#marqueecontainer{position: relative;width: 98 /*marquee width */height: 100px; /*marquee height */overflow: hidden;padding: 8px;padding-left: 8px;padding-right: 8px;}
أثراستخدام استراتيجية المنظم المتقدم على تحصيل الطلاب بكليات المجتمع في الاردن
د. جبر عبدالله البنا
دكتوراه مناهج وتدريس الرياضيات
عمان _الاردن
جامعة البلقاء التطبيقية

الملخص:
هدفت هذه الدراسة التقويمية الميدانية شبة التجريبية لمعرفة اثر طريقة المنظم المتقدم في تحصيل الطلاب في كليات المجتمع في الاردن ، والإجابة علي تساؤلاتهم.
وقد تكونت عينة الدراسة من (166) طالباً منهم (79) طالباً يمثلون المجموعة التجريبية و(87) طالباً يمثلون المجموعة الضابطة، وهم الطلاب الذين درسوا مقرر مبادىْ الاحصاء مع الباحث نفسه، في كلية القادسية بعمان . وقد أظهرت نتائج تحليل التباين الثنائي (الأوساط غير الموزونة) ما يلي:
- هناك فروق ذات دلالة إحصائية عن مستوى ( ) في تحصيل مجموعتي الدراسة لصالح التجريبية. هناك فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى ( ) في تحصيل الطلاب باختلاف تخصصاتهم الدراسية، لصالح تخصصي الحاسب واللغة العربية.
- هناك فروق ذات دلالة عن مستوى ( ) في التحصيل، لأثر التفاعل بين طريقة التدريس (المجموعات)، والتخصص الدراسي، من النوع اللارتبي.
وقد انتهت الدراسة بعدد من التوصيات التطبيقية، والبحثية، والإدارية والفنية والتربوية.

الخلفية النظرية

مقدمة:

تتأثر الحصيلة التعليمية - التربوية للمتعلمين بمتغيرات عديدة، ترتبط بكل من الطالب، وعضو هيئة التدريس، والخطة الدراسية والمنهاج المقرر دراسته، وطرائق التدريس، والمناخ الأسري للطالب، والمناخ الأكاديمي للمؤسسة التعليمية والتي تشرف علي تعليم الطلاب، وغير ذلك من عناصر التربية. ويعلم ذوو الخبرة التربوية علي اختلاف مستوياتها أن خصائص عضو هيئة التدريس في المؤسسة التربوية ذات أثر بالغ في كمية الحصيلة التعليمية التربوية ونوعيتها - لذلك تسعي تلك المؤسسات جاهدة لتطوير الكفايات التربوية لعضو هيئة التدريس على أمل أن تكون مساعدة لهم على إنجاز عملهم التعليمي - التربوي لأفضل المستويات. فيستدل علي ذلك بنواتج تقويمهم لتحصيل طلابهم في مقررات الدراسة المختلفة.
يشتمل التراث التربوي علي الكثير من المعارف التي تتناول المناهج (أسسه وعناصره وتقويمه وتطويره)، إضافة إلى نماذج المناهج الدراسية وأنماطها وتطورها. بحيث يمكن التميز بين مفهومين للمناهج هما: التقليدي، الذي يتصف بنظرته إلى المنهاج باعتباره، المادة الدراسية (المعارف)، التي يتوجب علي المتعلم إتقانها، والنجاح فيها. دون اهتمام يذكر بخصائص المتعلمين وما بينهم من فروق أولما بين المعارف المختلفة من تباين في النوع، والمستوى، وطريقة الوصول إليها. والحديث الذي يتصف بنظرته إلى المنهاج باعتباره مجموعة الخبرات التي يمر بها الطالب لتحقيق النمو الشامل، المتكامل، المتوازن. وفي ذلك إشارات واضحة إلى أنه يهتم بالمتعلمين: قدراتهم، وميولهم، وفروقهم الفردية، كما أنه يتيح للمدرسين والمتعلمين العمل معا وبالأساليب ألأنسب مستفيدين من كل الوسائل الممكنة لتحقيق أهداف المنهاج.
وتختلف المجتمعات في سياستها ونظرياتها التربوية، لاختلافها في أسس المناهج التربوية التي تعتمدها، وبالتالي اختلاف عناصرها من: أهداف، ومحتوى، وطرائق تدريس، وتقويم ورغم ما يعرفه المربون من إيجابيات المفهوم الحديث للمنهاج وسلبيات المفهوم التقليدي، لا يزال الكثير منهم يعتمدون الأساليب المتوافقة مع المفهوم التقليدي، وذلك لاعتماد الكثير منهم وبخاصة من يعملون في مؤسسات التعليم العالي على طرائق التدريس التقليدية، حيث المحاضرة أكثرها شيوعا وأهمية. وبالتالي فإن المطلوب من الطالب هو أن يعمل جاهدا علي حفظ المعارف المنهجية المرتبطة بالمقرر، وهنا نجد أن المقرر الجامعي، عبارة عن خطة دراسية تتحدد فيها أهداف المقرر بدرجة كبيرة من العمومية، ثم بعض الفعاليات التعليمية أحيانا، وأهم المراجع. فيقوم أعضاء هيئة التدريس بتنفيذ هذا المقرر بطريقة ما، يرونها الأنسب. وكثيرا ما يقاس نجاح عضو هيئة التدريس بمؤشر مستوى الدرجات التي يحققها الطلاب (الدرجة الظاهرية)، بإجابتهم على الاختبارات، التي يغلب عليها، أنها تقيس المعارف وبمستوياتها المعرفية الدنيا.
ولعل من أهم الكفايات التربوية اللازم توافرها في عضو هيئة التدريس بعامة وفي مؤسسات التعليم العالي بخاصة، كفاية التخطيط للتدريس والتي تتطلب تحديد أهداف تدريس المقرر الدراسي بطريقة واضحة (سلوكية)، بحيث يمكن اختيار المحتوي المعرفي، وطريقة التدريس والنشاط الطلابي، وأدوات التقويم المناسبة لها. كل ذلك ليساعد المدرس والطالب علي حد سواء في توجيه جهودهم لتحقيق أهدافهم وخفض الفاقد في الزمن والجهد المبذول في ذلك ومبادئ التعليم والتعلم الجيد علي حقيقة أهمية طرائق التدريس التي تعتمد علي زيادة نسبة مشاركة المتعلمين فيها، لما لذلك من أهمية لإثارة الدافعية، والحفز، وتلمس أهمية التعليم، والتعاون و.. الخ. من عوامل نجاحهم في التحصيل وبلوغ أهدافهم التربوية التي تمثل أهداف المؤسسة والمجتمع الذي ينتمون إليه.
وعند الحديث عن طرائق التدريس التي يعتمدها أعضاء هيئة التدريس في مستويات التعليم العالي ومنها كليات المجتمع ، نجد أن الكثير من الدراسات تؤكد نتائجها علي إن الغالبية الساحقة منهم تعتمد على أسلوب المحاضرة التقليدي في تدريس المقررات الدراسية. ويشمل هذا كما تشير بعض الدراسات الأقسام العلمية إضافة إلى الأقسام النظرية. ومن هذه الدراسات ما يؤكد علي ضرورة استخدام الأهداف السلوكية، لأهميتها في توجيه وتحسين تعليم الطلاب ويستدل علي ذلك بعدد من المؤشرات وأكثرها شيوعاً معدلات (مستوى) التحصيل، ومنها على سبيل المثال دراسة (الشامي وآخرون، 1992؛ وآل الشيخ، 1994). ودراسة (صالح 1980) .
تفسر تلك الدراسات هذه النتيجة بأشكال متعددة منها: أن طبيعة المرحلة الجامعية سبب وجيه لاعتماد والمحاضرة والأساليب التقليدية مثلاً، بأن الطالب الجامعي يمكنه أن يعتمد علي نفسه بدرجة كافية، ولأن عدد الطلاب في الشعبة أو المقرر الدراسي، كما أن قاعات التدريس متباعدة ومختلفة، فضلاً عن كون التدريس بناءً على خطة محددة (الأهداف - طرائق - نشاط - تقويم) ما هي إلا طريقة مدرسية لا تناسب المستوى الجامعي، وضرورة تنويع الوسائل التعليمية والشعور بأن الأساليب الحديثة تحتاج إلى زمن أطول وتجهيزات صعبة التوافر.
أما عن طريقة التدريس موضوع هذه الدراسة (منظم الخبرة المتقدم)، فهي طريقة تعتمد على تطوير أسلوب المحاضرات بشكل يجعلها أكثر قدرة على توفير جو من التفاعل الإيجابي بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وتراعي في ذلك الفروق الفردية بينهم في القدرات والإمكانات والظروف النفسية....
ويعد منظم الخبرة المتقدم نموذجاً من طرائق التدريس يتميز بعدد من جوانب الأهمية والفائدة ذكر منها (حمدان، 1985) ما يلي:
1- زيادة فرص التفاعل بين المتعلمين وأعضاء هيئة التدريس، وتوثيق العلاقات، وجسور الثقة المتبادلة بينهم، فتحديد الأهداف، يضبط بوضوح دور كل طرف منهما بدقة تقلل فاقد الجهد التعليمي وتبعثرها.
2- تحقيق درجة عالية من العدالة في فرص النجاح للطلاب وخصوصا عندما يقوم عضو هيئة التدريس بتدريس أكثر من مجموعة نفس المقرر لأساليب قد تختلف في طبيعتها وظروفها من مجموعة إلى أخرى إضافة إلى أثر احتمالية اختلاف الوضع النفسي لعضو هيئة التدريس نفسها.
3- المساعدة في نجاح تقويم التحصيل بأهداف التدريس المحددة بدقة.
4- المساعدة في اختيار المحتوي المعرفي والمراجع التي يمكن للطلاب استخدامها.
5- حماية عضو هيئة التدريس من التشتت في التدريس.
6- تسهيل عمليات تحليل نتائج التقويم، وتفسيرها، وبناء القرارات عليها.
7- تنظيم التعليم بربط ما تعلمه بالطالب سابقاً بالتعلم الجديد.
ومن هنا وبناء علي ما تقدم، جاءت فكرة هذه الدراسة. وعمد الباحث إلى تطوير طريقة تدريسه لمقرر مبادىْ الاحصاء بكلية القادسية بعمان حيث تعتمد علي أسلوب المنظم المتقدم المكتوب لتدريس طلاب الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي (2012-2013) ومقارنة نتائجه مع نتائج الطريقة الأولي (المحاضرة) التي تم تدريس الطلاب بواسطتها في الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي (2011-2012)

مشكلة الدراسة:

يلمس الباحث خلال عمله في كليات المجتمع تذمراً وشكوى مريرة من عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس، والطلاب في الكليات . مفادها أن هناك هبوطا في مستوى إقبال الطلاب علي متابعة التدريس والانتباه لعضو هيئة التدريس، وظهور ملامح الملل، والاحتراق النفسي من الجانبين، وهبوط نتائج التحصيل عند عدد ليس قليل من الطلاب اللذين يرون بأن المحاضرات روتينية مملة، وبأن دور الطالب فيها تقليدي يتمثل في الاستعداد للامتحان الشامل للمواد التي تقيس غالبيتها العظمي الحصيلة المعرفية البسيطة من التعليم. حيث أشار لا بأس به من الطلاب، إلى أنه يعيشون جوا مدرسيا وليس جوا جامعيا، يدفع الطالب للبحث والاجتهاد وفق خطط مدروسة بدقة.
لهذا قام الباحث بتطوير طريقة التدريس بحيث قدم للطلاب خطة دراسية مفصلة ومشنقة من خطة المقرر الواردة من وزارةالتعليم العالي . اشتملت علي الأهداف السلوكية، والمحتوى المعرفي والمراجع، ومواعيد الاختبارات، وخطوات إنجاز الخطة.
وهكذا يمكن القول بأن السؤال الذي يعبر عن مشكلة هذه الدراسة هو: هل يتحسن تحصيل الطلاب بأثر طريقة التدريس الجديدة ؟

أهمية الدراسة:


تظهر أهمية هذه الدراسة في كونها:
- دراسة تقويمية تساهم في بلورة أهمية اختيار طرائق التدريس الأنسب لتحقيق الأهداف التربوية للمقررات الدراسية في كليات المعلمين.
- إضافة نوعية للدراسات التي تتناول موضوع طرق التدريس الجامعية كمؤثر في نتائج الطلاب باستخدام الأساليب التجريبية في البحث.
- مساهمة في تلمس مشكلات التدريس في كليات المجتمع والتحفيز علي البحث فيها.
- إسهام يمكن أن تحدد نتائجه الحاجات التدريبية لأعضاء هيئة التدريس في الكليات وتطوير قدراتهم.
- دراسة تمس قطاعاً هاما في نوعه ومستواه وأهميته المستقبلية للأمة، وهم طلاب كليات المجتمع والجامعات من جهة، والأعضاء العاملين فيها بعامة وأعضاء هيئة التدريس بخاصة.
أسئلة الدراسة:
تهدف الدراسة إلى الإجابة على الأسئلة التالية:
- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات تحصيل طلاب مجموعتي الدراسة (التجريبية والضابطة) ؟.
- هل هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات التحصيل باختلاف التخصص الدراسي للطلاب في الكلية ؟.
- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات التحصيل للطلاب بأثر التفاعل بين طريقة التدريس والتخصص في الكلية ؟.

محددات الدراسة:

تتحدد نتائج هذه الدراسة وإمكانية تعميم نتائجها بالعوامل التالية:

- خصائص العينة المكونة من عدد من طلاب كلية القادسية.
- المقرر الدراسي وهو مقرر مبادىْ الاحصاء (من مقررات تخصصات العلوم المالية والادارية)
افتراضات الدراسة:
تفترض الدراسة تكافؤ مجمعتيها التجريبية والضابطة رغم اعتماد تحديد عينتها علي أساس الشعب أو المجموعات وليس الاختيار والتعيين العشوائيين وذلك للاعتبارات التالية:

- إن تحديد الشعب الدراسية وطلابها لا يتدخل فيها عضو هيئة التدريس (الباحث)، لأن عمادة الكلية لشئون الطلاب هي القائمة علي ذلك.
- إن توزيع الطلاب من التخصصات المختلفة لا يتدخل فيه الباحث حيث يخضع ذلك لاعتبارات يتحكم فيها قسم التسجيل في الكلية لشئون الطلاب.
- إن جميع أفراد العينة ينتسبون إلى بيئة واحدة
- إن الطالب، ملزم بدراسة مقررات تخصصية وفق الخطة الدراسية. وفق نظام دقيق محدد من قبل وزارة التعليم العالي ولكافة الكليات وبالتالي فإن المقررات السابقة لهذا المقرر متناظرة للطلاب.
مصطلحات الدراسة:
يكون مدلول كل من مصطلحات الدراسة كما يلي:

أ****- المنظم المتقدم: طريقة التدريس التي تعتمد علي التقديم المسبق للمقرر الدراسي بحيث يتدرج من العمومية إلى الخصوصية وبشكل مكتوب أو شفوي لمساعدة المتعلم علي ربط تعلمه الجديد بالبنية المعرفية السابقة له، مما يسهل عليه تعلم الجديد، والشعور بأهميته، والاحتفاظ به لمدة أطول (فرحان وآخرون، 1984، وخضر، 1984، أبو زينة، 1982) .
ب****- المقرر: مقرر مبادىْ الاحصاء ، وهو أحد مقررات برنامج كليات المجتمع الذي يدرسه جميع طلاب كليات في الاردن
ج- التحصيل: ما حققه الطالب من أهداف سلوكية (قدرات) في المقرر ويقاس بالفرق بين درجته علي الاختبار الختامي ودرجته علي الاختبار القبلي.

الدراسات السابقة
تناول الباحثون العلاقة بين المتغيرات المختلفة للمتعلمين: الأسرية، الاقتصادية، التعليمية السابقة، طرائق التدريس، خصائص المدرسين، المناهج وغير ذلك، وبين التحصيل الأكاديمي. ولغايات هذه الدراسة اطلع الباحث علي عدد منها يمكن أن يقدمها ملخصاً لها كما يلي:
أولاً: الدراسات التي أظهرت نتائجها تفوقاً في مستوى تحصيل المجموعة التجريبية التي طبقت عليها طريقة التدريس بالمنظم المتقدم على المجموعة التجريبية وهي:
أ****- في الاردن (الرفاعي 1991، والحريري 1988، والخريمي 1413 هـ).
ب****- الدول العربية الأخرى (دروزه 1988، في فلسطين وخضر 1989، في الإمارات العربية المتحدة، ورمضان 1988، والإبراهيم 1985، والدحنوش 1984، الدرزي 1988، والاحمد 1980، فى الاردن، ورجب، 1985، في البحرين، وعبد الواحد 1982 في لبنان).
ج- الدراسات الأجنبية:
(Baker،1979;Anderson 1978; Martin،1977; Olsen،1973; Dalis،1970)
ثانياً: الدراسات التي أظهرت نتائجها عدم وجود دلالة لفروق التحصيل بين المجموعتين التجريبية التي طبقت عليها طريقة المنظم المتقدم، والضابطة وهي:
أ****- في الاردن (الحريري 1988 في مستوى تطبيق من الأهداف، الرفاعي 1991 في مستوى التذكر الآجل).
ب****- الدراسات الأجنبية في دراسة (الحريري 1988) وهي: Stedman ، 1970; Conlon، 1970;Smith،1967)
ويلاحظ من استعراض نتائج الدراسات السابقة ما يلي:
1- إن غالبية الدراسات ذات العلاقة بموضوع الدراسة قد تمت في المستوى المدرسي العام من التعليم.
2- الاعتماد الكبير على التصاميم التجريبية لبيان اثر المنظم المتقدم على التحصيل.
3- تغليب الآثار الإيجابية للمنظم المتقدم علي التحصيل.
4- قليل من الدراسات أظهرت بعض نتائجها عدم وجود دلالات إحصائية لفروق التحصيل بأثر المنظم المتقدم.
5- قلة الدراسات التي تناولت الموضوع على طلاب الجامعات، حيث لم يتمكن الباحث من العثور علي دراسات سعودية مماثلة (دراسة عبدالواحد، 1982، في لبنان ودروزه 1988، في فلسطين ورجب، 1985 في البحرين).
6- عدم وجود أي دراسة تناولت الموضوع في كليات المجتمع في حدود علم الباحث.