بسم الله الرحمن الرحيم
{{ بَـعضُ الفـوائدِ والأخطاءِ والاسـتـشـكالات وغـيرهـا عَـلى شَـرح المَـنظومـةِ الحائية لابن أبي داود شرحها الشيخُ عبدُ الله بن عبد الرحمن الجبرين – رَحِمَ اللهُ الجميـعَ – }}
الحمدُ لله وكفى والصّـلاة والسَّـلام على الرّسول المصطفى وبعدُ :
فقد طالعتُ كتابَ الشيخِ ابن حبرين – رحمه الله – في شرحه على المنظومة الحائية والتي فـرَّغـها الّشـيـخُ طارق الخويطر وأقرّها الشيخُ – رحمه الله – عليه ، وكتبَ مُـقدّمةً لها ، وطُـبـعت في دار كـنوزِ اشبيليا تاريخ الطـبعةِ ( 2009 م ) فـوجدَ القارئُ فـيها بعضَ الأخطاءِ الـمَـطبعيةِ وغيرها ، وبعضَ والاسـتـشـكالات التي عَـلِـقـت في ذهني وسجـلتُـها عَلـى غلافِ النّـسخةِ ، فـأحببتُ أن يطَّـلعَ عـليـها الأخوةُ فـي هذه المنتدى مفيدًا ومستفيدًا .
ولا أعلمُ : قد تكونُ هناك طبعة ثانية للكـتاب ، ولكن النسخة التي عندي هي الطبعة الأولى ، وسيرتّبُ كاتب هذه الحروفِ حروفَ المقالة على النّحو التالي :
1 – الـفـوائدُ العـلـميـة .
2 - الاسـتـشـكالات العـلمـيةِ .
3 – الكلام على منهجية الكتاب والأخطـاء الـمَطـبعيةِ وغيـرها .
ولعلّ الكلام الذي أقوله عواره أكثر من صحيحه ، فمن وجدَ زللا فليصلح ذلك بقلم النّقد وليشدد عليّ به ، وجزاه الله خيرًا . وللجميع كذلك .
*********************
أولًا : الـفـوائدُ العـلـميـة .
ـ ألّف شيخ المعتزلة عبـد الجـبّارِ الهـمدْاني كتابًا اسمه (( مُـشابه القرآن )) تـسلّطَ على آيةٍ من آياتِ الصّـفاتِ وصرفـها وحرَّفـها ، وقد طُبعَ كتابه وحققّـه أحدُ المُـعاصرينَ ممّـن هـو عَلى مَشـربه يُـقال له : عدنان زرزور .
ـ
المعتصم هو الذي تولّى مـحنة الإمام أحـمد ، ثمّ ابـنه الواثـق ، وقد خفـفّ الفتنةَ ، ثمّ ابنه المـتوكلّ وهـو الذي أزالَ الفـتنةَ وأعادَ نصـرَ السّنة .
ـ الأشاعـرة أقرّوا بالرؤيـةِ ولكن اسمًا لا حـقـيقـةً لأنّهم يعتقدونَ الرؤية قلبية ولـيـست بصريّة .
ـ
تكلّم الشيخ – رحمه الله – عن مفتي عُمان أحمد بن حمد الخليلي وكتابه الذي ينكر فيه الرؤية واسمه (( الحقّ الدامغ )) وقد ردّ عليها بعض المشايخ في قطر .
ـ أبو بكر – رضي الله عنه – يقولُ : أنا أبو زوجة النّبي – صلّى الله عليه وسلّم - ، وعمر – رضي الله عنه – يقول : أنا أبو زوجة النّبي – صلّى الله عليه وسلّم - ، وعثمان – رضي الله عنه – يقولُ : أنا زوجُ بنتـينِ من بنات النّبي – صلّى الله عليه وسلّم - ، وعليّ – رضي الله عنه – يقولُ : أنا زوجةُ واحدة من بنات النّبي – صلّى الله عليه وسلّم - .
ـ
المُـعتزلة مجوس هذه الأمـة وذلكَ لأنّ المجوس يقولونَ : إنّ الوجودَ صادرٌ من خالقينِ : النّور والظلمة ، وهؤلاء يجعلونَ كلّ إنسـان يـخلقُ فعلـه فشـابهوا المَـجـوس في هـذا الاعتـقاد .
ـ
فالمُـعتزلة غلاةٌ في إنكـار قدرة الله على كل شيءٍ ، والجـبرية غلاةٌ فـي إنـكار القدرة التي للعبد .
ـ الروح الصحيح : إنّـها مخلوقةٌ ، وأنّـها تموتُ ، ومـوتها خروجها من البدن وأنّها باقيةٌ .
ـ
بالغَ الخلال في كتـابه السّـنة فـي التّـحذير من المُـرجئة .
ـ والذي سمعناه من شـيخنا محمد بن إبراهيم – رحمه الله – أنّه كان يقولُ : إنّ الإيمان قولٌ وعملٌ ، قول القلبِ واللسانِ ، وعمل القلبِ والجوارح .
ولم يذكر عمل اللسان ، إنّما اللسان منه القول .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
ثانيًا : الاسـتـشـكالات العـلمـيةِ .
ـ
يقولُ الشيخ – رحمه الله - في ص7 : (( وأنّ الصفاتِ الواردةِ في
صحيح الوحيينِ . ))
الاسـتـشـكال : الكتاب والسنّة هما الوحيانِ ، والصحيح والضعيف لا يوجد إلا في السنّة ، وهذا لا يخفى على طلاب العلم . وقد راجعتها بخط الشيخ نفسه فقد نقلت في الصفحات التي تليها .
فما مقصودُ الشيخِ من عبارته ((
صحيح الوحيينِ )) ؟؟!!!
ـ
يقولُ الشيخ – رحمه الله - في ص17 :
(( وحتى العلماء الكبار – رحمهم الله – قد ضـمنّوا العقيدةَ في مؤلفاتهم
فالبخاري افتتحَ صحيحه بكتابِ الإيمان وختمه بكتاب التوحيد . ))
ويقولُ في ص 124 :
(( ولـمّـا كانَ كذلكَ
بدأ البخاريّ صحيحه بعد المُقدمة بكتابِ الإيمانِ . ))
الاسـتـشـكال :الذي أعلمه وقرأته في نسختي من صحيح البخاري – رحمه الله – أن أول كتابٍِ في الصحيح هو كتابُ بدء الوحي ، والذي أعلمه أن البخاري – رحمه الله – لم يضع مقدّمةً لصحيح .
فما هو مقصودُ الشيخ – رحمه الله – من هذا الكلام ؟؟؟!!
ـ
يقولُ الشيخ في ص 18 :
(( ووفق الله ابن أبي العز أن شرحها – أي الطحاوية – على معتقد أهل السنّة والجماعة ، وذلك لأنّه تأثر بابن كثير واتخذه شيخًا له .
هل من أحدٍ يُـبـيّـنُ لـي أين أجد هذا في المراجع ؟؟!!
ـ
يقولُ الشيخ – رحمه الله - في ص 65 :
(( كان الحجاج يلزمُ الخطباء في العراق أن يلعنوا عليًّا – رضي الله عنه – على المنابر في الخطب . ))
ولم يُـبـيّـن المفرّغ الخويطر سند هذا الكلام وصحته .
فهل هذا الكلام صحيحٌ ؟؟
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
ثالثًا : على منهجية التفريغ والأخطـاء الـمَطـبعـيةِ وغيـرها .
1 – كان المفرّغ للشرح يذكر تخريج الحديث ولا يحكم عليه انظر صفحات ( 22 ، 31 ، 33 ، 43 ، 72 ، 76 ، 79 ، 80 ، ..... الخ .
2 – ذكر الشيخ الخويطر المفرّغ للشرح قصّة تحريق عليّ – رضي الله عنه – للذين سجدوا له ، وذكر فـي الهامش ص 67 : أخرج القصة الدينوري في المجالسة وجواهر العلم ، ولم يعلق الشيخ الخويطر بالصحة والضعف وهذا من ضعف المنهجية . فإمّا تفرّغ وتأتي بالكلام على حرفيته ، وإمّا أن تخرّج كلام الشارح وتبيّن مصادر كلامه وهذا أفضل أنواع تفريغ الكلام . ( والله أعلم ) .
والأخطاء المطبعية في الكتاب هي :
1 –
غلاف الكتاب : ( 230 – 361 هـ )
الصواب : 316 هـ .
2 –
في ص 19 : (( الدرة البهيّة في عقد الفرقة المرضيّة .))
الصواب : في عقيدة .
3 –
في ص 47 : ((عن قيس بن أبي حزم . ))
والصواب : قيس بن أبي حازم كما أورده البخاري – رحمه الله – في صحيحه . رقم الحديث 4851 .
4 –
عبارة مضطربة في ص 50 : عند حديثه عن مفتي عُمان وكتابه الذي أنكر فيه الرؤية .
(( وقد ردّ عليه بعض المشايخ وفهم صابر طعمة كذلك أيضا عام 1412 هـ كان في قطر الشيخ محمود الطحان – وفقه الله - . ))
فلعلها : وفيهم والله أعلم .
5 –
في ص 51 : ولا شك أن لكل قومٍ وارثٌ .
والصواب : وارثًا ( اسم إنّ . )
6 –
في الصفحة نفسها : ولو كانت أحاديث آحادًا .
والصواب : آحاد . ( مضاف إليه )
7 –
في الشعر : (( لم ينقلْ التكييفُ . ))
والصواب : لم ينقلِ لمنع التقاء الساكنينِ .
أبو سُليمان الخليلي .