< يوميات زوجة معلقة / الجزء الأول >

هذه قصة جديدة كتبتها وأتمنى من إدارة المنتدى نشرها لتنبيه الغافلة وتحذير الآباء وولاة الأمر وموعظة للمتزوجين،، برغم كوني متزوجة ولدي طفلان صغيران أحمد الله على وجودهما لدي ، لكني لم أشعر بكوني متزوجة يوما ما ،، كفتاة سعودية تزوجت رجلا بدون أن أجلس معه في فترة الملكة، أو حتى أحدثه بالهاتف في فترة الخطوبة لأتعرف على شخصيته أو وجهات تفكيره وحتى والدي لم يسأل عنه جيدا فقد رأى رجلا كث اللحية قصير الثوب إماما لأحد الجوامع، ويختم كل جملة بقوله (الله المستعان) فقرر أنه سيكون الرجل المناسب !
كان زواجنا مختصرا وبدون فرقة دفافات حسب طلبه وقد عد ذلك أهلي حرصا منه على جعل زواجنا إسلاميا كما يقولون!
سألني في ليلة زواجنا سؤالا إحترت منه 00قال :لماذا وافقت على الإرتباط بي ؟ ترددت ثم قلت بسبب تدينك وخلقك، فضحك ضحكا مسرورا عجبت منه! لكنني عرفت السبب في ما بعد!
مدة سفرنا في شهر العسل لم تتعد يوما واليوم الآخر مسافة طريق 00قال لي أن ذلك بسبب إلتزامه بالجامع فوافقته فرحة بورعه وإلتزامه والذي سيكون لعائلتي منه نصيب ! وقد كان لنا من ذلك أكبر النصيب !!
كان يحب الخروج بكثرة وترد إلى جواله العديد من الرسائل والإتصالات برر ذلك بأنه الإبن وتحتاج والدته وأخواته بكثرة، لكن الأمر لم يكن كذلك!
كنت أجول في المنزل لوحدي أحيانا أتصفح مجلاته الإسلامية وكتبه العتيقة لوحدي ،وأحيانا أحلق في جو خيالات رومانسية لا أجدها على ارض الواقع فهو كما يقول رجل مشششغول برغم أنني لازلت عروسا0


وأخيرا قال لي أنه سيقوم برحلة دعوية إلى دولة خارجية وطلب مني الذهاب إلى منزل أسرتي حتى يعود بعد شهر0
كنت خلالها قد حملت بطفلي الأول 00فكرت في البداية أليس الأولى من الداعية مراعاة زوجته الحامل قبل الدعوة أليس الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال خيركم خيركم لأهله؟ لكنني هدهدت هواجس نفسي بأني زوجة بطل وعلي مراعاة ظروفه حتى يرضى عني الله كما علمتنا الداعيات في محاضراتهن أن الزوج هو جنتنا ونارنا وإلى الآن لم أستوعب أين سمعن هذا الحديث الشريف فلم أجد له نصا، وهل علي إرضاؤه ولو على حساب نفسي وعواطفي ؟ لا ظن الإسلام قد أمرنا بأن نكون جواري لذلك الكائن المسمى الرجل ! لكنني عللت نفسي بالصبر الذي إمتدت حباله سنين حتى أنجبت طفلي الثاني ممنية نفسي بأنه سيعقل ويرشد وينتبه لنفسه وبيت وأطفاله كما تقول أمي بأن الرجل إذا بلغ أربعين يعقل !
يعقل من ماذا ؟ ستتساءلون من ماذا هل كفران مني بعشيري كما يقول البعض ؟
يعقل من عودته من سفرياته التي ظاهرها الدعوة وباطنها الإثم والرذيلة فهو يعود لي كذئب مملوء بالغنائم التي هي من أردى البضائع وأمجنها بل ومن بقايا نفايات من لايعلم ،فمن صور مخلة 00إلى رسائل ماجنة من ساقطات إلى زوجات مسيار متكررة من نفايات لايعلم من إستخدمهن قبله؟
والله جاءتني أيام أدعو أن تكسر ساقيه ليبقى في المنزل ويراعي تربية الطفلين الذين كبرا قليلا وبدآ يحتاجان إلى حنان الأب00ولكن لحكمة الله إستمر في غيه فيرتدي ثياب الداعية الجليل فيزأر ويزمجر ويدعو على أعداء الإسلام ثم يرقق صوته ليدعو الناس إلى مراعاة الزوجة والتعبد في فعل ذلك ليعود إلى المنزل طربا بتأمين الناس على دعواته المرائية!

كرهته 00نعم كرهته وبدأت أتقيأ كراهيته بمشاحنات فلست بملاك صابر ولو أنزل الله من نساء الصحابة والتابعين وتزوجنه لما صبرن على غيه!!
لقد مرت علي أياما تمردت علي المفاهيم والقيم فلم أعد أفهم هل أنا وقيمي صح أم خطأ ؟ هل السعيد هو من يفعل مثله أم مثلي ؟ أليس سعيدا وممسكا بتلابيب الدنيا والآخرة كما يقول ويفعل ويردد أن الله غفور رحيم؟ لا أفهم أين ذهبت أحلامي بزوج متدين وصدر حنون يحتوي كياني الصغير؟ لماذا ذو اللحية الكثة بدل قيمه التي أظهرها لي في مقتبل زواجنا ؟ هل أفعل مثله؟ هل سأحس بالسعادة؟ ويطالعني وجه أبي وهو ينظر إلي في لهفة وحزن ثم يطالعني وجهي طفلاي البريئان ثم أتذكر عبارة (من يزن يزن بحائطه) فأخشى من الله ثم أخشى على أبي وثقته بي ثم أخشى على أطفالي وأن تضيع قيمي التي غرستها فيهما فأخجل من مجرد التفكير في ذلك الوسواس من الشيطان !
تابعن الجزء الثاني من يوميات. زوجة معلقة !




< الجزء الثاني >
يناقشني الشيطان وزوجك أليس مسرورا ولم يعاقبه الله على خزي أفعاله ؟ فأدعو الله بصدق أن يريني بعيني ويسمعني بأذني عقوبة زوجي على مراءاته للناس وإهمال رعيته متذكرة حديث (من أرضى الناس بسخط الله سخط وأسخط الناس عليه) وأتذكر أن البغي عقوبته ماحقة لكل باغ!! أما لماذا لم أدع له ؟ لأنه أمات في قلبي كل العواطف النبيلة 00كرهته وكرهت نمط حياته وسذاجة تفكيره في دوام المتع الزائلة وعدم وجود عقاب من الله لمن يفعل مثله ! ذلك الرجل الذي صفقت له في مقتبل زواجنا عندما يجيد أو يحسن صفق بجناحيه حين فتحت له الدنيا ! تزوج كثيرا بإسم التعدد وأنه سنة !وكأنه قام بالفروض على وجهها ليقوم بالنوافل ولكنني سيضحك مني الجميع للحقيقة المرة التي أحس بها حاليا فوالله لقد أحسست بالحزن على حال من تجهز نفسها وتمني نفسها بمن سيسترها كما يقولون ويحيطها بالحنان والعطف لأن أغلب ممن يرضين به مطلقات وهن بذلك فريسات سهلة لمن يظهر التدين فيحسبن أنهن سيتزوجن من شيخ جليل وهو للحق لاينقصه سوى طبل ومزمار ليؤدي وصلاته الترفيهية في إستراحاته ومع أصحاب الهوى! ليس كل رجال الدين مثله

كنت أصرخ في نفسي حين يهمس بها الشيطان هذا هو إختيارك رفضت الحليق والغير مواظب على الصلاة لأجل هذا الشيخ الطروب ،هذه هي نهاية من تبحث عن الدين!
بكيت والله في حرقة حزنا على حالي وحال أطفالي وأنا أسهر لوحدي وأربي الأطفال لوحدي حتى تساوى وجوده من عدمه ولم تمض خمسة أعوام على زواجنا ، بينما هو يتزوج ويطلق وكأن فتيات الناس من غير البشر فلا تأخذه الرحمة بهن ولا بآمالهن ورغبتهن في توديع نظرات الناس القاتلة وإحتقارهم للمطلقات ورغباتهن في أن يكن زوجات سعيدات، وصلت دموعي من شدتها إلى صدري ونحري فتساقطت عليه بشدة ، حينها دعوت أن يريه الله سوء صنعه في أخته ويفضحه بين مجتمعه فلا يقبل به بيت ولا مجلس ولا صاحب، أما لماذا دعوت على أخته؟ لأنها كانت تدافع بشدة عنه حتى إنها كانت تقفل سماعة الهاتف في وجهي حين أسئلها أين أخوك؟ وطفلي الرضيع يبكي جوعا يحتاج الحليب! وكعقاب إلهي له فقد قوته الزوجية وتجرد منها وبدلا من أن يعود إلى الله ليرفع مابه إزداد طغيانا فتزوج وشرد أكثر! كانت عيناي تتعلقان بأي زوجان يمشيان في المنتزهات والأسواق في سكينة فأدعو لهما بالتوفيق وأغبطهما في شدة ثم أصرف بصري في جدية عنهما ، بل إنني والله نظرت مرة إلى حيوان صغير مع أمه يقف بجوارهم والده فأفكر هل الحيوان أكثر حنانا بصغاره من يدعى بزوجي؟ أحمد الله في نفسي على نعمه علينا وأستغفره، لكن لم تقتصر حالتي هذه علي وحدي بل تعدتها إلى أطفالي الذين أصبحا تتعلق أبصارهما بأي أب يمسك بيد أطفاله ويرددان من هذا الذي يمسك بالطفل هل هذا أبوهما فأرد لا ربما هو عمهما أو أخوهما أو خالهما فيصمتان في وجوم حزين وعدم تصديق! بل إن حسام ذو السنتان أصيب بحالة هلع عند رؤية أي طفل يلعب برفقة والده في الحديقة فيردد: أبوهم 000جاء ! معتقدا أن أي أب هو بمثابة عدو له لأنه بلا أب يراعيه ويدافع عنه ، وعندما أخبرت أبوه بما يحصل للطفلين يبتسم ويضحك قائلا : لا أريد أن يتعلق في الأطفال لأنني رجل مشغول كما تعلمين وصاحب مسئوليات وبيوت وسفريات!إكتفيت بنظرة إحتقارله و لبيوت العنكبوت التي يقيمها !! كثيرا ما ينظر عدد من الناس إلى طفلاي بنظرات رحمة وشفقة بل ويمسحون

على رؤوسهم سواء في الأسواق أو الحدائق حين أتنزه معهما لوحدي معتقدين أنهم أيتام ، ولاأنسى وجه حازم ذو الخمسة أعوام حين عاد كسيفا ومعيرا لحسام بأنه إبن للسائق الذي يوصلهما إلى الروضة0كنت أعلم أنه يسقط السخرية التي يطلقها عليه زملاؤه في الروضة على أخوه والمتعلقة بعدم رؤيتهم لوالده بتاتا يوصله أو يقبله أو يودعه كما زملاؤه!

انتظرن غالياتي الجزء الثالث من يوميات معلقة ستتعجبن من الاحداث التي ستتوالى 00لكنها واقعية ، تقبلن تحياتي مع فائق الحب000اختكن معلقة ولكن قلبها بربها تعلقه!

معلقة !