أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله , والصلاة والسلام على رسولالله
فيما يتعلق بالصناعة الحديثية أقول لا بد على طالب العلم إذا أراد أن يعرف علم الحديث أن يهتم بأمرين :
1. الأول : هو الجانب النظري :وهو ما أُلّف من كتب المصطلح التي تبين الاصطلاحات الحديثية .
2. الثاني : هو الجانب العملي : وهو فيما يتعلق بالكلام على الأحاديث تصحيحًا وتضعيفًا والكلام على الرجال تعديلًا وتجريحًا فينبغي الجمع بين هذين الأمرين,الناحية النظرية والعملية , فإذا اهتم الشخص بالجانب النظري وترك الجانب العملي سيكون عمله هذا فيه ضعف أو فيه نظر وبالتالي لا يحسن التطبيق فإذًا لا بد من الجمع لهذين الأمرين.

فيما يتعلق بالجانب النظري وهو ما يتعلق بالمصطلحات الحديثية وما كتبه أهل العلم في ذلك , وهذا ينقسم إلى قسمين :
1. إما أن يكون هناك كتب أُلفت استقلالًا أو مقدمات كتب تتحدث عن الناحية الاصطلاحية التي تتحدث عن علم الحديث .
2.وإما أن يكون هناك كلام مبعثر عن علم الحديث , فيه الحديث عن هذا الجانب.

*وأما ما يتعلق بالكتب التي ألفت في علم المصطلح فهذه الكتب كثيرة لكن يغني عن كل هذه الكتب خمسة أو أربعة كتب وهذه الكتب هي :
1. كتاب الكفاية للخطيب البغدادي
2. كتاب الاقتراح لابن دقيق العيد
3.كتاب الموقظة للذهبي
4. كتاب شرح العلل لابن رجب
5. النكت لابن حجر على كتاب ابن الصلاح
فهذه خمسة كتب وإذا أردت أن تقتصر على أربعة من هذه الكتب وذلك إما أنك تقتصر على الاقتراح دون الموقظة لأن الموقظة اختصار الاقتراح أو أنك تقتصر على الموقظة لأنها مختصرة من كتاب الاقتراح , وإن كان في كلا الكتابين ما لا يوجد في الآخر أو في الفرع وهي (الموقظة) فيها ما لا يوجد في الاقتراح فهذه الكتب تغني عن باقي كتب المصطلح وتغني عنها من باب الغالب وإلا لا شك أن باقي الكتب مهمة فيها من الفوائد لكن الوقت قصير والعمر ليس بطويل فهذه الكتب إذا تدرج فيها الشخص مثلًا بدأ في كتاب الموقظة للذهبي فهو كتاب مختصر , ثم ذهب على كتاب الاقتراح فقرأه على أهل العلم أو قرأ ما كتب على كتاب الاقتراح من حواشي وما شابه ذلك وإن كان له شروح لكن إلى الآن لم يطبع منها شيء فيما أعلم.
ثم إن كتاب الاقتراح يغني عن مقدمة ابن الصلاح لأن كتاب الاقتراح يعتمد على مقدمة ابن الصلاح وأضاف إليها أشياء وناقش واستدرك على ابن الصلاح بعض الأمور .
ثم بعد ذلك إذا قرأ في الكفاية للخطيب البغدادي فلا شك أن هذا الكتاب نفيس ويغني عن الكتب التي ألفت قبل أو قريب من عصر الخطيب البغدادي يعني من كتاب (معرفة علوم الحديث للحاكم) أو مثلًا كتاب ( المحدث الفاصل للرامهرمزي ) وغيرهما وإن كان كما ذكرت أن في هذه الكتب ما لا يوجد في كتاب الكفاية .
ثم بعد ذلك إذا انتهى من الكفاية يذهب إلى شرح العلل لابن رجب وكتاب ابن رجب كما تقدم في الدروس السابقة يعتني بطريقة ومنهج المتقدمين فينقل كلام الحفاظ على القضية التي يريد شرحها ثم بعد ذلك يناقش هذه الأقوال ويرجح القول الراجح وما شابه ذلك فكتاب شرح العلل كتاب نفيس جدًا وهو أوسع من كتاب الاقتراح في طرح المسائل التي تتعلق بالصناعة الحديثية وفي ذكر القواعد والضوابط التي تتعلق بعلم الحديث وما يتعلق بعلم الرجال , وأوسع من عنده اعتناءً بمذاهب المتقدمين والأئمة السابقين ثم بعد ذلك إذا ذهب إلى كتاب النكت لابن حجر على كتاب لابن الصلاح فهذه الكتب من الناحية النظرية سوف تغنيه عن كثير من الكتب في هذا المجال.
*وما يتعلق بالناحية العملية : فالناحية العملية المقصود منها هو كلام أهل العلم على الأحاديث والرجال وفائدة الرجوع إلى الناحية العملية هي معرفة ما درسه نظريًا فهو يحتاج إلى تطبيق وفهم وهذا الفهم لا يكون إلا بالتطبيق العملي فالكلام على الأحاديث تصحيحًا وتضعيفًا ومعرفة العلل ومعرفة ما قيل في الرواة وترجيح القول الراجح في هذا الراوي لا يكون إلا بالرجوع إلى الناحية العملية.
*وفيما يتعلق بالناحية العملية فهناك درجات :
· الدرجة الأولى : يقرأ كثيرًا في كتب التخريج من
·( نصب الراية للزيلعي –تنقيح التحقيق لابن عبد الهادي- وتلخيص الحبير لابن حجر)وغيرها من كتب التخريج يقرأ ويكثر من قراءة هذه الكتب حتى يعرف كيف يجمعون الحفاظ طرق الحديث ثم بعد ذلك يتكلمون على الأحاديث تصحيحًا وتضعيفًا؟؟ وكيف صح هذا الحديث؟؟ وما هي الشروط ؟؟ أو كيف تطبق هذه الشروط التي درسها فيما يتعلق بالحديث الصحيح ؟؟ وكيف أصبح هذا الحديث ضعيفا وما هي أسباب ضعفه ؟؟ وهكذا...
فينبغي له أن يهتم بهذا الجانب ولا يكون همه الوصول إلى النتيجة بصحة هذا الحديث أو ضعفه حتى يتدرب كيف تطبق هذه الشروط التي درسها والتعاريف التي تعلمها والمسائل التي تم شرحها في الجانب النظري كيف تطبق أو كيف الحفظ يطبقونها على هذه النصوص فينبغي الإكثار من قراءة هذه الكتب ثم بعد ذلك يترقى إلى مرحلة أعلى .
·الدرجة الثانية : عندنا كتاب التمييز كتاب قيم للإمام مسلم وهذا تم شرحه في العام الماضي فهو كتاب قيم , بين فيه الإمام مسلم الخطأ وشرح كيف يعرف الخطأ سواء كان في المتن أو الإسناد أو أكثر من ضرب الأمثلة فهذا كتاب قيم يفتح لك المجال والباب بإذن الله في معرفة علم العلل وكيف تعلل الأخبار وفيما يتعلق بالرجال عندنا (كتاب ميزان الاعتدال للذهبي) هذا من أهم كتب الرجال , فالذهبي في هذا الكتاب يذكر الرواة الذين تكلم فيهم حتى لو كان الكلام غير مؤثر في هؤلاء الرواة , وفي كثير من الأحيان يناقش الأقوال التي قيلت ويرجح القول الراجح فمن خلاله يتعلم الشخص كيف يحكم على الراوي , أو كيف يكون هذا الجرح مؤثرا فهذا الكتاب قيم في هذا المجال.
·الدرجة الثالثة : هي الانتقال إلى القراءة في كتاب العلل الكبير للترمذي أو العلل للدارقطني ثم بعد ذلك العلل لابن أبي حاتم فإذا استطاع أن يفهم كلام الأئمة هنا يكون قد وصل إلى مرحلة عالية في معرفة علم الحديث والمقصود بذلك هو الصناعة الحديثية فهذه ثلاث درجات فيما يتعلق بالجانب العلمي .

تم التفريغ من الدرس الأول من دروس الإلزامات للمحدث عبد الله السعد بتصرف يسير. والله الموفق ....