أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جلال الدين الرومي (المشاركة 21981)
[CENTER][CENTER]1-
2- تأويل الصحابي الجليلابن عباس ومجاهد

آية (فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا) الأعراف 51 ..
قال ابن عباس :
نتركهمكما تركوا لقاء يومهم هذا
قال مجاهد :نتركهمكما تركوا لقاء يومهم هذا
ثم قال الإمام السلفيابن جرير الطبريما نصه :
(
وتأويلالكلام:فاليومنتركهمفي العذاب كما تركوا العمل في الدنيا للقاء الله يوم القيامة ...)
جامع البيان في تأويل آي القرآن ج10 ص238 و239 - طبعة هجر


-------------------------------------





آمل أن لا يكون عدم تعليق الأخ جلال تسجيل هروب !
وأن ينزل إلى ساحة الحوار الهادف المفيد متقلدا دليله الصحيح ورأيه السديد..
فكثيرا ما نعتنا بالهروب ومثّل لنا بمثله الشهير : "المزراب"
ومع ذلك وحرصا مني على دحض شبهه وبيان منهج السلف فقد بينت خطأه في زعمه تأويل السلف في جميع ما ذكر إجمالا وتفصيلا .
وأضع الآن شبهة تأويل السلف للنسيان والله الموفق .

حيث ذهب أخونا جلال إلى أن ابن عباس رضي الله عنه ومجاهد قد تأولا النسيان بالترك في قوله تعلى : " فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا " وأن هذا دليل على جواز التأويل الذي اتخذوه منهجا يتعاملون به مع كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ...
- وهذا الكلام باطل من وجوه :
- أحدها : أن النسيان بمعنى الترك مشهور في اللغة، يقال: أنسيت الشيء، إذا أمرت بتركه؛ ويقول الرجل لصاحبه: لا تنسني من عطيتك، أي: لا تتركني منها. فالنسيان في لغة العرب معناه الترك وتفسير العلماء النسيان به ليس تأويل بل تفسير بحسب المعنى المقتضي له لغة ....
- وثانيا : إذا زعم المؤول أن السلف قد أولوا النسيان بالترك في هذه الآية وغيرها لأن النسيان في حق الله لا يجوز ، فما بال أهل العلم والأئمة قد فسروا نسيان الكافر ربه سبحانه وتعالى أيضا بالترك ؟! فقالوا نسوا الله أي تركوا طاعته ، فهل النسيان على المخلوق لا يجوز أيضا ؟!
فإن كان هذا تأويلا في حق الله فلماذا تأولوه أيضا في حق المخلوق ؟!
لا شك أن هذا النسيان ليس هو النسيان الذي معناه الجهل والذهول والغفلة فذلك قد نفاه الله سبحانه عن نفسه ونزه نفسه عنه لأنه نقص لا يليق به ، فقال جل وعلا: " وما كان ربك نسيا " وقال " لا يضل ربي ولا ينسى " بل هذا هو معناه الصحيح في هذا السياق ...
وهذا الوجه لمن يتأمله يبطل القول بالتأويل هنا تماما !!!
- وثالثا : أن النسيان الذي هو قرين الجهل السهو والغفلة متجاوز عنه بنص كتاب الله سبحانه وتعالى لقوله سبحانه وتعالى : "ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " وفيالحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال نعم أي استجابا لله سبحانه وتعالى لذلك ، فكيف يجعل ذلك النسيان نفسه ذنب ويؤاخذهم عليه ؟!
- ورابعا: أن النسيان هنا واضح أنه نسيان متعمد تسبب فيه الكافربإعراضه عن ربه سبحانه وتعالى وعن هدايته مما أدى إلى غفلته وضلاله عن طريقه وهدايته وهذا النسيان المتعمد ليس هو النسيان الذي هو قرين السهو والغفلة ، والذي تجاوز الله سبحانه وتعالى عمن قام به ، لذا ناسب ذلك أن يقابلهم الله سبحانه وتعالى بنسيانهم أي تركهم في ضلالهم وغوايتهم وعقابهم على نسيانهم بترك هدايتهم وإثابتهم ....
- فظهر من هذه الوجوه وغيرها أن تفسيرالنسيان بالترك هو بيان للمعنى الظاهر وليس تأويل من هؤلاء الأئمة .
أما قول الأخ جلال وتركيزه على كلمة الإمام الطبري رحمه الله : " وتأويل الكلام " وتلوينه لها وتكبيره لخطها ..
ظناً منه أن قول الطبري : " وتأويل ذلك " يقصد به التأويل الذي هو صرف اللفظ عن ظاهره ، فهذا إذا كان جهلا منه فهل جهل قبيح لا ينبغي لحامله أن يتعرض لمثل هذه المسائل أو قريب منها !!!
وكلمة تأويل التي لا تخلو منها صفحة في تفسير الإمام الطبري ، فهل اصبح الطبري باطنيا ؟!
وإما إذا كان ذلك منه عن علم فلا شك أن هذا منه تدليس على القارئ وإيهام له أن الطبري في قوله : " وتأويل ذلك.." يقصد به التأويل الذي يذهب إليه ، حيث أن كل مطلع على تفسير الطبري سيرى هذه الكلمة تحت كل آية يفسرها فمعنى التأويل في كلامه رحمه الله هو التفسير بلا شك ...
وأنا أربأ بأخينا جلال الرومي أن يستعمل هذا الأسلوب الرخيص الذي اعتاد عليه غالب أشاعرة اليوم من التدليس والاحتيال ،وإنا لله وإنا إليه راجعون