يرِقُّ على البينِ قلبي الكسيرْ
فأمضي وأجهل أين المسيرْ
وكم كنتُ أحسب دربَ الهوى
يسيراً، ولكن يسيرٌ عسيرْ
أسيرُ وذهني كليلٌ وفي
فؤادي اضطرابٌ وطرفي حسيرْ
ولو كنتُ أعلمُ ما خبَّأت
لياليه ما كنتُ وحدي أسيرْ
ولو كنتُ أدرِكُ أسرارَهُ
لما قلتُ: ذلك أمرٌ يسيرْ
فياللرجال هناك انْحَنَتْ
إذا ما تبدَّت ذواتُ الخصورْ
وقد تبصرُ الظبيَ يلهو إذا
- تمكن يوماً - بلَيثٍ هَصورْ
فقولي بربِّكِ يا ظبيتي:
متى تكسري قيدَ ليثٍ كسيرْ
فقالت: من اعتاد ذلَّ الهوى
ورام الهوانَ فما من نصيرْ
سيلهو به كلُّ طاغٍ كما
يهودٌ لَهَتْ فيكُمُ من عُصورْ
تدنِّسُ حُرمةَ أقصاكُمُ
وتبني حَواليْ حِماها القُصورْ
وأنتُمُ ما بين مستسلمٍ
خَنوعٍ ومستنكفٍ في قُصورْ
يدوسون في القدسِ تاريخَنا
كأنَّا من الذلِّ مثلُ الحصيرْ
ومن طال في النُّبل منَّا قَضَوا
عليه ليبقى اللئيمُ القصيرْ
ومن هبَّ من قدسِنا ثائراً
فهذا شهيدٌ وهذا أسيرْ
وفي كلِّ يومٍ نرى أرضَنا
فلسطين يُضرَبُ فيها بسورْ
نرى بَيْدَ أنَّا بلا أعينٍ
وأَصبَحَ مثلَ الضريرِ البصيرْ
ونُحجِمُ عمَّا به عزُّنا
وللعارِ والخزيِ جهلاً نسيرْ
ألا راجِعُوا دينَكمْ قَومَنا
فعُقْبى الرجوعِ لخيرٍ تصيرْ
سنرجعُ للقدسِ يا قَومَنا
إذا للتُّقى قد بنينا الجُسورْ
سنرجعُ للقدسِ يا قَومَنا
إذا ما وثبنا كلَيثٍ جَسورْ
سنرجعُ للقدسِ يا قَومَنا
إذا ما عَلَوْنا كمِثْلِ النُّسورْ
هنالك ننشدُ في عزةٍ:
فلسطينُ عُدنَا ونِعمَ المصيرْ