"بسم الله الرحمن الرحيم"
قال تعالى:” يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسَ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ،ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ "
يعتبر اللباس والستر من أمور الفطرة التي جبل عليها الناس من لدن آدم وحواء عليهما السلام،
والتي اعتنى بها الشرع وأحاطها بأحكامه وتوجيهاته، قال تعالى:
“فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا
عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ“
ولن يعدم الشيطان حيلة في صرف الناس جملة أو بالتدريج عن الفطرة والشرع،
ولن يهنأ له بال ولا لجنوده من الإنس والجن حتى ينزع عن الناس لباس التقوى
وفضيلة الستر والعفة، فما فعله مع أبوينا من قبل لن يبرح يكرره مع كل واحد منا،
قال تعالى:”يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما
ليريهما سوءاتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون"
وماأقصده..هو هل يتخذ المرء لنفسه لباسين في آنٍ معاً؟؟
فهل يتخذ لباس التقوى لباساً ظاهرياً فقط ؟؟
ويتخذ لباساً آخر باطنياً غير التقوى !؟
من حيث لآيراه الأخرين..!
ماحملني على ذلك هو مانراه اليوم,,من بعض البشر
يتظاهر بالتقوى والصلاح ويبطن خلافهما,,
يتصبغ بالصبغة الحسنة أمام الجميع وفي السر تبدو سيئته!!
أين الصدق ؟
مع ربه,
ثم نفسه,
والآخرين.
قرأت مقوله لأدونيس يصف بها حال العرب,ووقفت عندها ولي فيها نظرتين..
قال : يضغط الدين بقوة على حياة الأفراد،
ولهذا السبب كانت للعرب حياتين دائما: حياة سرية فردية، حيث يمارسون الجنس،
والمتع بمختلف أنواعها، وأعتقد أن لا أحد عاش تلك المتع التي عاشها العرب!
وحياة دينية رسمية
كانوا يمارسون كل المتع ولكن سرا، حتى لا يدخلوا في صراع مع الدين وبقية المجتمع.
الجانب الآخر من المجتمع العربي متدين، محافظ ويحترم التقاليد والنصوص القرآنية..
وحتى اليوم يسلك المجتمع العربي هذين الطريقين.
طريق إيروتيكي، سري وآخر متدين. ومن أجل ذلك يمكننا القول بأن الشخصية العربية مزدوجة،
قائمة على الكذب والنفاق.
النظرة الأولى..أُعيب عليه تعميمه للعرب وللشخصية العربية..
النظرة الثانية: ماالذي حمله على ذلك القول؟
أيخشى المرء من المجتمع ولا يخشى من الله..
أيتخذ لباسين في وقت واحد..
طالما أنك تأزرت بإزآر التقوى فما الذي يحملك على نزعه
وفي الخفآء ؟؟
أهو حب الشهوات؟؟
وإتباع خطوات الشيطان والنفس والهوى؟؟
عندما ينزع الخوف من الله من قلبه عندها سهلا عليه أن ينزع ماعداه!!
فيعيش بين صراعين ..فجاهد نفسك وامنحها التقى.
لنجعل مراقبة الله لنا في السر والعلن..
دعآء/
"اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك"
اللهم يامصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك"
اللهم واجعل لباسنا التقوى وردائنا الورع يا أرحم الراحمين ...