
[إذا كان الذي حل عليه القسط قادرا على الوفاء فلك الحق في مطالبته ورفع أمره إلى ولاة الأمور ليخرجوا حقك منه، وأما إذا كان معسرا فإنه ليس لك أن تطلبه ولا أن تطالبه، ولا أن ترفعه إلى ولاة الأمور لقول الله تعالى: {وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم} وإنني بهذه المناسبة أحذر إخواننا الذين يكون لهم ديون على المعسرين فيؤذون هؤلاء المعسرين بالطلب والمطالبة، ويرفعونهم إلى الجهات المسئولة وهذا الدائن لا شك أنه آثم إذا طالب المعسر بوفاء الدين، لأنه عاص لقول الله تعالى: {وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون}]اهـ.
وقد وردت الأحاديث من طرق متعددة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك:
فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (كان رجل يداين الناس، وكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه، لعل الله -عز وجل- يتجاوز عنا فلقي الله فتجاوز عنه).رواه البخاري ومسلم.
وعنه -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
(من أنظر معسرا أو وضع له، أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله).
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.وصححه الألباني.
ومعنى (وضع له) أي: ترك له شيئا مما له عليه.
قال العلامة ابن عثيمين في (شرح رياض الصالحين) :
((أنظره يعني أمهله حتى يوسع الله عليه، وهذا أمر واجب كما سبقت الإشارة إليه؛ فإن وضع عنه فهو أفضل وأكمل لأنه إذا وضع عنه أبرأ ذمته، وأما إذا أنظره فإنما أمهله وبقيت ذمته أي: ذمة المطلوب مشغولة لم تنفك))اهـ.
فبادر يا طالب الجنان و ضعْ عن المدينين تفز بوعد رب العالمين.
والله الموفق.