بسم الله الرحمن الرحيم..
الحنشل ..
هؤلاء هم ملح الإقتصاد والعين الساهرة علية
لا يمكن أن تمر فرصة إقتصادية من دون أن تلفت انتباههم
إذا رأيت شخصاً يدخل في السوق وهو سعيد فاعلم بأنه لا يعرفهم


فهل أنت ممن يعرفهم ؟؟

أنا عن نفسي أعرفهم منذ زمن بعيد و تأقلمت معهم وكأنهم بلاء لا بد منه
وأول ما تعرفت عليهم

كانت بلادنا في بداية أزمة البطالة والمسؤلين منهمكين في التفكير لحلها.


فتفتق ذهنهم عن فكرة سعودة أسواق الخضار , وانطلق كبارهم لدعوة الناس للعمل هناك , والحديث عن الآلآف التي يجنيها العاملون في سوق الخضار ........ فسمعهم الحنشل واستانسوا

والمسكين اللي هو انا ما لقيت أشتغل في السوق الا ذيك الفترة

وكان الحنشل قد اجتمعوا

و قرروا أن يشاركوا كل من سيدخل في السوق ... وهم "قوم" يقولون ويسوون .

ففرضت ضرائب مرعبة على كل من يدخل في سوق الخضار .


فبعدما كان العمل في سوق الجملة لا يحتاج لأكثر من الصحة ومائة ريال للتسجيل في البلدية , تحول الحال .
فبمجرد ما تطل على موظف الشركة المسؤلة عن السوق لتسأل عن قيمة الإشتراك


تفاجأ بعاصفة حارقة لم تتوقعها .



فيطلب منك أربعة آلآف ريال عن كل موقف يكفي لسيارة في قسم البصل و4000 أيضاً عن كل موقف لسيارة في قسم البطاطس و نفس التكلفة لموقف في قسم المحمي والمستورد وكل ما يخطر على بالك يجب أن تدفع له رسوم مرعبة


وكنت قد حسبت التكلفة فطلع المطلوب المتوسط هو 60000 ريال
فتوكلت على الله ودخلت ... وكنت طيييب جداً

وفي أول اسبوع


بسطت أنا وزملائي الجدد كالعادة
:

وما درينا الا ومفتش البلدية طاب علينا
وقال وش تسوون
فتبرعت انا وقلت نبيع

فقال لي مباشرة هات بطاقة .... ثم أخذها وقال عليك غرامة

فاندهشت

فتركني وراح ومعه بطاقتي
فالتفت الى زملائي الظرفاء وسألتهم عما يجري
فقالو لي "الحقه قبل ما يوصل لمكتب البلدية ترى الغرامة 500 ريال "
فقلت : وانا وش سويت
قالوا : عاملك غاسل فنيلته بـ كلوركس فصاير لونها افتح من البنطلون .
فقلت لهم : ليش ما قلتولي من أول علشان أقوله يغيره.
فقالوا : هو سيعلمك الدرس بالفنيلة او بغيرها ونرجوا أن تتعلم بأن هناك أناس يسمون في هذه الدنياالحنشل و أنهم لم ينقرضوا بل بدلوا أماكن عملهم .

فقد تركوا الجبال و الصحاري وتفرغوا للإستفادة من الحالمين , وهم لايوفرون أحداً , فيستغلون حلم الفقير وحلم الحاكم .

ومن ذلك اليوم وانا أعد الحنشل في بلادي , وأراهم أكثر من يسمى تاجر وكل من لديه مكتب للخدمات العامة.


الحنشل في بلادي أشكال و ألوان .

القاسم المشترك بينهم هو استغلالالال الحاجات لدى كل البشر

فمثلاً
حينما اجتمع مسؤلوا صندوق التنمية العقارية وفكروا في طريقة لتخفيف قوائم الإنتظار , حلموا بأن اشتراط وجود أرض عند التقديم سيحل المشكلة , ولكن ما ان سمع اخواننا الحنشل عن هذا الحلم حتى انشأوا أكبر شبكة بيع وشراء اراضي تقديم القروض , فاستغلوا بذلك حلم الصندوق وحلم المواطن. والجماعة ما يلعبون , فكل من يريد تقديم طلب لازم يمر عليهم ويخسر عندهم ألفين أو ثلاثة.

وحينما اجتمع مسؤلي التجارة لمنع استيراد السيارات من غير طريقهم وطريق اصدقائهم . هَّم الحنشل لإنقاذ الأمة , فبدأوا بجمع بطاقات العالم , لأن التجار الشطار تجاهلوا الحنشل فكان حل المشكلة في نظرهم هي تحديد الإستيراد بسيارة لكل فرد , فكان ما كان.

وحتى لآ أطيل , أقول بأن كل تنظيم تقيمة الدولة يستغل في انشاء نشاط جديد لإخواننا الحنشل , تصور أنه حتى في المرور وهو من ضمن قطاعات ((وزارة الداخلية)) تجد أمام البوابة من يعرض عليك المساعدة في تسديد الرسوم , لأن عباقرة المرور قرروا أن يتطوروا ولا يقبلوا الكاش نهائياً , ولكن كيف سيدفع الناس ؟؟ هذا لا يعنيهم .

ما الذي دعاني للكتابة في هذا الموضوع ؟؟؟

الذي دعاني لذلك تطور الحنشولية وتفرعنها .

فقد ذهبت اليوم لـ كتابة العدل لإصدار وكالة بيع , وعند اقترابي من موقع كتابة العدل , اتصلت بـ فهد وهو أحد الحنشل المتخصصين في كتابات العدل , حيث أن وزارة العدل سلمها الله لا تكتفي ببطاقتي المدنية عند التوكيل من أني حينما اصدرتها جئت بشاهدين وتعريف من العمدة , بل تطلب شاهدين ليبحلقا بي وانا أكتب الوكالة , وكأن الوزارة لم تسمع عن الكميرا أو أنها تعجز عن تفريغ رجلين عند كل كاتب عدل ليشهدوا لخلق الله , وهذا التكاسل عند الوزارة هو ما يصنع سوقاً رائجة لـ فهد وبقية الـ حنشل.


الحاصل أن الأخ فهودي ومعه مجموعة من الحنشل متخصصين في توفير خدمة البحلقة في كتابات العدل , وكل من يراجع كتابات العدل مرتين شهرياً على الأقل يلاحظهم .
يأخذون على " الرأس" 100 ريال اي الوكالة بـ200 , حينما اتصلت به اخبرني أن التكلفة قد زادت الى 150 "للرأس" وأن الأمر يحتاج لحجز مسبق بيوم ولم يكن قد تبقى لأن أنفجر الا أن يقول مكتبنا في المكان الفلاني و إعلاننا في الصحيفة العلانية .

فالى أي هاوية تسير بلادنا .
إذا كان التطور حتمياً فلم لا يكون لصالح الناس .
لم هذا التعقيد في اجراءات معاملاتنا .
لم نخترع حلاً كلما واجهتنا مشكلة وكأننا الوحيدون في العالم أو أننا في المقدمة وما نفكر به لم يسبقنا احد اليه.
كلللللل إجراءاتنا الحكومية يحلها الحنشل , ومن يشك , ليجرب وليسأل أحد العاملين في ما يسمى الخدمات العامة , وسيسمع ما يكفيه عن الفساد والفوضى
إذا احتجنا لشيء فيجب أن توفره لنا حكومتنا
لا أن تشغلنا بما يجب عليها ان تشغله
وتركن هي الى الكسل ونحن يكون قدرنا الشقاء من أجل معاملة

واليوم تطور الحنشل وكبرت احلامهم ولم يعد يكفيهم ملايين بل فكرو بالمليارات فكان سوق الاسهم هدفهم والمواطن ضحيتهم .
منقــــــــــــــــــــــ ـــول ...