سأتحدث الليلةلأول مرة عن خبايا وأسرار في قضية أمريكا التي وقعت قبل سنةتقريبا في هذا الهاشتاق #طفلة_أمريكا رتويت تكرما لإظهار الحقائق المغيبة
حادثة غرق الطفلة أحاط بها كثير من الملابسات وغابت كثير من فصولها، ولا أبالغ إن قلت إننا لانعرف حتى الآن بحقيقة تفاصيل ليلة الحادثة
وقعت القصة في أول يوم من وصولناأمريكالغرض الدراسة وفي فندق لايبتعدإلا بضعة أميال عن المقر الرئيسي لوكالة المخابرات الأمريكيةcia ..!
عند وصولنا أمريكا نام الطفل والطفلة في الغرفة وهما منهكين من طول الطريق، الأنوار مطفأة الباب مغلق ليس ثمة مصدر خوف عليهما نزلت ومعي زوجتي بحكم لغتها الجيدة لاستكمال إجراءات الإقامة لبقية الأيام، كان قبلنا شخصين أو ثلاثة عند الاستقبال ، تأخرا قليلا جاء دورنا بدأنا بالأخذ والرد مع الموظفة لمعرفة إمكانية بقاءنا تلك الأيام حيث إنه في بداية وصولنا الفندق لم نجد إلا غرفة شاغرة واحدة ليوم واحد، قالوا: تواصلوا معنا لاحقا فقد يتم إلغاء بعض الحجوزات، فنزلنا لهذا الغرض.
هذه اللحظات تفاجأنا بأصوات الإسعاف لم نكترث كثيرا، تحدثوا مع أحد موظفي الاستقبال ثم مروا بجانبنا مهرعين،،، دقائق ودخلت الشرطة ومعهاالإعلام الأمريكي! كل هذا في فترةغياب عن الغرفةلم تكد تتجاوز النصف ساعة! أنهيناالإجراءات ركبنا المصعد توجهنا للغرفة تفاجأنا بالشرطة عند باب غرفتنا تحديدا!.ما الأمر؟!
طلبواالجوازات أجلسوناع الأرض،منعونا من دخول الغرفة،امتنعواعن إخبارنا بما يجري
بعدربع ساعةتقريباقال لنا أحدهم:(طفلتكم ماتت)باللفظ الصريح! كذبناه ولم نصدق سألنا عن الطفل الآخرقال هوتحت رعايتنا ولايمكنكم رؤيته اتصلنا بالسفارة السعودية في واشنطن ارتبك رجال الشرطة!
ولا ندري ماالسبب؟ حضر عدد من المسؤولين فيها ومحامي السفارة وضعوني في غرفة وزوجتي في أخرى،في هذه اللحظات كنا نسمع بكاء طفلي عاصم بوضوح والشرطةقد ملؤوا المكان،حضر المحقق بدأ معنا بالتحقيق امتنعت من الحديث معه إلا بحضور محامٍ رسمي، قبل حضور المحقق بلحظات اتصلت بزوجتي بخفية، لم ترد ع أول اتصال والثاني والثالث..
في الاتصال الرابع ردت وأخبرتني أنهاانهارت في الغرفة وأنهم أخذوها للمستشفى كانت لحظات كالحلم لكن حفظ الله ومعيته كانت نعم العون ، في هذه اللحظات كانت أسمع بكاء طفلي عاصم فطلبت منهم رؤيته حتى يهدأ على الأقل فامتنعوا عن ذلك،، حتى هذه اللحظات لم نصدق بوفاة ابنتي كان رجال الشرطة يدخلون علي في الغرفة المعزولة، ومعهم دبلوماسيين من السفارة السعودية،كنت أود الحديث مع أحدهم لمعرفة حقيقة الأمر !
لكن منعتني الشرطة من السؤال، بعد نحو ساعتين من التحقيق اتصلت بزوجتي فأخبرتني بأنها رجعت من المستشفى وفي غرفة معزولة وأن المحقق جاءها وبدأ معها التحقيق وأنها رفضت الرد إلا بحضور محامٍ رسمي. أرادت الشرطة عند ذلك أخذنا للسجن على ذمة التحقيق..
لكن حفظ الله ثم ضغط السفارة عليهم طوال تلك الليلة أن يكتفوا بسحب الجوازات ومنعنا من السفر الدولي والداخلي، فاستجابت الشرطة لذلك
في نهاية جلوس المحقق معي كان من ضمن ماقاله لي مارأيك بهذه الجناية التي وقعت في غرفتكم رقم ٥٠٨، لم أتمالك نفسي فأجبت بأنه .. لم تحدث وفاة أصلا، تكلمت بلا شعور مع أنني عاهدت نفسي ألا أتكلم إلا بحضور محامي، بدا التأثر ظاهرا على المحقق، توقف عن الأسئلة خرج من عندي بناء على أننا سنحضر غداً صباحا عند مخفرالشرطة برفقة المحامي، في نصف الليل أتوا لي بطفلي. وقد أنهكه التعب والهم والبعد لم يكد يصل لحضني حتى نام كأن النوم قد أرسل له إرسالا،، أخذت أتأمل في وجهه وقدشحب من تلك الليلة العصيبة وبدابملامح شيخ كبير السن !
بعدقليل أحضروا زوجتي لغرفتي وطلبوا منا البقاء في الغرفة حتى ينظروا في أمر لانعلمه، نامت زوجتي مباشرةبفعل حقنةالمنوم في المستشفى والشرطةلم تزل تملأأروقةالفندق ورجال السفارة والإعلاميون كانوايحاولون الدخول علينا في غرفتنا كان رجال الشرطة يدخلون علينا ونحن على فراش النوم بلا استئذان أو حتى قرع للباب!
ثم يخرجوا مباشرة بمجردإلقاء نظرةوكأنناسنختفي بسحر!
لم تزل ليلتناعلى هذا..حتى اقترب الفجر فإذ بالباب يطرق ولأول مرة يطرق،دخل خمسة رجال من الشرطة ومعهم رجل من الملحقية ومحامي السفارة تكلم رجل السفارة بالعربيةأن الشرطة سيأخذون الطفل الآن وسيوضع في مركز يتبعهم حتى تنهى إجراءات العائلة الأمريكية التي سيعيش عندها!!
صعقت بالخبر، سألت عن السبب أخبرني أنهم لم يجدوا في النظام لديهم عائلة عربية لديها الاستعداد لتربية الطفل،،في هذه اللحظات كانت زوجتي تغط في نوم عميق بفعل المخدر، وهذا من رحمة الله بها أنها لم تشهد هذه اللحظات..
قالت الشرطة: أيقظ طفلك بسرعة،أردت أن أبحث عن (جزمته)أعزكم الله،قالوا:لاتبحث عنها،أيقظته ولم أدر أي شيئ أقوله لطفل ذي ثلاث سنوات سحبوه من أحضاني وهو يبكي غير مستوعب لما يحصل، حل الفجر صليت وتجهزت لاتصال محامي السفارة للذهاب لمحامي في مقاطعة فيرفاكس التي كنا فيها حاولت إيقاظ زوجتي وبعد جهد استيقظت،أخبرتها بما حصل وأين سنذهب،لم تستوعب ماأقول، كان المخدر قدأثر كثيرا عليها،صلينا الفجر وتجهزنا في الثامنة تقريبا اتصل رجل الملحقية بنا وأخبرنا أنه في الأسفل، خرجنا من الغرفة وإذ بمحامي السفارة جالس خارج الغرفة عند الباب ..
لم أفهم سر جلوسه هنا ولم أسأله أيضاً، لكن بعد زمن سألته فأخبرني أنه يخشى من قدوم الشرطة في أي لحظة للزج بنا في السجن نزلنا للأسفل وعيون موظفي الاستقبال لاتكاد تطرف مابين حاقد وخائف،هكذا ظننتهم. ركبنامع رجل الملحقية ومعه امرأةسعوديةسلمت على زوجتي. احتضنتها وصبرتها،بدأت زوجتي تستوعب الموقف انهارت باكية.. ذهبنافي رحلة طويلة جداً للمحامي،مع أن مكانه ليس بعيدا،لكن هكذا بدا لي. وصلنا مكتب المحامي،استقبلنا رجلان رحبا بنا، دخلنا القاعة، بدآا بالتعريف بأنفسهم،كان لديهم علم مسبق بالقضية،أخبرونا أن القضية القضية من المحتمل أن يكون لها أحد ثلاث مسارات: ١- أن ترفع علينا تهمة الإهمال وعقوبتها السجن من سنتين إلى عشر سنوات،، الاحتمال الثاني: تهمة قتل شبه العمد وعقوبتها السجن من عشر إلى ٢٠ سنة، الاحتمال الثالث: قتل العمد وعقوبته الغالبة في قانون ولاية فرجينيا السجن مدى الحياة..
حتى هذه اللحظات لا نعلم يقينا بوفاة ابنتنا، كما لا نعلم مصير ابننا الذي أخذته الشرطة ومنعونا من معرفة المدينة التي هو فيها!! كما أننا لا نعلم كيف ماتت الطفلة ولاأين ماتت، ولاأين توجد هي الآن.. كنا نطلب من المحامي في أول لقاء معه أن نرى الطفلةحية أوميتة أخبرنا المحامي أنه سيسعى لكي نرى الطفلة والطفل في أقرب وقت ممكن، وأخبرنا بأنه لدينا أول جلسة محاكمة بعد أسبوع تقريبا، وأن القضية ستحتاج تقريبا من ستة أشهر إلى سنة حتى يتم الحكم فيها، كما أخبرنا بأنه هناك محكمتان كل واحدة تستلزم عدة جلسات..
الأولى:القضية المدنية (الحضانة)، والثانية:القضية الجنائية(موت الطفلة).. كانت السفارة قد وضعت لنا محاميين اثنين من أشهر المحامين في ولايات أمريكا الشرقية، أحدهما تخصصه قضايا جنائية معقدة، ويشترط في القضية التي سيستلمها ١٥٠ ألف دولار...
كما أخبرونا بأن ابني عاصم سيحتاج محامي دفاع، وأن المحكمة ستضع له أيضا محاميا من جهتها..
كانت أول جلسة بعد القضية بأسبوع وتحديدا في ١ أكتوبر ٢٠١١ استلمنا أوراق المحكمة من المحامي. كان هذا هو موعد القضية المدنية (حضانة طفلي عاصم)،، مرت الأيام الأربعة الأولى ولم نرَ أيا من الطفلين، ولا نعلم أي شيء عنهما. في اليوم الرابع جاءني اتصال من السفارة بواشنطن، قال لي المتصل:إنهم يعلمون بمكان وجود جثمان طفلتي وريف، سألني هل تودون دفنها هنا أوفي السعودية؟بدأنا نستوعب الحقيقة،تشاورت مع زوجتي واتفقنا على دفنهاوالصلاة عليهافي مكة،قال لنا رجل السفارة إنه بإمكاننا الذهاب للسعودية بدون رفقة طفلي الآخر عاصم، ومع دفع كفالة مالية للسلطات الأمريكية، امتنعنا عن الذهاب ووكلنا أمرنا لله
اتصل بي في نفس اليوم رجل من الملحقيةوأخبرني أنه بإمكاننامشاهدة جثمان الطفلةفي مغسلة خاصة بموتى المسلمين وأن هذا سيكون غداً ليلا لم نتمكن من رؤية الجثمان إلا قبيل نقله للسعودية بساعات فقط،جاء الغد واقترب الوعد،كنت وزوجي مترددين في رؤية الجثمان،لأنهم أخبرونا أنهم قد شرحوا الجثة بناء على طلب الطبيب الشرعي، والتشريح يكون بفتح رأس الميت وإزالة جزء من الجمجمة لأخذ عينة منه ثم تغطية الرأس بالجلد فقط دون عظمة الجمجمة، بمعنى أن الرأس سيكون فيه حفرة واضحة لعدم وجود عظمة الجمجمة، اتفقنا أخيرا على الرؤية ومع كل هذه الإجراءات الجادة لم نكن مصدقين تماماً بالوفاة، كنا نقول بيننا: قد يضعون مكانها شبيهة بها ويقولون هذه طفلتكم،
كنانعتقدأنها مازالت حية، فلا يوجدسبب للوفاة ولايوجددليل لدينا عليها،كيف ماتت؟. في ليلةالحادثةكنا نسمع من محامي السفارةومن غيره أن الطفلة ماتت بسبب الغرق في البانيو، كيف حدث هذا؟ نائمين إثر جهد سفر طويل، البانيو مرتفع، كيف يعرف الطفل إغلاق تصريف البانيو؟، هو صغير ولايعرف البانيو، كيف استيقظت أخته؟ كيف وصلت للبانيو وهي لاتمشي، كيف أدخلها أخوها في البانيو المرتفع، كيف؟ كيف؟ ...
أسئلة كثيرة كانت هي فكرنا تلك الأيام، المهم اتفقنا للذهاب،، جاء الموعد حضر رجل الملحقية ومعه موظفة سعودية في الملحقية، توجهنا للمغسلة عبر طرق طويلة حتى وصلنا لمكان مظلم وسط غابات، توقفنا أمام بيت صغير، كانت ذلك هو المغسلة، نزل الرجل لوحده، بعد دقائق رجع بوجه آخر طلب منا النزول، نزلنا جميعا، دخلنا مع باب صغير، فإذ برجل يمني يستقبلنا،سلم علي واحتضنني ودعا لنا وللطفلة، أخذ بيدي لغرفة أخرى، دخلنا في غرفة باردة جداً، في وسط الغرفة صندوق أبيض، فتحه اليمني، كشف الغطاء، فإذ بهذا الوجه المشرق الذي دلني قلبي.أنه وجه طفلتي لا محالة، فرحمة الله تغشاها وسلاما على روحها إلى يوم الخلود