اغنام - ابل - دواجن - طيور

‘‘ الرجــــــــــــــــــولـ ــــــــــة ‘‘

وصف يمس الروح والنفس والخلق*

أكثر مما يمس البدن والظاهر*

فرب إنسان أوتي بسطة في الجسم وصحة

في البدن يطيش عقله فيغدو كالهباء* ورب عبد معوق الجسد*

قعيد البدن وهو مع ذلك يعيش بهمة الرجال .

فالرجولة مضمون قبل أن تكون مظهرًا**

فابحث عن الجوهر ودع عنك المظهر؛*

فإن أكثر الناس تأسرهم المظاهر ويسحرهم بريقها*

فمن يُجلّونه ويقدرونه ليس بالضرورة أهلا للإجلال والتوقير**

ومن يحتقرونه ويزدرونه

قد يكون من أولياء الله وعباده الصالحين

وقد ثبت عن سهل بن سعد رضي الله عنه أنه قال :*

مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :*

( ما تقولون في هذا؟) قالوا :

حري إن خطب أن ينكح * وإن شفع أن يشفع**

وإن قال أن يسمع قال : ثم سكت فمر رجل من فقراء المسلمين*

فقال ( ما تقولون في هذا ؟ ) قالوا :

حري إن خطب أن لا ينكح* وإن شفع أن لا يشفع**

وإن قال أن لا يسمع

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(هذا خير من ملء الأرض مثل هذا )

( رواه البخاري* وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه*

وسلم قال : رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره*

(رواه مسلم).

مقومات الرجولة

إن الرجولة نعت كريم لا يستحقه الإنسان حتى يستكمل مقوماته*

وتصف بمواصفاته * ومن هذه المقومات :

الإرادة وضبط النفس

وهو أول ميدان تتجلى فيه الرجولة*

أن ينتصر الإنسان على نفسه الأمارة بالسوء*

فالرجل الحق هو الذي تدعوه نفسه للمعصية فيأبى

وتتحرك فيه الشهوة فيكبح جماحها*

وتبدو أمامه الفتنة فلا يستجيب لها.


فيقود نفسه ولا تقوده * ويملكها ولا تملكه*

وهذا أول ميادين الانتصار..*

وأولى الناس بالثناء شاب نشأ في طاعة الله*

حيث تدعو الصبوة أترابه وأقرانه إلى مقارفة السوء*

والبحث عن الرذيلة* ورجل تهيأت له أبواب المعصية*

التي يتسابق الناس إلى فتحها أو كسرها

فتدعوه امرأة ذات منصب وجمال فيقول إني أخاف الله .

وإذا كان كل الناس يحسن الغضب والانتقام للنفس عند القدرة*

إلا أن الذي لايجيده إلا الرجال هو الحلم*

حين تطيش عقول السفهاء

والعفو حين ينتقم الأشداء * والإحسان عند القدرة*

وتمكن الاستيفاء ؛ فاستحقوا المدح من الله*

{ والْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِ ينَ عَنِ النَّاسِ*

وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }

والثناء من رسوله كما في الحديث المتفق عليه

لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرعةِ* إِنَّمَا الشَّدِيدُ*

الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ .*

علو الهمة*

وهي علامة الفحولة والرجولة*

وهي أن يستصغر المرء ما دون النهاية من معالي الأمور

ويعمل على الوصول إلى الكمال الممكن في العلم والعمل

وقد قالوا قديما : الهمة نصف المروءة* وقالوا :

إن الهمة مقدمة الأشياء فمن صلحت له همته*

وصدق فيها صلح له ما وراء ذلك من الأعمال.

النخوة والعزة والإباء

فالرجال هم أهل الشجاعة والنخوة والإباء

وهم الذين تتسامى نفوسهم عن الذل والهوان.*

والراضي بالدون دني.

وقد كان للعرب الأوائل اعتناء بالشجاعة والنخوة**

وكانت من مفاخرهم وأمجادهم. جاء في بلوغ الأرب:

والعرب لم تزل رماحهم متشابكة*

وأعمارهم في الحروب متهالكة**

وسيوفهم متقارعة* قد رغبوا عن الحياة* وطيب اللذات...*

الوفاء

والوفاء من شيم الرجال التي يمدحون بها

وهناك مقومات أخرى كثيرة

كالجود وسخاوة النفس والإنصاف والتواضع في غير مذلة

وغيرها من كل خلق كريم وكل سجية حسنة*

كلما اكتملت في إنسان اكتمل باكتمالها رجولته

مفاهيم خاطئة

كثيرون هؤلاء الذين يحبون أن يمتدحوا بوصف الرجولة*

ولكن لايسعفهم رصيدهم منها

فيلجؤون إلى أساليب ترقع لهم هذا النقص

وتسد لهم هذا الخلل* ومن هذه الأساليب:

1ـ محاولات إثبات الذات
التي غالبا ما يلجأ إليها الشباب المراهق**

فيصر على رأيه ويتمسك به بشدة*

حتى تغدو مخالفة الآخرين مطلبا بحد ذاته*

ظناً منه أن هذه هي الرجولة.

2 - التصلب في غير موطنه

والتمسك بالرأي وإن كان خاطئا

والتشبث بالمواقف والإصرار عليها وإن كانت على الباطل

ظنا أن الرجولة ألا يعود الرجل في كلامه*

وألا يتخلى عن مواقفه وألا يتراجع عن قرار اتخذه*

وإن ظهر خطؤه أو عدم صحته.

3 - القسوة على الاهل

اعتقادا أن الرفق ليس من صفات الرجولة*

وأن الرجل ينبغي أن يكون صليب العود شديدًا*

لا يراجع في قول ولا يناقش في قرار*

فتجد قسوة الزوج على زوجته والوالد على أولاده*

والرجل على كل من حوله..*

مع أن أكمل الناس رجولة كان أحلم الناس وأرفق الناس بالناس*

مع هيبة وجلال لم يبلغه غيره صلى الله عليه وسلم.

ويوجد سوى ما ذكرنا أمور يحاول البعض إثبات رجولته بها*

رغم أنها لا تعلق لها بهذا الوصف إلا في ذهن صاحبها..*

فمن ذلكـ التدخين لدى الناشئة والصغار

او التغيب عن البيوت لأوقات طويلة

أو إظهار القوة والرجولة*

من خلال المشاجرات والعراك مع الآخرين ..

غير أن كل هذه التصرفات لا تدل في واقع الأمر*

على اتصاف صاحبها بهذا الوصف الكبير الدلالة..*

والحق أن الشاب أو الإنسان الذي يملك مقومات الرجولة*

ليس بحاجة إلى تصنعها

أو إقناع الآخرين بها* فمالم تنطق حاله بذلك

ومالم تشهد أفعاله برجولته*

فالتصنع لن يقوده إلا إلى المزيد من الفشل والإحباط