عمل خفيف ليس فيه مشقة، لكنة يغفر الذنب الكبير !!

حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال " أستغفر اللهَ الّذي لا إله إلا هو الحيَّ القيومَ وأتوب إليه " غُفِرَ له وإن كان قد فرَّ من الزَّحَفْ.
هذا الحديث صحيحٌ رواه الترمذي في جامعهِ ورواهُ الحاكمُ في المستدركِ.

حديثٌ عظيمٌ جليلُ الفائدة، يبيَّنَ أن الله تبارك وتعالى يمحو الكبيرة من الذنوبِ بالحسنةِ، و هذا الاستغفار من جملةِ الحسناتِ التي هي غيرُ فرض، مع ذلك الله تبارك وتعالى جعلَ فيه هذا الفضلَ العظيم وهو أن الذي يقوله يُغفَرُ له وإن كان قد فرَّ من الزَحْف، والفرارُ من الزحف من الموبقاتِ من الذنوبِ الكبائر المهلكات.

فهذا الاستغفار الرسول يُخبرنا بأن من قالَهُ يُغفرُ له وإن كان قد هربَ من الزحف، لا يجوز أن يفرَّ واحدٌ من الزحف لأن فرارَ واحدٍ يسببُ ضرراً كبيراً لأنه يثبط هممَ الآخرين لما يرى الناسُ واحداً هربَ يتبعُهُ ءاخر ثم يتبعُهُ ءآخر ثم يتبعُهُ آخر فيكون ذلك وَهْناً على المسلمين أي ضعفاً.

والله تبارك وتعالى تفضل على المؤمن بغفرانِ هذا الذنب الذي هو ذنبٌ كبير! بل ورد في الحديث الذي رواه البخاري وغيرُه أنه من السبع الموبقات، السبع الموبقات هي من أكبر الكبائرِ،

لا يُقال كيف يُغفرُ بهذا العمل الخفيف الذي ليس فيه مشقة الذنبَ الكبير.....

أين هذه الكلمة (( أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه )) من الصلاة التي فيها شروط وضوء طهارة من الحدثين وفيها مراعاة الأوقات والتكبير والركوع والسجود وقراءة الفاتحه...........
كم يأخذ من الوقت قول. " أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحيُّ القيومُ وأتوب إليه " 3 مرات ؟ كم ثانية ؟

نحن لا ندخل في القياس والرأي في هذا المجال بل نسلم لله تبارك وتعالى ما أوحى به إلى نبيه
أن هذا الاستغفار يكون كفارة لمن ارتكب الذنوب و الكبائر فنسلم الأمر لله تبارك وتعالى تسليما فإن الله تبارك وتعالى قد يجعل في العمل الخفيف ثوابا جليلا عظيما.