يقول الله تعالى: {قل ياعبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم }[سورة الزمر الآية :53].

لو طال بك الليل ..
واشتدت بك الأزمات ..
ونال الحزن من قلبك ..
وكدت أن تنحرف في دهاليز اليأس ..
فاحذر أن تكون ممن قد كفر برحمة الله ..
لا تيأس من روح الله < لأنه لاييأس من روح الله إلا القوم الكافرون >
.....
أتيأس من رحمة الله !! وأنت لم تلتجئ له ..
ولم تطلب رحمته ..
ولم تقم ليلا طال عليك بالعنا والألم ..
ولم ترفع أكف ضراعة لله تعالى ..
أتيأس من رحمته ..
لأنك لم تقرأ كتابه ..وتتمعن في معانيه ..
ربما قرأت ولكن ليس من قلبك ..
قرأته قراءة عابرة ..
وللأسف وروحك قد لهت في ما يأست منه !!
بالله عليك / كم مرة قرأت في كتاب الله هذه الآية
( إن الله غفور رحيم ) ..
!!
كم قرأت من آية كريمة تحثك على الصبر ..
( واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور )
اصبر على ما أصابك ..
وتلذذ بنعمة الصبر ..
وقاوم من أجل أن تنال أجرا من الله تعالى ..
اصبر فمع الصبر الفرج ..
وبعد العسر يسرا ..
تذكر أجر الصابرين ..
وتذكر الأنبياء والصالحين ..
قد ابتلاهم الله فصبروا ..
على الرغم من أنهم معصومين ..
عن الخطأ والنسيان ..
كانوا على تقى وصلاح ..
فابتلاهم الله تعالى ليختبر مدى قوة الدين الذي حملوه في قلوبهم ..
وأنت / وأنا ..
ماذا نقول عن حالنا !!
فما ابتلاك الله تعالى إلا لحكمة عظيمة تجهلها أو تغافلت عنها ..!!
فمن حكمة الله العظيم أن جعل تلك البلوى التي شغلت بالك بها ..
أجرا وتكفيرا لكل ذنوبك ..
فوالله إنك لن تستشعر إلا إذا وقفت بين يدي الله ..
في يوم شديد ..
!!
تجاهل لحظات الألم ..
وقف مع الله مناجيا ..
داعيا ..
مدينا بنعمه العظيمة ..
لا تيأس وأوقد في قلبك شعلة تفاؤل ..
وأملا .. بالله ...
هو الله .. لن يدعك تخرج من دنياك إلا وقد نلت نصيبك ..
فإن كان نصيبك قليلا في دنياك ..
فاعلم أن في الآخرة نصيبا أكبر ..
لكن ثق بربك وتوكل عليه ..
ولا تعترض على قضاءات الله وأقداره ..
فحتما سيأتي يوم الفرج ..
فاصبر ..
فالصبر قناعة ورضا ..
انتبه أن تيأس من رحمة ربك لو طال بك الألم ..
فهو أعلم بمصلحتك من نفسك ..
حماك وأرشدك ..
وأعطاك نعمة من أكبر النعم ..
إنها نعمة الإسلام ..
تلذذ بها ..
واستشعرها ..
وصنها .. وحافظ عليها ..
واجعلها في قلبك درة مكنونة ..
أتيأس بعد الآن .!!
هل ما زلت مصرا على اليأس من رحمة الله تعالى ..
أوقد مصابيح الثقة بالله ..
ومن الآن بدل يأسك وقنوطك برضا وحمد مصحوبين بالصبر ..
الله يراك ..
ويعلم سرك ونجواك ..
فبث له شكواك ..
ولا تيأس ..
لنحسن صلتنا بالله ..
ولنغرس ينابيع الأمل مع الله ..