أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


آية آلمتني كثيرا وأصابتني بالتَّنَهُدِ ...
قال تعالى : ( وَمَا تَسْـَٔلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌۭ لِّلْعَـٰلَمِينَ ﴿104﴾ ...

قال ابن كثير: وقوله " وما تسألهم عليه من أجر " أي ما تسألهم يا محمد على هذا النصح والدعاء إلى الخير والرشد من أجر أى من جعالة ولا أجرة بل تفعله ابتغاء وجه الله ونصحا لخلقه " إن هو إلا ذكر للعالمين " أي يتذكرون به ويهتدون وينجون به في الدنيا والآخرة.

أن يقول القرآن على لسان نوح وهود وصالح وشعيب ولوط عليهم السلام : (﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ)).. فهذا القول من قبل صاحب الرسالة .. يدفع عن نفسه الشبهة أنه لا يريد مالا ولا جاها ولا منصبا من الناس ولا عندهم بدعوته لهم إلى طريق الحق والاستقامة ...

أما أن يكون القول من قبل الذات الإلهية العليّة ((وَمَا تَسْـَٔلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ)) .. فرفعة ومعيّة ومدافعة من قبل ربّ البرية عن نفسية عبده وإخلاصه في طريقة دعوته ...
(وَمَا تَسْـَٔلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ) يا فرحة الداعي إلى الله تعالى بهذه الآية .. يدافع الله عنه ، ويدفع عنه الشبه في القول بأنه يطلب جاها أو منصبا أو سلطانا بسبب دعوته للناس إلى طريق الهداية ..
وما تسألهم يا محمد على طريق الدعوة والهداية من أجر .. إن هذا الطريق وهذا القرآن وهذا النور المبين إلا ذكر ورحمة للعالمين .. فأنت ماض في الطريق الصحيح .. فاستمر فإنني معك وأدافع عنك ...
ما أعظمك من إله ...