دون شك, يوجد حالياً كم هائل من العباقرة يعيشون بيننا ولكننا لانعرف منهم إلا القليل بسبب قلة الانتشار وضعف الجهات الداعمة لهؤلاء, فاكتشاف العباقرة يحتاج لبحث مستمر سيما أن هؤلاء لايمكن اكتشافهم من ملامحهم, يقول العقاد: إن العبقري دائماً على طرفي نقيض, فهو إما طويل أو قصير, إما أصلع , أو غزير الشعر, وإما سريع الغضب, أو مفرط في الهدوء, لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما السبب الذي يجعل معظم العباقرة يعانون من اهتزازات نفسية؟
ـ ادجار آلانبوـ الكاتب الأمريكي العبقري ـ كان يعاني من الكآبة والجنون إلى حين وفاته..‏
ـ اسحق نيوتن ـ الذي أحدث ثورة في الفيزياء واكتشف نظرية الجاذبيةـ كان يعاني من الجنون المؤقت, وهدد مرة بقتل والديه وإحراق المنزل فوق رأسيهما.‏
ـ فان كوخ: يعلم الجميع أن هذا العبقري المجنون قام بقطع جزء من أذنه ويأكل الطلاء, كما قام بالانتحار في العام 1890,ويرى باحثون أنه قد عانى من الشيزوفرينيا.‏
ـ بيتهوفن: أكد المؤلفان هيرشمان وليب في كتابهما ( الكآبة والإبداع الجنوني) أن بيتهوفن كان يعاني من اضطراب ثنائي القطب.‏
ـ سلفادور دالي , يقول عن نفسه: أنا عبقري الفضائح.. أنا أكبرعبقري في هذا الزمان وأسوأ رسام عرفه التاريخ!.‏
لاشك أن العبقرية حالة إنسانية فريدة, متعددة الجوانب, فهي تمازج بين الذكاء والموهبة والجرأة في اقتحام مجالات جديدة لم يسبق لأحد اقتحامها, لكن ما السبب الذي يجعل معظم العباقرة يعانون من اهتزازات نفسية؟ السبب فسرته العديد من النظريات العلمية أدقها نظرية العالم الأمريكي (تيل وايك) حيث أكد وجود علاقة بين العبقرية والجنون وقال : يتميز العباقرة بقدرتهم على إقامة روابط بين أحداث واتجاهات غير متوقعة والذين يعانون من أمراض عقلية يقيمون روابط متوقعة, أو غير مناسبة بين أحداث الحياة اليومية هذه النظرية تفسر السبب الذي يجعل معظم العباقرة في عصرنا الحاضر من النوع الذي يعاني من اهتزازات نفسية.‏
أخيراً... نتساءل : هل الجنون هو الرفيق السرّي للعبقرية؟‏
لقد تبين من خلال أقوال المؤرخين أن أعظم عباقرة العالم كانوا مجانين تماماً, لكن على الرغم من الأدلة والوثائق التي تؤكد وجود رابط بين العبقرية والجنون, فإن أحداً لم يستطع أن يثبت أن هذا الرابط موجود, ومع ذلك فإن الإبحار في حياة العباقرة الذين يعيشون بيننا يعني اقتحام كل ماهو جديد وغريب والجديد والغريب غالباً ممنوع, وعليه علامات استفهام كثيرة..‏