جَلَسْت مَعَك يَا صَدِيْقِي



فَأَنْت مِن بَيْن الْأَصْدِقَاء



عِنْدَمَا أُرِيْدُك دَائِمَاً



أَجِدُك مُنْصِتَاً هَادِئَاً



و أَجِدَك صَبَاح



و مَسَاء



أَيُّهَا الْبَحْر يَا صَدِيْقِي



دَائِمَا تَسْمَعنِي



فِي سُرُوْرِي و حُزْنِي



و حَتَّي فِي دِمُوَعُي



بِمَوْجِك ....



تُقَابَل الْمَاء بِالْمَاء



هَل تَتَذَكَّر



عِنْدَمَا حَدَّثْتُك عَن أَوَّل لِقَاء



عَن عَيْنَيْهَا



عَن سِحْرِهَا



عَن بَرَاءَة الْمَلَائِكَة



فِي مَلَامِح وَجْهِهَا



بَل تَنَافُس الْقْجَر



فِي الْإِشْرَاق و الْنَقَاء



و حَدَّثْتُك أَيْضاً



بَعْد حِيْن



و جِئْت إِلَيْك



فِي لَيْل شِتَاء حَزِيِن



بِدُوْن مِعْطَف



و تَحْت الْأَمْطَار



لَم أَشْعُر بِرِيَاح و لَا هَوَاء



جِئْت أَمَامَك أَشْتَكِي الْفِرَاق



جِئْت إِلَيْك



يَا صَدِيْقِي بِدَاء



و تَمَنِيّت أَن أَذْهَب عَنْك



و مَعِي الْدَّوَاء



و الْيَوْم أَعُوْد



أُحَدِّثُك عَن لِقَاء بَعْد الْلِّقَاء



لِقَاء ثَانِي مَعَهَا



هِي ذَاتُهَا بَعْد



سَنَوَات عَلَي الْرَّحِيْل



و فِرَاقِهَا وُجِدَت نَفْسِي أَمَامَهَا



و حَرَّكَت شَفَتَيْهَا بِأُسْمِي



و لَم أَسْمَع الْنِّدَاء



لَم أَسْتَطِيْع أَن أُبَادِلْهُا الْأِبْتِسَام



و هِي تَتَحَدَّث



بِصَوْت عَذِْب



و أَنَا أَتَكَلَّم



بِأَقَل و أُثْقِل الْكَلَام



كَيْف أُنْسِي



مَن أَمَاتَت الْحُب ... بِالْكِبْرِيَاء



مَن سخِّرَت مِني



مَن قَابَلَت هَمْهَمَتِي الْرَّاجِيَة



بِهُدُوْء قَاتِل و جَفَاء



عُذْرَا أَيَّتُهَا الْجَمِيْلَة



فَأَي لِقَاء لَن يَجْعَلَنِي أُنْسِي


حَتَّي إِذَا كُنْتِ أَجْمَل الْنِّسَاء