أحقاًّ انغلق الباب ؟
أحقاًّ رحل بلا إياب ؟
أحقاًّ وارا القمر التراب ؟
نعم كل هذا حصل ولن تراه إلى يوم الحساب فاصبر فإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب .
أبي لن أصف حالي عندما دخلت إلى مكان تغسيل الموتى ورأيتك مسجى ولن أصف حالي كذلك عندما رأيتك محمولاً فوق الأعناق وعندما واروك القبر وأهالوا عليك التراب فهذا مالا أستطيع وصفه لأنه فوق الاحتمال .
سآتي إلى البيت يا أبي ولن أراك تحتسي قهوة المساء ولن تعرضها علي كما كنت تفعل عادة لأنك رحلت رحيلاً أبدياًّ لا أوبة لك منه .
سآتي وسأرى مكانك خالياً لا أثر لك فيه إلا بقايا من ذكرى تؤجج شوقي إليك .
سآتي ولن أسمع كلمة أهلاً بك يابني أين أنت ولماذا تأخرت (وأنا الذي كنت أسامرك وأتناول العشاء معك) .
سأفتقدك يا أبي وسأفتقد دعاءك الذي لن يبرح أذني ما حييت وفقك الله وأسعدك ورزقك رزقاً يغنيك ولا يبطرك وكذلك قصصك عن حياتك وحياة أسلافك التي تتحفني بها بين آن وآن والتي ما زلت أحفظها جميعاً .
أبي لم أكن أريد النطق بهذه الكلمة مهما طال بي العمر وامتدت الحياة ولكني أقولها الآن مرغماً لاطائعاً :
رحمك الله يا أبي
رحمك الله يا أبي
رحمك الله يا أبي .