مع الأسف وكل الأسف والحسرة والألم فكل ما يذكر العراق الجديد يتبادر إلى الذهن كل ما هو سيء بدءاً من الاحتلال الهمجي إلى من جاء على ظهر دباباته وطائراته وما سببوه للعراق من الآلام والمتاعب والويلات والمصائب منذ مجيئهم ودخولهم للعراق عام 2003 والى يومنا هذا ، فهذا عقد من الزمان انقضى وسنين عجاف مرت والعراق حاله يسير من سيء إلى أسوأ في كل المجالات ، فالفساد مستشري في كل نواحي ومناحي الحياة بسبب الأحزاب الطائفية ومحاصصاتها وسرقاتها ،
وقد أصيبت كل المفاصل بالعطب والخلل ومرض الفساد ، فلا تكاد تجد وزارة إلا وفيها عشرات بل مئات بل ربما آلاف الملفات التي تستحق الوقوف عليها كثيرا والتحقيق فيها ومحاسبة مرتكبي جرائم السرقات وآخذي الرشا والإتاوات ، وبالمقابل تجد الخلل واضح من ناحية تقديم الخدمات للمواطن العراقي ، وتجد التلكؤ في المشاريع التي هي من حصة هذه الوزارة أو تلك ،
ومن جملة المشاكل التي يعاني منها المواطن العراقي هي مشكلة انهيار المؤسسة التعليمية في عراق اليوم في كافة مجالاتها ، وعلى جميع المستويات ، فتجد المحسوبية والمنسوبية السمة البارزة فيها ، وعدم الاهتمام بإعداد جيل قادر على حمل أعباء الرسالة التربوية والتعليمية ( على مستوى الأساتذة وعلى مستوى الطلبة والتلاميذ ) ، ولا تجد الوسائل اللازمة لإنجاح ذلك متوفرة ، فإلى اليوم ونحن في القرن الحادي والعشرين وتجد العراق صاحب الميزانية الانفجارية كما يسميها السياسيون أنفسهم ، فيه ما يقارب ألف مدرسة مبنية من الطين والتلاميذ يفترشون الأرض ، ويعانون من نقص شديد في توفر المستلزمات الضرورية من أقلام وكتب ودفاتر وسبورات وكهرباء وماء صالح للشرب ومجموعة صحية وغيرها من متطلبات أساسية ، كذلك تجد تفشي حالات ترك المدرسة بسبب قلة دخل الكثير من العوائل والتي لا تستطيع سد متطلبات وتكاليف دراسة أبنائها مما يضطرها إلى إجبار أبنائها على ترك الدراسة وزجهم ودفعهم إلى الأسواق للحصول على عمل يعتاشون منه ( وليتصور أي شخص منا ماذا سيتعلم الطفل من السوق وكيف ستكون نشأته ) ، أضف إلى ذلك انتشار ظاهرة المدارس الأهلية وبكثرة وهذا دليل آخر على عجز المؤسسة التعليمية ، بالإضافة إلى قضية أخرى وهي ظاهرة الجامعات الأجنبية والتي تمنح شهادات بدون أي تعب ( ولا أريد الخوض في تفاصيلها ، فتفاصيلها كثيرة جدا ومؤلمة ) والتي لدى بعضها فروع في بعض محافظات العراق ، ويوجد الكثير من ساسة اليوم ممن يحملون شهادات منحتها لهم هذه الجامعات مقابل المال ، إلى غير ذلك الكثير الكثير .
ومن هنا وتجسيدا وتطبيقا للشعار الذي يرفعه أنصار ومؤيدو المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني ( أنا عراقي ، أحب العراق ، وأوالي العراق ، أوالي العراق ، أوالي العراق ) فقد آلوا على أنفسهم نصرة العراق ورفض كل فاسد وفساد من أي جهة أو طائفة أو قومية أو دين ، وسيرا على النهج الذي اختطه المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني أدامه الله في رفض الباطل والظلم والفساد ، فقد خرجت الجماهير العراقية من أنصاره ومريديه في أغلب محافظات العراق بتظاهرات احتجاجية استنكارية رافضة للظلم والفساد الحكومي وخصوصا فيما يخص المؤسسة التعليمية ، عنوان التظاهرات هو (( انهيار المؤسسة التعليمية بين صفقات سياسية وقرارات عشوائية )) ، هذه التظاهرات انطلقت بعد صلاة الجمعة بتاريخ 12 / 10 / 2012 ، وقد رفع المحتجون شعارات ولافتات تبين مطالبهم ومنها (المدارس الطينية وصمة عار في جبين الحكومة والبرلمان " و " كثرة المدارس الأهلية دليل فشل المؤسسة التعليمية " و"عراق اليوم أربعة مدارس في بناية واحدة ، فشل التعليم في العراق سببه حكومة الصفقات الى غير ذلك من الشعارات التي تبين مدى الخلل والشلل الذي أصاب هذه المؤسسة والتي حالها لا يختلف كثيرا عن حال باقي المؤسسات في عراق أحزاب المحاصصة الطائفية .
مدمج // تظاهرات // تندد بالواقع التعليمي المتردي في ظل حكومة الفساد 12 / 10 / 2012م ‏ - المركز الاعلامي لمكتب المرجع الديني العراقي العربي آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني - دام ظله