حذر عدد من الأطباء والأخصائيين التربويين والأمنيين من مخاطر «الشمة والنشوق» التي يتعاطاها بعض المراهقين وصغار السن، مؤكدين ضررها على صحة الفم واللثة والأسنان وخلايا المخ، ومطالبين في الوقت نفسه بضرورة إقامة العديد من البرامج التوعوية لتحذير الشباب من استخدام هذه المواد الخطرة، وقالوا أن الفراغ وضعف الوازع الديني وراء وقع الشباب في براثن الشيطان. حيث ارتفع مؤشر تعاطي طلاب المدارس بالعاصمة المقدسة لتلك المواد الخطرة داخل المدارس وخارجها.
والشمة والنشوق هي عبارة عن تبغ غير محروق تخلط معه مواد كثيرة منها العطرون والتراب والأسمنت والملح والرماد والحناء والطحين ومواد أخرى متنوعة، وهناك أيضا شمة سادة أي غير مضاف إليها أي شيء، وذلك على حسب رغبة متعاطيها، ولها أسماء كثيرة تعرف بها فهي تسمى بالتنباك والسعوط والنشوق والسفة والبرديقة، كما أن للشمة ألوان كثيرة فمنها السوداء والخضراء والصفراء والبيضاء، ولها أنواع تختلف باختلاف أماكن وجودها فمنها الشمة السعودية واليمنية والسودانية والأفغانية.
«المدينة» حاولت الاقتراب من تلك الظاهرة، ومتعاطيها، حيث استوقفتهم في شوارع مكة المكرمة مستوضحة منهم أسباب تعاطيهم تلك المواد،
يقول الشاب (ر.ع) أنه يتعاطى مادة الشمة منذ وقت مبكر مع شباب الحي، وهو في بداية المرحلة المتوسطة، مشيرا إلى أنه نادم كل الندم على استعمالها والوقوع فيها ولكن ينتظر في الوقت نفسه وجود برامج علاجية للإقلاع عنها سواء في المدارس أوغيرها وقال إنه يقوم بشراء النشوق من أحد باعة الأغنام بالمعيصم.
رفقاء السوء
ويقول الشاب (و.ت) أن رفقاء السوء هم من أوقعوني في تناول النشوق، والتي أصبحت الآن عادة لابد من استعمالها يوميا سواء في المدرسة أوخارجها، مضيفا أنه يقوم بشرائها بسعر (5) ريالات، وحيث يقوم البائع بإعطائه مقابل هذا السعر (6) أكياس من النشوق.ويبين الشاب (ع.ع) أنه لا يعلم الأضرار الناتجة عن استخدامها حيث يقوم باستعمالها بشكل يومي بأخذ أكثر من (5) تخزينات يوميا وبرجع ذلك لنقص التوعية الصحية لها سواء من خلال الندوات والمحاظرات التوعوية في المدارس مشيرا انه يقوم بشراء هذه المادة السامة (النشوق) من بعض باعة
الغنم بالكعكية. وللشباب الأسوياء رأي أيضا في ذلك، حيث يقول الشاب سلمان مطر: أشاهد العديد من الشبان في الحي يستخدمونها وسط وضع مقزز للغاية، مما يجعلني انسحب من الجلوس معهم لخوفي الشديد من الوقوع في مثل هذه لمواد الخطرة، والتي لا يجني مستعملها سوى الحسرة والندامة. ويقترح الشاب عادل محمد تكثيف البرامج التوعوية سواء في الإعلام المرئي أوالمقروء والتنبيه على خطورة تناول مثل هذه المواد والتي أصبحت تنتشر بشكل ملفت للنظر سواءا في المدارس أوفي الميادين العامة. ويرجع أيمن بن أحمد بيطار (معلم) إلى أن أسباب تناول بعض الطلاب لهذه المواد يعود إلى ضعف الوازع الديني والوعي الصحي والتساهل في التربية بالإضافة إلى تقليد الآخرين، ومسايرة أصدقاء السوء ،مقترحا إقامة الندوات في المدارس للتحدث عن هذه العادة غير المرغوب فيها وتوضيح مخاطرها وآثارها.
مواد قاتلة
وعن الخدمات الإرشادية التي تقدم للطلاب في مثل هذه الحالات يقول سالم هوساوي (مرشد طلابي) أنه يتم دراسة حالة الطلاب النفسية والإجتماعية وبعد ذلك يتم تبصيرهم بموقف الدين من هذه العادات السيئة لقوله تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) ومن ثم يتم إشراك الطلاب في الأنشطة المختلفة وخاصة الرياضية منها، مبينا أن مثل هذه الحالات موجودة لدى الطلاب وخاصة في مرحلة المراهقة وذلك لمحاكاة الآخرين ومسايرتهم في تناول الشمة والنشوق، وبذلك يجب تعزيز النجاحات التي يحققها الطالب في محاولته للتخلص من هذه العادات السيئة كما يجب تعاون البيت مع الطالب للتخلص منها والإقلاع عنها.
وعن كيفية الإقلاع عن الشمة والنشوق يقول أحمد فرحان الشرعبي (طبيب) ان الاقلاع عنها يكون بالعزيمة القوية والإرادة الصادقة وملء فراغ طلاب المدارس بفعاليات ونشاطات لا صفية اجتماعية مثل الرياضة بمختلف أنواعها