أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


أولاً: كتاب "السبعة في القراءات"؛ لابن مجاهد:
وهو من كُتب التراث في علم القراءات، يقع مَتنه في سبع وخمسين وستمائة صفحة، عرَض فيه ابن مجاهد (ت 324 هـ) - شيخ القُرَّاء في عصره - قراءات أئمَّة القرَّاء إمامًا إمامًا، ذاكرًا نَسبهم وأساتذتهم الذين تلقَّوا عنهم القرآن الكريم، واصلاً بينهم وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو من أنفس الكتب في مجال علم القراءات، وكان عمل الدكتور شوقي ضيف - في تحقيق وضبْط ألفاظه، وتصحيح أغلاط بعض نُسخه - مؤدِّيًا عملاً مَجيدًا باهرًا؛ حيث أخرَجه إلى النور بعد أن كان بين أكداس المخطوطات؛ ليُضيف إلى المكتبة القرآنيَّة هذا الكتاب النفيس.

ولقد كتَب له مقدمة رائعة عن جمْع القرآن والقراءات التي أُثِرت عن القرَّاء المشهورين، مؤرِّخًا لهم، لا سيَّما ابن مجاهد صاحب الكتاب، وأساتذته الذين تلقَّى عنهم هذا العلم الجليل، ومُبيِّنًا الغرض من هذا الكتاب، وهو أنَّ ابن مجاهد استصفَى سبعة من أئمَّة القرَّاء في أمصار خمسة، هي أهم الأمصار التي حُمِلت عنها القراءات في العالم الإسلامي، وهي المدينة، ومكة، والكوفة، والبصرة، والشام، وفي قراءاتهم ألَّف ابن مجاهد هذا الكتاب، مُبيِّنًا خلافاتهم في القراءة وخلافات مَن حَملوا عنهم قراءاتهم بيانًا دقيقًا، أشدَّ ما تكون الدِّقة.

ثانيًا: كتاب "الدُّرر في اختصار المغازي والسِّيَر"؛ لأبي عمرو بن عبدالبر النمري القرطبي (ت 463 هـ):
حيث حقَّقه د. شوقي ضيف، وجعَل له مقدمة تحدَّث فيها عن قيمة هذا الكتاب، ووصَف مخطوطته وشرَح منهجه في التحقيق، كما حقَّق كتاب ابن سعيد المغربي "المغرب في حُلى المغرب"، وغير ذلك.

ثالثًا: كتاب "سورة الرحمن وقصار السور":
حيث أُتيح لشوقي ضيف في مرحلةٍ من مراحل حياته العلميَّة أن يَنشر في جريدة الأهرام مجموعة من الدراسات، دارَت حول تفسير بعض السور القصار، ثم قام بتفسير سورة الرحمن وسور قصار، أصَدرته دار المعارف في مجلد كبير في عام 1971م.

وفي هذا الكتاب يتجلَّى منهج الدكتور شوقي ضيف، وهو منهج علمي يَعتمد على الفحص والتدقيق، والاستقراء والاستنباط، والموازنة والترجيح، ويُمكن أن نَعتبر هذا الكتاب تذوُّقًا جماليًّا لمجموعة من النصوص القرآنيَّة التي وصَلت إلى الذِّروة في الإفصاح والبيان.

ويُمكن أن نَعتبره رسالة في الأخلاق، تَعتمد على الأصْل الأوَّل من أصول الإسلام، وهو الكتاب الكريم، ويمكن أن نَعتبره تفسيرًا حديثًا؛ ففيه كلُّ خصائص التفسير الحديث، وقد تناوَل - كما يقول الدكتور شوقي ضيف في مقدمته - أصولَ العقيدة الإسلاميَّة، وبعضَ مبادئ الإسلام الخُلقيَّة والاجتماعيَّة.

رابعًا: كتاب الوجيز في تفسير القرآن الكريم:
وفي مقدمته يقول الدكتور شوقي ضيف: "وأكْبَبتُ على كتب التفسير أَستضِيء بها، وبخاصة تفسير الطبري والزمخشري، والفخر الرازي والقرطبي، والبيضاوي وابن كثير، وإسماعيل حقي، والشيخ محمد عبده، والشيخ الطاهر بن عاشور، وأخَذت أَقتطفُ منها هذا التفسير المختصر، وقصدًا للإيجاز لَم أنصَّ إلاَّ قليلاً على آراء المُفسرين، وبالمثل لَم أنصَّ على الآراء النحْوية والبلاغيَّة في الصِّيَغ القرآنيَّة، ولا على أسباب النزول في الآيات، ولا على القراءات في ألفاظ القرآن؛ لأنَّ لكلِّ ذلك كُتبًا مُطوَّلة منشورة، ولَم أُقحم عليه شيئًا من الإسرائيليَّات في قَصص الأنبياء؛ إذ ينبغي تَنحيتها عن تفسير الذِّكر الحكيم"، إلى أن قال: "وأعترف بأنَّ هذا التفسير الوجيز للقرآن الكريم، إنما هو مقدار ما حمَلته بيدَي القاصرتين من تفاسيره القَيِّمة".

خامسًا: الحضارة الإسلامية من الكتاب والسُّنة:
وهو كتاب اتَّبع فيه شوقي ضيف منهجًا طريفًا وثَّق به مباحثه؛ إذ افتَتح كلَّ مبحثٍ بما يتَّصل به من آيات الذكر الحكيم، ثم من الأحاديث الصحيحة من كُتب الصِّحاح أو السُّنن، وبعد ذلك يعرض المبحث شارحًا ومُفصِّلاً.

والكتاب موزَّع على أربعة أقسام: القسم الأول في الأُسس العقديَّة: الوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والقرآن والتوحيد، ومحبَّة الله لعباده، والرسول - عليه الصلاة والسلام - والإيمان والزكاة والحج، ويلي ذلك عرْضٌ لبعض القِيَم الإسلاميَّة التي تُعَد ركائز لحضارة الإسلام؛ مثل: الشورى والاجتهاد، والتوسط والحرية الدينيَّة، والتسامح والعدل، والعلم والعقلانيَّة، والتقوى والتوبة.

والقسم الثاني: عرْضٌ للأُسس الاجتماعية، ومنها: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبر الوالدين، وحقوق المرأة، والإخاء والمساواة، والعمل والصدقة، والوفاء بالعهد، والرحمة بالإنسان والحيوان، وفِعل الخير.

والقسم الثالث: دار حول الأُسس الأخلاقيَّة للحضارة، ومنها: الإخلاص والصدق، والتواضع والعفاف، والحكم والصبر، والقناعة والعمل الصالح.

أمَّا القسم الرابع: فهو مفرد للمحظورات ويَبدأ ببيانٍ عن الحلال والحرام والحدود بينهما، ثم بيان لِما نَهى عنه الإسلام من كبائرَ؛ مثل: الزنا والربا، والخمر والميسر، وما يرتبط بهذه الكبائر من رذائلَ؛ مثل: الظلم والكبر، وشهادة الزور، والحسد والكذب، والخداع والسَّب، والتجسُّس والغيبة والشَّماتة، وبهذا يَعرض لنا الكتاب صورة واضحةً دقيقةً لِما يَنبغي أن يقوم عليه التقدُّم الحضاري من فضائلَ وقِيَمٍ، وما يجب أن يتجنَّبه، مما يمكن أن يؤدي إلى التخلُّف والفساد.

سادسًا: عالمية الإسلام:
وفيه أوضَح أنَّ عالميَّة الإسلام تَعني أنَّ الله جعَل الإسلام دينًا عالميًّا للبشرية؛ لأنه كفَل فيه لكلِّ الناس - أبيضهم وأسودهم، وأحمرهم وأصفرهم - الحرية لهم جميعًا، كما أنه - عز وجل - جعَله دينًا عقلانيًّا، يُصادق العلم الكوني، ويؤسِّس للعدل بين الناس؛ إذ لا تَصلُح الحياة الدنيا إلاَّ به، كما فرَض فيه المساواة والتسامح بين البشر، وأحكَم فيه روابط الأسرة، وأمَر بالمعروف، ونهى عن كلِّ رذيلة، وهو بذلك يَضمن السعادة للبشريَّة في الدنيا والآخرة.

سابعًا: كتاب "محمد خاتم المرسلين":
وفيه رؤية جديدة لسيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذ مولده حتى نهاية حياته، وعلى الرغم من كثرة ما كُتب في السيرة النبويَّة، فإن هذه الرؤية الجديدة النابعة من إيمانٍ عميق، تحتوي على نظرات والتفاتات، لَم يَنتبه لها كثيرٌ من المؤلِّفين السابقين، وقد كان هذا آخرَ ما جادَ به قلمُ شوقي ضيف من كُتبٍ إسلاميَّة، تُعد منارةً متألِّقةً في نتاج هذا العلَم الشاهق من أعلام ثقافتنا العربيَّة.



رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Culture/0/39697/#ixzz29LMWDSFO