اغنام - ابل - دواجن - طيور
الإخلاص : هوالتعري عما دون الله أي تصفية العمل عن ملاحظة المخلوقين
قال تعالى
( فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون )
( قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السموات وما في الأرض والله على كل شئ قدير )
وقال عليه الصلاة والسلام
(عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل مرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنياً يصيبها ، أو إمرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) متفق عليه
( وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا هجرة بعد الفتح ، ولكن جهاد ونيه ، وإذا استنفرتم فانفروا " متفق عليه
ومن أقوال السلف :
كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : من خلصت نيته كفاه الله ما بينه وبين الناس .
وقال يعقوب المكفوف رحمه الله : المخلص من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته .
القصه
عن مقاتل بن صالح الخرساني قال : دخلت على حماد بن سلمه فإذا ليس في بيته إلا حصير وهو جالس عليه ، ومصحف يقرأ فيه ، وجراب فيه علمه ، ومطهرة يتوضأ فيها ،فبينما أنا عنده إذ دق الباب ، فقال : ياصبيه ، اخرجي انظري من هذا ؟ قالت هذا رسول محمد بن سليمان ، قال : قولي له يدخل وحده ، فدخل وسلم وناوله كتاباً ، فقال : اقرأه . فإذا فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن سليمان إلى حماد بن سلمه . أما بعد : فصبحك الله بما صبح به أولياءه وأهل طاعته ، وقعت مسألةٌ فإنا نسألك فيها .
فقال : ياصبيه , هلمي بالدواة . ثم قال : اكتب في ظهر الكتاب : أما بعد : فأنت صبحك الله بما صبح به أولياءه وأهل طاعته , أدركنا العلماء , وهم لا يأتون أحداً ,فإن وقعت مسألةٌ فأتنا ,فتسألنا عما بدا لك ,وإن أتيتني فلا تأتني إلا وحدك , ولا تأتني بخيلك ورجلك , فلا أنصحك ولا أنصح نفسي . والسلام.
وقال مقاتل الخرستني فبينما أنا جالس إذ دق دقٌ الباب , فقال ياصبيه اخرجي انظري من هذا ؟ فقالت : محمد بن سليمان , قال : قولي له يدخل وحده , فدخل , فسلم, ثم جلس بين يديه فقال :مالي إذا نظرت إليك امتلأت روعباً ؟ فقال حماد :سمعت ثابت البناني يقول : سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " العالم إذا أراد بعلمه وجه الله تعالى هابه كل شيء , وإذا أراد أن يكثر به الكنوز هاب من كل شيء "
فقال : ما تقول يرحمك الله ، في رجل له إبنان وهو عن أحدهما أرضى , فأرادأن يجعل له في حياته ثلثي ماله ، فقال لا ويرحمك الله , فإني سمعت ثابت البناني يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "" إن الله عز وجل إذا أراد أن يعذب عبداً بماله وفقه عند موته لوصيةٍ جائرة ""
قال : أفحاجة ؟ قال : هات , ما لم تكن رزية في دين الله ,قال : أربعين ألف درهم تستعين بها على ما أنت عليه , قال : أرددها على من ظلمته بها , قال : والله ما أعطيتك إلا ما ورثته , قال : لا حاجة لي فيها . قال : أزوها عني زوى الله عنك أوزارك قال : فغير هذا ؟ قال : هات ما لم تكن رزية , قال : تأخذها فتقسمها ؟ قال : فلعلي إن عدلت في قسمتها أن يقول بعض من لم يرزق منها إنه لم يعدل في قسمتها فيأثم . أزو عني زوى الله عنك أوزارك
لقد ضرب حماد بن سلمه مثلاً من أروع الأمثاله في عزة العلماء العارفين بالله تعالى . وقد أخلص نيته لله وعلم الله صدق إخلاصه لذا جاءته الدنيا تطرق أبوابه فأبى أن يفتح لها قلبه حتى لا يكون في القلب ما يشغله عن ذكر الله










رد مع اقتباس
