بلا حدود

لا تقل لأطفالك: كنت أكره الرياضيات
2012-05-29 8 /7 /1433 �
توصلت دراسة أجرتها جامعة برلين الحرة إلى أن 63 ٪ من الطلاب المتقدمين لدراسة العلوم الاقتصادية فيها، غير قادرين على حل مسائل رياضية من المرحلة المتوسطة، وحتى بعد انتهائهم من دورة مكثفة في الرياضيات، بقي هناك 22 ٪ منهم غير قادرين على الإجابة عنها.
وأعرب القائمون على هذه الدراسة عن استغرابهم الشديد أن تكون هذه نتيجة طلاب درسوا مادة الرياضيات 12 عامًا في مختلف المراحل المدرسية، قبل التحاقهم بالجامعة، خاصة وأن الأمر يتعلق بمعلومات بسيطة، يحتاجها كل إنسان في حياته اليومية، مثل معرفة المبلغ المتبقي بعد الدفع في السوبر ماركت، أو حساب المكونات المطلوبة لإعداد وجبة لخمسة أشخاص.
وأشار العلماء إلى أن الكثير من الأبحاث تشير إلى أن هناك ارتباطًا بين قدرة الشخص على الحساب، وبين قدرته على تقدير الوقت بدون الاستعانة بالساعة، وقدرته على تخيل الأماكن، الأمر الذي يعني إمكانية تطوير قدرات الإنسان على الحساب، من خلال تدريب قدراته على احتساب الوقت، وتصور الأماكن في ذهنه.
وعلى عكس التصور الشائع بأن الذكور أفضل من الإناث في الرياضيات والعلوم الطبيعية، مقابل تفوق الإناث في العلوم الإنسانية واللغات، فإن نتائج اختبار (بيزا) الدولي أثبت أنه لا يوجد فرق في المستوى بين الجنسين في الرياضيات، خاصة في الدول التي تتمتع فيها الفتيات بنفس المعاملة والتقدير مثل الصبيان.
وأشار أساتذة جامعة برلين الحرة إلى أن الشخص الذي يعتقد بأنه ضعيف في الرياضيات، وأنه لا يتقن أبسط العمليات الحسابية، لن يستطيع حل أي مسألة، أما الشخص الذي يمتلك الثقة بالنفس، وينطلق من قدرته على حل المسائل، فإنه غالبًا ما يكون مدفوعًا بهذه النظرة الإيجابية، ويتمكن من حل المسائل.
وينصح العلماء الوالدين بعدم نقل عدوى نفورهم من الرياضيات إلى أطفالهم، من خلال تكرار جملة: «كنت دومًا أكره الرياضيات»، لأن لذلك آثارًا سلبية عليهم، والقيام بدلًا من ذلك بإيجاد علاقة بين ما يتعلمونه في الكتب، وبين حياتهم اليومية، لإظهار فائدة هذه المادة، فليس هناك إنسان يجتهد لتعلم شيء، لا قيمة له في حياته