أقرت وزارة التربية والتعليم بالأمس القريب شعارا رمزيا جديدا لها، يحمل معاني مرتبطة بالأصالة والقيم، والأفق الطامح (على حد القول)، لكنه لم يسلم من تعليقات المتابعين، حيث يرى البعض أنه لا يعكس أي دلالة للتربية والتعليم، وأنه لا يناسب وزارة حكومية؛ بل يناسب ملتقى أو مهرجانا.
إن التقويم الفني للشعار؛ ليس محور هذه المقالة؛ بل هو طرح لمعرفة الدوافع من هذا التغيير؛ وهل هناك هوية مستجدة، ورؤية جديدة تنشدها الوزارة، وتسعى لها في المستقبل، أم هو التجديد والتغيير ليس إلا؟!.
ولعل وزارتنا الموقرة؛ تدرك جيدا أن هناك أهم من الشعارات والشكليات، الذي يسلب الجهد، ويأخذ الوقت، لدينا واقع ينبئنا عن احتياجات ناقصة، ومصاعب قائمة؛ وهي التي ينبغي أن توجه لها جهودنا وأموالنا؛ وقبل أي شيء آخر، ألا يمكن بتكلفة تبعات تغيير الشعار ــ تزيد على أربعين مليون ريال ــ نستطيع أن نبني بها أكثر من عشر مدارس؛ مكتملة بجميع التقنيات والتجهيزات.
إن من المآخذ غير المقبولة لتعليمنا؛ أنه لازال يعاني من المباني المستأجرة، والفصول المزدحمة، والأدوات الناقصة، والمناهج الرتيبة، وهو كذلك الذي لازال يشتكي من المعلم المهمل للمهنة، ومن السلوك الطلابي السلبي، ومن المستوى التحصيلي، فهل يا ترى سيسهم الشعار الجديد في اتخاذ المسار الصحيح السليم؟..
نتمنى أن يكون الشعار الجديد؛ بداية حقيقية ومدروسة في الرقي والنهوض، والتقدم والصعود؛ لكافة مقومات العمل التعليمي والتربوي، على أن يكون هذا قائما على الواقع حقيقة.