أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
الحمد لله الذي بفضله سلسلت الشياطين ، وبحجج أوليائه ألجمت أفواه الملحدين ، والصلاة والسلام على قدوة الصائمين والقائمين والمجاهدين، وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
بدعاء الحبيس ومناجاة الأنيس أدعو الباري أن يتقبل مني ومنكم الصيام والقيام ، وأن يرزقنا بلوغ الأماني وحلول التهاني بالفوز العظيم والنعيم المقيم في هذا الشهر الكريم !
وما زال القبوريون من رافضة وصوفية وغيرهم يرضعون من ثدي واحد في نصرة معتقداتهم الوثنية ، وآرائهم الشركية ،محتجين بقول الله : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ) !
وحصل لقاء بيني وبين أحد مشايخ حوزة قم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ بلا ميعاد ـ فتباحثت معه في بعض المسائل الخلافية !
ثم قلت له : ما الدليل على مجيئكم لقبرالنبي صلى الله عليه وسلم للاستغاثة وطلب الشفاعة وغيرها من أفعالكم ؟!
قال لي : قوله تعالى : ( ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول )
قلت له : بما أن ( الإمام علي وغيره من الائمة المعصومين) ، قدوتكم في كل الأقوال والأعمال والأحوال ، فهل جاءوا كمجيئكم وهل فعلوا كفعلكم ؟!
قال لي : نعم جاء الإمام علي وغيره من الأئمة لقبر النبي وذكر نص من كتبه ( لا أتذكره ) !
قلت له : يعني ( الإمام علي وغيره من الأئمة ) داخلون في آية المجيء ؟!!
قال لي : نعم داخلون في هذه الآية !
قلت له : الله أكبر ، الآية تقول : ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم ... ) وأئمتكم معصومين عصمة مطلقة من الظلم والخطأ والسهو والنسيان ؟ فأنت الآن نقضت عصمتهم وإمامتهم المتلازمة ؟!!
قال لي ـ بعد صدمة شديدة مصحوبة باحمرار وجهه واكفهراره ـ : لا لا لا لا يدخلون في هذه الآية !!
قلت له ـ ضاحكًا ـ : يبدو أن الإله المشرع لك في الإدخال والإخراج هو هواك ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ) !
الحوزوي الرافضي ـ في هذه اللحظة ـ في وضعٍ حرج للغاية ويريد يتكلم ولكن علق لسانه مع تفكيره في حيرةٍ من أمره ( لا يدري ما يقول ) !!
قلت له : أنت بين أمرين لا ثالث لهما ، وأحدهما مرٌ في كل أحواله وألوانه :
الأول : إما أنّ مجيئكم هو مجيء الأئمة وفهمكم هو فهمهم ـ للآية ـ ، لإنهم قدوتكم في الأعمال والأفعال ، وعلى هذا ( تُنقض العصمة والإمامة ) تباعًا ، لقوله : ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم ) !
الثاني : أن مجيئهم في ـ الآية ـ ليس كمجيئكم ولا فهمهم للآية كفهمكم، فالإمام علي ـ مثلاـ يجيء للسلام على النبي والدعاء له كـ ( سائر الموحدين ) ، وأنتم تجيؤون للشرك والاستغاثة وطلب الشفاعة والضراعة كـ ( سائر المشركين ) ، فهو على المجيء الموحد وأنتم على المجيء الشركي !
قال لي : أنت في النهاية تريد الحكم علينا بالشرك والكفر !! ( مظلومية ) !
قلت له : أريد أبين لك أنكم لستم على دين أمير المؤمنين ، فإما أن يكون مجيئك كمجيئه = وبهذا نقضت عصمته وإمامته ، وإما أن يختلف مجيئك عن مجئيه وفهمك عن فهمه = وبهذا يكون مجيئك وفهمك واحتجاجك بالآية مخالف لفهم ومجيء أمير المؤمنين علي رضي الله عنه !! فاختر لنفسك ما شئت ! إما دين الإيمان أو دين الأوثان !
هنا شعرت أن الرافضي ـ سارحٌ في ذهنه ـ ليبحث عن مخرج من هذه الورطة المُهلكة لمعتقده الشركي !
ثم اعتذر مني وقال : أنا سأحقق في المسألة وابحث ، وهنا انتهى الحوار بإبطال احتجاج الملحد الرافضي بآية المجيء إلى النبي !
وأقول لكل المبتدعين الهالكين : إن أي نص صحيح صريح عن النبي صلى الله عليه وسلم تحتجون به علينا ، لا بد وأن يقلب عليكم ويقصم ظهوركم ويفلق هامتكم ، فاحذروا من الاغلوطات والمغالطات ، فإن فقهاءنا وعلمائنا لعلى يقين من أمركم وخبثكم الذي لا ينطوي إلا على السفهاء ! والله أعلم وأحكم !