أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد ..
فمما ينجي العبد من الخلود في النار هو ترك أسباب الخلود
ومن أسباب الخلود :
- الإشراك بالله
- الكفر بالله على قول من يفرق بين الشرك والكفر
- ترك الصلاة على القول الراجح

- فالإشراك به سبحانه هو أن يتوجه العبد بشيء مما يختص به سبحانه إلى غيره كائناً ما كان ..
فالاشراك ضد التوحيد ، والتوحيد معناه جعل الشيء واحداً وهو يعني إفراده سبحانه بما يختص به من الأسماء والصفات والأفعال والعبادات الظاهرة والباطنة ...
فالموحد هو من يخلص جميع أعماله وأقواله واعتقاداته لله سبحانه وتعالى ،لذا كانت حقيقة الإيمان مركبة من القول والعمل والاعتقاد ولابد من إخلاصها جميعاً لله سبحانه ..
فلا يتوجه بعمل مهما كان صغيراً لغير الله ومثال ذلك التوجه بـ ( صلاة – سجود – نذر – طواف – تحاكم – ولاء – توكل – استغاثة ..) لغير الله .
ولا يتوجه بقول مهما كان صغيراً لغير الله ومثال ذلك التوجه بـ ( دعاء – استغاثة – استعانه – نذر – حلف - ...) لغير الله .
ولا يتوجه باعتقاد مهما كان صغيراً لغير الله ومثال ذلك ( اعتقاد النفع أو الضر – اعتقاد التدبير للكون – اتصاف الخالق بصفات المخلوق – اشراك الخالق والمخلوق في أفعاله سبحانه ...) .
فكل من وقع في هذا الشرك فقد ناقض لا إله إلا الله وخرج من الاسلام ونقض توحيده ، وما أكثر ذلك بين المسلمين وإنا لله وإنا إليه راجعوان ..

لماذا كثر الإشراك بالله سبحانه وتعالى في زماننا ؟
الجواب :
- إن من أعظم أسباب الإشراك به سبحانه هو فشو الجهل بحقيقة التوحيد والشرك ، فلقد كان العرب في الجاهلية يعرفون معنى التوحيد ومعنى لا إله إلا الله ويعرفون ما يضادها من الإشراك ولذا كانوا يأبون من ذكرها والنطق بها على يسرها وسهولتها وما يترتب عليه من حقن دماءهم وأموالهم ،وكانوا يقولون أجعل الآلهة إلها واحداً ؟
فلما فشا الجهل بمعنى هذه الكلمة العظيمة وما تدل عليه من وجوب إفراده سبحانه بالعبادة والألوهية أصبحنا نرى من يلهث بها ليل نهار مع تلبسه بما كان عليه أهل الجاهلية من الإشراك وعبادة غير الله !
فتراه ينطق بها وهو يسجد على عتبات البدوي ويطوف بقبره وينذر له ويذبح ،وكأن هذه العبادات حق له من دون الله ،أو كأنها ليست من العبادات أصلاً ، فهو يجهل معنى العبادة وقد يقصرها على الصلاة والصوم والزكاة والحج ،فتراه يقول لا إله إلا الله ثم يعتقد أن الأقطاب يدبرون شأن هذا العالم مع الله أو بإذنه!
- ويوجد أنواع أخرى من الشرك تنافي لا إله إلا الله كالإشراك في التشريع والحكم ، فترى الرجل ينطق بلا إله إلا الله وهو يرفض تشريعه ويرد حكمه ، ويتحاكم إلى غير شرعه ، بل يقصر أحكامه على المسجد وذلك لغياب الصلة بين هذه الكلمة وبين ضرورة الالتزام بحكم الله والخضوع له والاستسلام ، فلما غابت هذه المفاهيم وجهلوا الصلة بينها وبين كلمة لا إله إلا الله صار الكثير من الناس يقولونها وهم متلبسون بما ينافيها وما ينقضها ....
- يتبع إن شاء الله