أينما كان المرحوم الأمير الشاعر / محمد بن أحمد السديري كانت الجزالة والحكمة
الأحرف هنا لا تكفي للقول بحجم هذا الشاعر 'المدرسة' ،نسطر القليل من فيض الحكمة والجزالة وإن كان الحديث عن صولاته وجولاته في الشعر الشعبي يتطلب المزيد من الوقت والجهد ، إلا أن قصيدة كالتالية لازالت تطرب وتعاد وتكرر في مختلف المجالس .
قصيدة خالدة للسديري يقول فيها :
ينام منهو مايعرف الهمومي ... وعيني اليا ناموا حريب لها النوم
الله يلوم اللي لحالي يلومي ...لا ساهرن سهري ولاهو بمهموم
ماهو بمثلي يزعجه كل يومي ...همن يلوج بداخل الصدر مكتوم
لامبدين أسرار قلبي لقومي ... واللي بسر الغيب ماهو بمفهوم
أخاف أبوح السر تبدأ الثلومي ... وتاقف على مكنون سري هل اللوم
عاهدت قلبي ما يبوح العلومي ... ولايويق بغايته كل مذموم
بالليل أساهر ساريات النجومي ...والصبح أعدى بالنباكل مزموم
اوجس بقلبي مثل حر السمومي ... ولا صفالي خاين الدهر لو يوم
يا سيف قم لعل حظك يقومي ... ولعل ابوك بساعه الحشر مرحوم
النار شبه ياقوي العزومي ... وهات الدلال وترك النوم لرخوم
خابرك بالطيب ودود ورحومي ... قم سو مايبعد عنا كل شغموم
فنجال بن مايحضره رخومي ... مبهرن مابين الاجواد مقسوم
ارواحنا بافلاك الايام تومي ... مهما يطول العمر فالاجل محتوم
روحي بيد فارض صلاتي وصومي ...اللي بحبل اليسر ينجي لمضيوم
الواحد اللي نطلبه كل يومي ...منجين يوسف وهو قبل مظلوم
دنيا الشقايا يا سيف ماهي تدومي ...كم واحدن فيها مشيحن ومنجوم
وافراح اليا قالوا تقافت غيومي ... على شفا الباطن وهو قبل ماسوم
حيثه مرب لكل وضحا ردومي ...اللي بها زودن على الطوق برشوم
عسا تعله مرهشات الوسومي ... يمطر عليها الوبل يومن بعد يوم
عشبه يغطي نايفات الحزومي ... فيه الزهر فوق الزماليق منضوم
مخالف النوار غادي سهومي ... والعشب من وبل المراهيش كيهوم
فيه ام سالم من طربها تعومي... تلفح بسمح الريش في كل مرجوم
من الطرب في كل روض تحومي... وتقضي الدنيا زغاريت وسجوم
ان شافت النوار نبته يزومي ... ما سايلت عن حال معطي ومحروم