.










.








خرير النهر و موج البحر
حفيف الشجر و شدو الطيور و نفح الزهر
و عبق النسيم إذا ما عبر و قطر الندى و زخ المطر





و طيف الغمام و سرب الحمام و نجم تحلى صفاء الدرر
لكل أولئك بقلبي أثر
يزيل الكدر و يمحي الغبر و ينعشني في زمان الضجر
و يمتع عيني بأبهى الصور
.
.


[..~ و كن امرئٍ إن أتوا بعده يقولون مرَ و هذا الأثر..~]





ففي زمنٍ يكتسي بالصعاب
و زمن التأرجح و الإنكباب
أأترك أثرا بأرضٍ يباب
تغطيه سُحب الأسى و الضباب
فأنى أثر فأنى أثر فأنى أثر ؟!




بزمنٍ يعج بشد المحن
و تعصف فيه رياح الفتن
بزمنٍ ملاهيه تمُحي الأثر
طموحي تعرقل فيه اندثر
و طيف الشرور حمى و استعر
فصرنا نذوق لهيب الشرر
أأترك أثرا ؟!
و كيف سيظهر هذا الأثر ؟!




مهلا أُخيه !
تأملي حينا في هذا القمر
يشع بنورٍ يريح النظر
أليس بوسط السواد يقيم ؟!
في عتمة ليلٍ حلوكٍ بهيم ؟!
و لكنه قد أضاء الدُنى ! بوجهٍ أغرٍ يزيل العنى !
فأبقى ضياءً و أبقى سنا
و هذا أثر ! و نعم الأثر !




و هلا تأملتِ وقع المطر ! يحل رويدا في تلك الرمال
فينبت زهرا بديع الجمال و روضاً زكياً و ريف الضلال
و يهطل فوق الربى و الجبال يفتت صخرا صلوباً محال !
و هذا أثر ! فهلا أخيتي لكِ من أثر !




تعالي معي وعي و اسمعي حديثا يقول :
كل من سار على هذه الأرض ترك أثراً و علامة تدل على مروره عليها
فإن سرتِ على الرمال بدت آثار قدمك
و إن تجولت في حديقة ظهرت علامة طريقك




ما أحلى أن يجدَ الإنسان في صحيفته حسنات لم يتعب فيها !
و أن يملأ ميزانه بطاعات عملها غيره !
و أن يرتقي درجات الجنه بعد أن يواريه التراب




و ذلك بأن يكون مسخرا لخدمة دينٍ أحبه و لطالما إعتزَ به !
فيدل التائهين و يعين المحتاجين
فيترك أثرا أينما حل




أخيتي !
فإذا كنت تعلمين يقينا أن أثرك لن يضيع و لن تطمس معالمه
بل سيبقى محفوظا عند رب لا يضيع أجر من أحسن عملا
فلما التردد إذا ؟!


أتركي أثراً ! أتركي أثراً ! أتركي أثراً !


و لتكن هذه النقطة
. . . نُقطة الإنطلاق !