السوق السعودي..موجة صاعدة تلوح بالأفق


قبل الحديث عن الأحداث الايجابية المتغيرة بالسوق حاليا، لابد من إلقاء نظرة عابرة على تداولات الفترة الماضية، فقد كان السوق السعودي وصل إلى مستويات قريبة من منطقة الثمانية آلاف نقطة، بتاريخ 2/4/2012 ، حيث وصل ل 7944 نقطة، وكانت تفصله56 نقطة عن عتبة الثمانية آلاف نقطة، بعد عطاء كبير لمعظم شركات السوق.
وابتدأ موجته الصاعدة هذه قبل وصوله لهذه القمة بثمانية أشهر تقريبا تميزت بالعطاء والاغلاقات الخضراء لمجمل القطاعات.
وبعد وصول السوق ل 7944 مطلع ابريل الماضي للعام المنصرم 2012 دخل السوق بموجة هابطة اتسمت بالقسوة السعرية التي تفاوتت بين الشركات حسب قطاعاتها، حيث بلغ الانخفاض السعري بعد هذه القمة لبعض الشركات أكثر من 50% وزاد في عدد قليل منها عن هذه النسبة بكثير.
تشكل خلال هذه الموجة ترند هابط لم يستطع السوق اختراقه للأعلى، حيث اصطدم السوق في هذا الترند عدة مرات منها ماحدث من محاولات اختراق له في شهر سبتمبر الماضي، حيث كان المؤشر قد وصل قبله لمستويات 6500 تقريبا، وعاد مرتفعا ليصطدم بالترند الهابط عند 7178وفشل باختراق هذا الحاجز.
ثم هبط مرة أخرى لمستويات 6600 تقريبا، وارتفع بعدها محاولا اختراق الترند الهابط في نوفمبر الماضي، حيث وصل لمنطقة 6961 لكنه فشل مرة أخرى بالاختراق وعاد لاستكمال الهبوط إلى مستويات 6400 تقريبا .
لكن مع اقتراب نهاية العام الماضي 2012 ،وبمنتصف شهر ديسمبر، استطاع المؤشر العام للسوق السعودي، ولأول مرة أن يجتاز هذا الترند والحاجز الذي ظل جاثما على تحركات المؤشر العام طيلة ثمانية أشهر تقريبا، واخترق الترند الهابط من 7944 واستطاع الإغلاق فوقه لعدة أيام وأسابيع في يوم 15/12/2012 ،واختتم جلساته نهاية العام فوق هذا الحاجز.
هنا يتضح لنا رغبة السوق في فتح صفحة جديدة للتداولات بشكل أفضل وأكثر عطاء.
كذلك فان السوق افتتح أولى جلسات العام الحالي مخترقا متوسط 200 يوم موزون، وهو مايؤذن مع المعطيات السابقة بموجة صاعدة جديدة تلوح بالأفق، وتفاؤل كبير ليكون الربع الأول على الأقل من العام الحالي الجديد فيه عطاء وتحركات سعرية مناسبة خاصة بعد إعلان الميزانية، والذي كان له اثر ايجابي أيضا لتحركات السوق وبدعم من إعلانات الشركات الرابحة والمؤثرة في السوق.
خلاصة القول..ان السوق استطاع التحرر من ترند هابط منذ ثمانية أشهر، واستطاع اختراق متوسطاته المتحركة وكذلك لاحظنا ارتفاعا بمعدلات السيولة لتعود فوق مستوى ستة مليارات، وارتفاع بأحجام التداول أيضا وهو مايؤكد لنا رغبة السوق في ركوب موجة صاعدة بإذن الله... بعد فترة طويلة من ضعف التداولات والهبوطات المستمرة لكثير من القطاعات.
وكما هي حال طبيعة الأسواق المالية التي تتسم بالتقلبات في بعض الأحيان والتأثر بالأخبار السلبية، من هنا وهناك ان وجدت..فان محافظة السوق على متوسطاته وبالإغلاق فوقها وعلى عتبة السبعة آلاف نقطه أمر مهم لبقائنا متفائلين.
ولنتوقع المزيد من العطاء، وهنا تجدر الاشارة أن السوق أعطى بسخاء خلال الثلاثة أسابيع الماضية ،وهو قريب من قمة سابقه عند 7178 فمن المستحسن أن نشاهد عمليات تهدئه وجني أرباح بسيطة من شأنها أن تزيد من زخم السوق وبث الطمأنينة بشكل اكبر فان الصعود المتواصل دون توقف (رغم حلاوته) ربما يكون ضرره مستقبلا أكثر من نفعه، وربما أكثر مرارة أيضا.. لذلك نحن دائما بحاجه إلى عمليات جني أرباح تتخلل موجات الصعود لتؤسس مناطق دعم جديدة وتعطي مجالا للتحرك بشكل اكبر وأكثر طمانينة.
ودائما ما يكرر أصحاب الخبرة في الأسواق المالية أن التفاؤل والتشاؤم المفرط في التعامل داخل الأسواق يجلب المزيد من الخسائر لمعتقديه..لذلك فإننا نتفاءل عندما توجد معطيات تدعو لذلك ونحذر كلما تقلصت هذه المعطيات
l,[m whu]m jg,p fhgHtr