شاكسيني أيتها الدنيا القميئة وناصبيني العداء فقد كنتِ لسعادتي بالمرصاد مذ ولادتي .
عندما أبتسم أوتغمر السعادة قلبي تتصورين أمامي بصورة وحش منكر الخلقة يريد الانقضاض علي فتغيض ابتسامتي وتضحمل سعادتي .
ياللعجب ألهذا الحد وصل عداؤكِ لي وحقدكِ علي .
والذي نفسي بيده لو كنت اختطفتُ لكِ قريباً وعذبته حتى الموت أو قتلتُ حبيباً قد شغف قلبكِ حباًّ أمام ناظريكِ لما فعلتِ بي أكثر من هذا فكيف وأنا لم أضمر لكِ سوءاً أبداً .
لماذا بربك عندما علمتِ بحبي لها وشوقي إليها ورغبتي بالإقتران بها جيشت جيوشك ضدي أجمع ولم تنصاعي لرغبتي في هذه فسحقاً لكِ وتباًّ من عدوٍّ لدود لا يرى ولا قدرة لنا على مجابهته .
كبليني بقيود الحرمان واطعنيني برماح الأسى ومزقيني بسيوف الشجن حتى يَكِلَّ ساعديك ويبتهج قلبكِ ويزول حقدكِ وبعدها اغربي عن وجهي وغادري دربي للأبد لأبدأ حياتي من جديد .
حبيبتي بل جنتي وسعادتي التي لم أتمرغ بها إلا قليلاً والتي حالت الأقدار دون لم شملنا واجتماعنا تحت ظل سقف واحد لن أودعكِ بدموع العين وزفرات القلب كما يُفعل عادة بل سأودعكِ وداع الروح للجسد التي لا أوبة لها إليه بعد خروجها منه وسأقضي ما بقي من أيامي هائماً بكِ مغرماً ولو بلغتِ من العمر عتياًّ إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً إذْ لا يحق لي عصيان من وقف حائلاً دون نيل ما صبا إليه قلبي .