أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


مع الوالد العلامة أحمد محمد شاكر 8
قال في المسند:
( 223 )حدثنا عبد الرزاق أخبرني يونس بن سليم قال : أملى عليَّ يونس بن يزيد الأيلي عن بن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القارئ سمعت عمر بن الخطاب يقول : كان إذا نزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم الوحي يسمع عند وجهه دوي كدوي النحل ، فمكثنا ساعة ، فاستقبل القبلة ورفع يديه فقال : (( اللهم زدنا ولا تنقصنا ، وأكرمنا ولا تهنا ، وأعطنا ولا تحرمنا ، وآثرنا ولا تؤثر علينا ، وارض عنا وأرضنا ، ثم قال : لقد أنزلت علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة )) ثم قرأ علينا : (قد أفلح المؤمنون )) حتى ختم العشر .
قال شاكر : إسناده صحيح ، نقله ابن كثير في التفسير ( 6 : 2 - 3 ) عن المسند ثم قال : ( ورواه الترمذي في تفسيره ، والنسائي في الصلاة من حديث عبد الرزاق به ، وقال الترمذي : منكر ، لا يعرف أحداً رواه غير يونس بن سليم ، ويونس لا نعرفه ) كذا قال ، ولم أجده في سنن النسائي ، وهو في الترمذي ( 4 : 151 - 152 ) من طريق عبد الرزاق عن يونس بن سليم عن الزهري ، ثم رواه من طريق عبد الرزاق أيضاً عن يونس بن سليم عن يونس بن يزيد عن الزهري ، ثم قال : ( وهذا أصح من الحديث الأول ، سمعت إسحاق بن منصور يقول : روى أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وإسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن يونس بن سليم عن يونس بن يزيد عن الزهري هذا الحديث ، قال أبو عيسى : ومن سمع من عبد الرزاق قديماً فإنهم إنما يذكرون فيه عن يونس بن يزيد ، وبعضهم لا يذكر فيه عن يونس بن يزيد ، ومن ذكر فيه عن يونس بن يزيد فهو أصح ، وكان عبد الرزاق ربما ذكر في هذا الحديث يونس بن يزيد ، وربما لم يذكره . وإذا لم يذكر فيه يونس فهو مرسل ) ولم يقل غير هذا ، فالظاهر أن ما نسبه ابن كثير للترمذي سهو منه ، وأنه كلام النسائي ، لأن في الخلاصة أن النسائي قال : ( لا أعرفه ) . ويونس بن سليم الصنعاني هذا : ذكره ابن حبان في الثقات ، وفي التهذيب عن النسائي قال : ( ثقة ) ، فلا أدري أهذا سهو آخر على النسائي ، أم هو قول آخر له ؟ وفي التاريخ الكبير للبخاري ( 4 : 2 : 413) : ( قال أحمد بن حنبل : سألت عبد الرزاق عنه ، فقال : كان خيراً من عين بقة ! فظننت أنه لا شيء ) ! و ( عين بقة ) هذه غلط ، فاتت على مصححي الكتاب ، وصحفها بعضهم إلى ( عير ثقة ) ، وصححتها عن التاريخ الصغير للبخاري ( 214 ) : ( قال أحمد : قال عبد الرزاق : يونس بن سليم خير من برق ، يعني عمرو بن برق ، قال أحمد : فلما ذكر هذا عند ذاك علمت أن ذا ليس بشيء ) ، وعمرو بن برق هو عمرو بن عبدالله بن الأسوار اليماني ، وفيه ضعف ، فالظاهر أن توثيق ابن حبان ليونس بن سليم صحيح ، لأن عبد الرزاق فضله على عمرو بن برق ، ثم وجدت الحديث رواه الحاكم في المستدرك ( 1 : 535 ) بإسنادين أحدهما من طريق المسند ، وصححه ووافقه الذهبي ، فهذا موافقة من الحاكم والذهبي على توثيق يونس بن سليم ، وفي آخر رواية الحاكم ( قال عبد الرزاق : ويونس بن سليم هذا كان عمه والياً على أيلة ، قال : أرسلني عمي إلى يونس بن يزيد حتى أملى عليَّ أحاديث ) . والحديث نسبه السيوطي في الدر المنثور ( 5 : 2 ) أيضاً لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والعقيلي والبيهقي في الدلائل والضياء في المختارة .

قلت عماد :وفيه امران :الأول أن هذا الحديث في النسائي في الكبرى 2/170 وقال عقبه : هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ ، لاَ نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ غَيْرَ يُونُسَ بْنِ سُلَيْمٍ وَيُونُسُ بْنُ سُلَيْمٍ لاَ نَعْرِفُهُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
الثاني :أن النقل الصواب عن النسائي هو مارواه في سننه ولم يُنقل عنه خلافه وما اظن نقل الحافظ محفوظا