.
.
.



لقد كان لقوله صلى الله عليه وسلم معنىً عميق حين وصف المؤمنين في توادهم وتراحمهم بأنهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى،


لما بدأت الثورة السورية بدأت تنهال علينا الصور والأخبار المؤلمة فأحدثت في أنفسنا غضباً على القتلة وحزناً وشفقةً على الأبرياء المظلومين،

فهل كان دافع تلك المشاعر هو الأخوة الإسلامية أم كان دافعها الطبيعة الإنسانية التي سنجدها لدى جميع البشر باختلاف دياناتهم؟

مالفرق بين مشاعر المسلم تجاه إخوته المظلومين وبين مشاعر غير المسلمين تجاههم؟


أيها الإخوه: لقد كان حزن الأغلبية العظمى وغضبهم بدافع إنساني وليس بدافع الإخوة الإسلاميه

ويدل على ذلك أنّه ما إن مضى على اندلاع الثورة السورية أكثر من عام حتى أصبح الكثير من الناس متبلد المشاعر تجاه مايرد من أخبار القتل والظلم،

صارت الأخبار التي ترد من سوريا مجرد أخبار نستمع إليها فنحللها ثم مانلبث أن ننشغل بلهونا ولعبنا،


أقسم لو أننا نكنّ لهم مشاعر الأخوة الحقيقية لما هنئ أحدنا بنوم،

يتبادر إلى ذهني سؤالٌ لا أظن أحداً يجهل إجابته

كيف ينظر المضطهدون من المسلمين في العالم لنا حين يعلمون أن كثير منّا لا يهتم لأمرهم؟

كثير منّا لم يسمع ببلاد اسمها بورما إلّا مؤخراً
مع أن المسلمين البورميين يعانون ويقاسون أشد أنواع الظلم والإضطهاد منذ زمن ليس بالقصير،
وليس تداول أخبارها في هذه الأيام إلّا لأنّ القتل فيها وصل لدرجة لا يمكن تصورها،

بالله عليكم كيف هي مشاعر المسلمين في بورما تجاهنا وكثير منّا لا يعرف عنهم شيئاً ؟


فلنعلم أن الله ليس بينه وبين أحد نسب,
وما الأمن والرخاء الذي نعيشه إلّا نعمة قد يزيلها الذي أزالها عن كثير من البلاد

وصدق الله إذقال (وتلك الأيام نداولها بين الناس)



إن مشاعر الأخوة الإسلامية لا تتغير مع تقادم الزمان ولا يخبت وهجها مهما تبدلت الأحوال.