:
مدرسة خلود السنيدي رحمها الله -ماكنت أحلم اني يوم من الأيام أقابل في زمننا شخص له آثار عجيبة تشابه اللي في زمن السلف ..لكني والله .. بحق شفتها في خلود ..
كنت أشوف فيها مثال عجيب للصبر ..وعدم التشكي ..الواحد منا يجيه أدنى مرض أو هم ..كل الناس تدري عنه .. ويحس انه أقل الناس وأسوأهم حال .. حتى من التسخط نشوف أنفسنا أسوأ من اللي هم مثل حالنا .. لكن خلود كان ردها دائما طيبة الحمد لله ومافيني إلا العافية ..لولا هالضيقة اللي تجيني أحيانا ..وهي سبع سنين مع السرطان ..ويوم تقول هالكلام وأمريكا مرجعينها بأن ماعاد لها علاج ..ورئتها وحدة تالفة ..ووحدة مليانة أورام
لقيت في خلود اليقين العجيب ..المستشفى يقولون مالها علاج وبتموت . وهي كل ماجاء طاري أمر قالت إذا الله شفاني ..إذا الله شفاني .. حتى انها كانت دائما حاطة في بالها ان الله أعد لها منزلة في الجنة ولن تبلغها إلا بهذا البلاء
حتى لما جاها خبر انها ماعاد لها علاج وحالها ميؤوس منه كانت جاية تعلم أمها بقمة الثبات ..اللي تعجبت منه الأم ..ثم أتبعته بدمعة أخرجت شي بسيييط مما في النفس ..
أشياء كثييرة تشغلنا في حياتنا عن أبنائنا ..لكن خلود ..ولدها الكبير أووول مايجي من المدرسة يتجه لها في سريرها ومكانه عند رجليها ويظل يتبادل هو وياها السوالف لما يشبع . .فكانت الفاجعة كبيرة عليه في فقد أمه لدرجة انه راكب في سيارة الإسعاف اللي بتطلعها من الثلاجة للمغسلة ..
تميزت بالبر ..فأمها مافيه عندها أحد يعادل خلود ..
الزوج ماذكرها إلا بخير ..ومع ذلك في لحظات الاحتضار طلبت زوجها عشان تقول له : حللني
خيرها وصل أم زوجها اللي بكت عليها أكثر من بكاء أمها ..وتقول لهم تسمحون لي أجيكم كل يوم من فقدها لخلود ..وتقول : مازانت حياتي إلا لما دخلتها خلود
أمها تقول إذا حطينا القهوة وهي تصلي قلنا بتفوتها القهوة ..من طول صلاتها .. وإذا اشتدت بها الحال من المرض نادت أحد أخواتها يقرأ عليها ..
والله رأيتها قبل وفاتها بشهر تقريبا أو أقل .. رأيت وجه عجيب على ما أصابه من المرض وأنهكه التعب إلا انه ينور نور عجيب يخجل اللي يراه ..
الأب ماتحمل يشوف بنته في لحظات الاحتضار وطلع عنها ..لكن هاللحظات تحملتها الأم ..وتقول ان خلود ماكانت في وعيها تماما ..لكن نادتني بعد ماخلصت صلاتي قالت تعالي عندي ..وقربت عندها ولمستني وضمتني ..وجلست أضمها لصدري وتشوف جهاز رصد نبض القلب ..وتقول نبضي نزل شكلي بموت وأبعدت أمها الجهاز عنها حتى ماتشوفه .. كيف تحملت الأم هذي اللحظة !! وتقول جلست أردد عندها الشهادتين ..فصارت تتشهد بقوة ..وتقول اقري علي الحمد ..وأنا أقرأ ..قالت : يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية ..وترفع عيونها للسماء وكأنها تشوف شي مو معنا وتقول أنا بروح الجنة شوفيها
وشوي طاح راسها على جنب كأنها نامت ..ففاضت روحها بهدوووء .. بالله نلقى هذا في زمنا ؟؟!! حتى اللي غسلتها ترفعها كل شوي وتقبلها وتقول ما رأيت مثل جنازتها .. والله ياخلود انك لمدرسة .. نتعلم منها شي كثير إن كان في قلوبنا حياة .. اعذروني إن أحزنتكم واعذروني لو بيدي لصغت لها من الحديث آلاف الكلمات ولكن خنقتني العبرات .
غفر الله لك ياخلود ..وخلف لك في عقبك خيرا ..وربط على قلوب محبيها ..وأيقظنا من غفلتنا .. وجمعنا بها في جنات النعيم منقول
توفيت يوم 1434/1/7
منقول من الدكتور فهد السنيدي