تقرير: إصدار أسهم حقوق الأولوية سيدفع عجلة النمو الجديدة لشركة « زين السعودية »

يتطلع المستثمرون في سوق الأسهم من شركة زين السعودية بعد عملية إعادة هيكلة رأس المال أن تتمتع بمركز مالي قوي واستراتيجية واضحة المعالم، ويعتقد المتابعون لسوق الأسهم أن إصدار أسهم حقوق الأولوية يعتبر مؤشراً لبداية جديدة لزين السعودية، حيث إن خفض رأس المال سيؤدي إلى شطب قدر كبير من خسائر الشركة، الأمر الذي يعمل على إيجاد بنية رأسمالية جديدة ومستدامة، وبعد اكتمال عملية إصدار أسهم حقوق الأولوية من المتوقع أن تتمتع شركة "زين السعودية" بمكانة مالية أقوى بفضل تحسن أدائها الناتج عن إعادة هيكلة رأس المال، وكذلك التزام مجموعة زين، أكبر المساهمين المؤسسين في زين السعودية بالدعم المستمر، ويعتقد محللو مجموعة زين أن كيفية استخدم شركة زين السعودية لهذه الإمكانيات المالية الجديدة سوف يكون مفتاحاً لنجاح الشركة في المستقبل.

وأفاد تقرير محللي مجموعة زين أن القدر الأكبر من قيمة إصدار أسهم حقوق الأولوية البالغة 6 مليارات ريال ستوجه إلى تخفيض ديون شركة "زين السعودية" وسداد التزاماتها الحالية، مما يؤدي إلى تعزيز ربحيتها بعد أن عانت لفترة طويلة من ارتفاع الديون وتكاليف الإهلاك والإطفاء، كما يؤدي إصدار أسهم حقوق الأولوية إلى توفير أكثر من 1.1 مليار ريال سعودي نقداً لاستثمارها في تطوير الشبكة.
وأكد فريزر كيرلي الذي تم تعيينه مؤخراً رئيساً تنفيذياً لشركة زين السعودية لما له من خبرة واسعة في كبرى شركات تشغيل الاتصالات العالمية، أن الشركة تعتمد على شبكة متينة وبنية تحتية قوية بشكل يمكنها من التعامل مع استخدامات العصر الجديد من خدمات الهواتف المتحركة، والذي يعزز وضع شركة زين السعودية كثالث مشغل في سوق الاتصالات في المملكة مما يمكنها من تحقيق معدلات نمو وأرباح عالية من خلال استهداف قطاعات محددة من السوق لتتميز شركة زين السعودية عن منافسيها بالجودة والخدمة والقيمة.
كما أنه لم يعد استخدام الهواتف المتحركة كما في السابق، وهذا ما أدركته الشركات الثلاث العاملة في السوق السعودي مما دفعها إلى استثمار مبالغ ضخمة من أجل تحديث البنية التحتية اللازمة لدعم تقنيات الهواتف الذكية واتصال الإنترنت عبر الهاتف.
وتتوقع شركة زين السعودية ارتفاع إيراداتها من خدمات القيمة المضافة والخدمات الأخرى غير الصوتية بمعدل سنوي مركب يبلغ حوالي 50% خلال السنوات الأربع القادمة، أي خمسة أضعاف إيرادات المكالمات الهاتفية العادية، كما سيتم إنفاق حوالي 500 مليون ريال، أي ما يقارب نصف المبلغ المخصص للنفقات الرأسمالية للشبكة الذي ستحصل عليها الشركة لإقامة 1300 موقع جديد لشبكة زين في المملكة، بينما سيتم إنفاق مبلغ أكبر على تحديث المواقع الحالية وترقية الشبكة الأساسية لتحقق قدرٍ أكبر من التغطية والاعتماد على ذاتها في مختلف أنحاء المملكة، وتسعى الشركة من خلال تلك الاستثمارات إلى تحقيق الريادة السباقة في مجال تقنية الجيل الرابع (LTE).
وأدركت شركات الاتصالات حول العالم أن التوجه نحو تقديم الخدمات الموحدة لكافة المستخدمين سيساهم في ابتعاد العديد من العملاء وانضمامهم إلى شركات أخرى، حيث أوضحت شركة زين السعودية أنها ستعتمد منهجاً استراتيجياً فيما يتعلق بقطاع المستخدمين الأكثر إنفاقاً بما في ذلك العائلات والشركات الصغيرة، حيث ستستثمر في قطاع المنتجات والخدمات وتخصص أكثر من 250 مليون ريال لتطوير برامج وحلول جديدة تستهدف العملاء ذوي القوة الشرائية العالية وتقديم خدمات العملاء وتطوير وظائف الفوترة التي يحتاج إليها العملاء ذوو المتطلبات الأكثر. كما سيتم كذلك إنفاق أكثر من 200 مليون ريال على ترسيخ تواجد الشركة في المملكة من خلال معارض جديدة وتوفير إمكانية الاتصال السريع بين المعارض ومركز الاتصال، كما اعتمدت بشكل كبير على الأطراف الخارجية لبيع منتجاتها مما يشير إلى أن تلك الخطوة قد تكون متأخرة نوعاً ما وسوف ينصب التركيز على موظفي التسويق في الشركة ليتمكنوا من زيادة مبيعاتها وخدماتها عبر معارضها الجديدة.
بعد ذلك سينصب تركيز شركة زين السعودية على الإدارة، لأن متطلبات المرحلة الجديدة والمبالغ التي سيجري إنفاقها والموازنة المتينة وانخفاض الديون والخسائر، جميعها تمثل تحولاً ضخماً في مسيرة الشركة، فقوة الموازنة وانخفاض عبء الديون سيمكنان الشركة من ترسيخ مكانتها في سوق الاتصالات بالمملكة مما سينعكس إيجاباً على مساهميها.