الله تعالى رحيم بعباده ،وليس أرحم للعباد من الله أحد ,

ومع رحمته الواسعة يصف نفسه تعالى بأنه شديد العقاب،


فلا رحمة أوسع من رحمته ولا عقاب أشد من عقابه،

فإذا استحضر الإنسان هذين الأمرين ستستقيم حياته، حيث أن قلبه سيصير معلقاً بين الرجاء والخوف


نتعلم من ذلك أسلوباً تربوياً رائعاً لا تستقيم حياة البشر إلا به، هذا الأسلوب هو الموازنة والاعتدال بين الثواب والعقاب

لا يعقل أن لا تكون في الأرض حدود وعقوبات
فلنتصور معاً الحياة لو لم تطبق الحدود والعقوبات

ماذا لولم يكن للقاتل عقوبه؟

ماذا لو لم يكن للسارق عقوبه؟

ماذا لولم يكن للزاني والمغتصب عقوبه؟

ماذا لو لم يكن للراشي أو المرتشي عقوبه؟

حتى المخالفات المروريه, ماذا لو لم يكن لها أي عقوبات؟

ماذا لو اقتصر الأمر على توعية الناس فقط دون فرض أي عقوبات ؟

النتيجة الطبيعية ستكون خراباً ودماراً وفوضى عارمة لا يستطيع معها الناس العيش,
ولن تستقيم لهم الحياه.

لقد أدرك البشر منذ قديم الزمان هذه الحقيقة فسنّوا القوانين والأحكام ،
ولكن وضع الحدود والعقوبات ينبغى أن يراعي أمراً هاماً جداً حتى تحقق العقوبات الغاية من سنها ،ألا وهو ملائمة العقوبة للتصرف المخالف في الحجم,

لذا فقد اختلفت قوانين دول العالم الوضعية في الأحكام وظنّ كل مشرّع بأنه على صواب ، حتى اتّجهت بعض دول العالم الى إلغاء عقوبة الإعدام.

لقد وضع الله عز وجل للناس حدوداً نص عليها القرآن الكريم وذُكرت في السنة النبويه،
فبين حد القاتل وبين حد السارق وبين حد المحارب لله وبين حد الزاني
ولقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الدولة التي تحكم بشرع الله هي أكثر أمناً من الدول التي تحكم بقوانين وضعيه ،
فالله أعلم بما يصلح للناس
فلا حكم أحكم من حكم الله تعالى.

وإن مما يدخل في النفس خوفاً على جيل المستقبل التوجه الذي تنتهجه المؤسسة التعليمية في بلادنا بمنعها لكثير من وسائل العقاب،
حتى صار المعلم لا يجد أمام سوء سلوك الطالب أي عقوبة يتيحها له النظام،
وهذا مما لا شك فيه يزرع في قلب التلميذ الجرأة على ارتكاب كل مايريد بغض النظر عن كونه خطأً أوصواباً ،

وهذا ما سينعكس بالضرورة على حياة الجيل القادم الذي رُبي في المدارس على فعل كل مايحلوا له ،
ولم يعتد في صغره ومراهقته أن يعاقب على مايرتكبه من أخطاء.

إن القعاب أسلوب تربوي كما ان الثواب أسلوب تربوي وهذان الأسلوبان متلازمان لا ينبغي العناية بأحدهما دون الآخر

فمن أمن العقوبة لا بد أن يسيء الأدب ومن ضمن حصول الثواب فلن يبذل الجهد للحصول عليه