للأسف مشكلتنا أننا نسير خلف الجميع في الخير والشر

فلا ننظر لنهاية هذا الطريق وعواقبه فالأهم أن نمشي خلف كل

من يسير حتى لو وقعنا في فخ الحفر والمطبات ،

قد ننجح ، وقد نفشل ، فالليل مظلم ، والنهار عاتم ،

وحياتنا كلها سوداء

، فلا نشاهد من النور غير الظلام لأننا نشاهد بعيون الآخرين

ونأكل مايشتهيه الآخرين ونلبس مايختاره لنا الآخرين فليس

المهم ماذا نأكل ولكن الأهم أن نشبع ،

فندعي الإفلاس ونحن نشتري مالا نحتاجه بأغلى الأثمان

لنصل إلى طموح الغير على حساب جيوبنا ، وبعد أن نصحى

من سباتنا العميق نندم ، ونتحسر ، ونبكي على حالنا لأننا

سلكنا طريق لا نعرف نهايته ، فنمشي مع من يمشون ،

ونركض خلف من يركضون ، وفي الأخير نفشل ،

ونتحسر على أحوالنا ، ونندم على أفعالنا ، حتى فقدنا

شخصيتنا ، وضاعت هيبتنا ، فأصبحنا ضائعين ، تائهين ،

فلا نعرف الغوص في البحار العميقة ، ولا نتقن فن السباحة ،

فنغرق ونموت في البحار الظلماء ، فالكل أبتعد عنا وتركنا

نغرق في بحار النسيان ، لأننا نسمع ولا نتكلم ،

ونسير ولا نشاهد ، فنفشل ولا ننجح ، وقد حذرنا

رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله :

(( لا تكونوا إمعة ، تقولون إن أحسن الناس أحسنا ،

وإن ظلموا ظلمنا ، ولكن وطنوا أنفسكم ، إن أحسن الناس

أن تحسنوا ، وإن أساؤا فلا تظلموا ))

فالإمعة يفكر بعقلية الآخرين ، ضعيف العزم ، كثير التردد ،

مشتت التفكير ، يتراجع في اتخاذ قراراته ، فهو يتبع كل

إنسان على رأيه فلا رأي له ، فقد ضيعنا مشيتنا ،

وفقدنا شخصيتنا ، حتى مرضت عقولنا ، وماتت قلوبنا ،

فأصبحنا كالأموات بصورة أحياء ،

( يُذكر أنه كان هناك غراب شاهد حمامة تمشي ،

فأعجبته مشيتها لما فيها من ملكية طبيعية ، ففكر بنفسه

وقارن بينه وبينها ، فوجدها تتميز عنه بالكثير ،

فحاول أن يقلد مشيتها ، فتدرب وتدرب ،

وحاول كثيراً أن يتقنها ولم يستطع ، ففشل فشلاً ذريعاً ،

فحاول ثم أنه عندما يأس ، أراد العودة لمشيته القديمة ،

فأكتشف أنه قد نسيها أيضاً ، فالآن ليس هو بالغراب ،

وليس هو بالحمامة ، حيث فقد هويته بالكامل )

فإلى متى نفكر بعقلية الغراب ونتبع ونقلد مشية الحمامة ؟

حتى نسينا مشيتنا ، ولم نتقن مشية الحمامة ، وفقدنا هويتنا

وشخصيتنا بالكامل لأننا وللأسف نشاهد بعيون الغير


:$

\