حياة بين بركان الهوى
وجداول التقوى
يظن المستبد هواه
أن القوة اعتملت
جداراً فيه واكتملت
يطوّس عنْقه زهوا..
ويهمي الصدق
أنواراً
على من ضمّ تقواهُ
حمىً من زيف دنياهُ
.. هنا حالٌ
يذوب قويّها
ضعفاً ، ولم يشعر
وكان ضعيفها الأقوى..
ضعيفٌ في جلال الله
قوّته
تجذّرها يد الإيمانِ
يطريها
فم الاحسانِ
لا يرجو من الأعمال
إلا الصالح الباقي
ولا غير الهدى يهوى..
يعانق حسّه الراقي
شعاعُ الحق
أطواراً وأدواراً يؤدّيها
يعطّرُ يومه أدباً
ويحيي ليله نجوى..
تشرّب عزة الإسلامِ
قدوته
رسولٌ حرّر الأنفس
من أغلال غفلتها
ومن سلطان شهوتها
نـبــيٌّ شرّف الدنيا
رحاباتٍ وإشراقا
وصاغ الناس أخلاقا
بأعظم ملةٍ ظهرت
وأطهر سيرةٍ تُروى..
أتي والأرض تملؤها
رياح الكفر
عاتيةً
أتى والناس غرقى
في بحار الجورِ
صيحاتٍ وأناتٍ
هوت فتلمّست حبلاً الهيًّا
فأخرجها من المهوى..
محمدٌ
أشهر الأسماء أكرمها
محمدٌ
أعمق الرحمات أعظمها
محمدٌ
أنفع الخيرات أطعمها
يحذرنا اقتفاء النار معصيةً
يبشرنا وماأغلى بشارته
أليست جنة المأوى ؟..
أتم حقيقة الإسلامِ
في أزماننا
قيماً معظّمةً
كمال حياتنا فيها
ولم يترك
منارات الهدى إلا وبيّنها
متاهات الهوى إلا وأعلنها
تفاصيل العبادة
في حياة الناس
طاعاتٍ وأذكارأً وأدعيةً
وشكراً في اتساع الرزقِ
صبراً ساعة البلوى..
ألمْ يتهيّب الأوغاد؟
من عقبى تعدّيهم و(طغواهم)
على أسمى الملا شرفاً
وأصدقهم معاهدةً
ومن لو شاء أفناهم
وليس أمامهم جدوى..
نـبــيُّ الرحمة الكبرى
حقيقته
من القرآن والتاريخ والأزمانِ
يكبرها بنو الإسلام
منزلةً مقدّسةً
وينكرها دعاة الشرِّ
مخذولين في الأولى
ومأخوذين في الأخرى
بهم يستهزئ الجبـارُ
موعدهم
عبوسُ النار حمراءًً
تـمـجُّ الويل
ذوقـوهـا
ألمْ تستكبروا هزوا؟..