بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على اطهر خلقه .
الأخوة والأخوات بارك الله فيكم جميعا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
و بعد ...
مضمون هذا... قراءة في تقارب عجيب بين قصيدتين ,مختلفتين , متشابهتين , أمتين , ديانتين , عصرين , ثقافتين , شاعرين.
مضمون هذا ...حوار أدبي بين الشعر البدوي ( النبطي ) , والشعر الانجليزي .
ان هذه المقابلة ليست بهدف المقارنة و المناظرة بقدر ماهي التقاطة مني لقطعتين أدبيتين حملتا نفس الفكرة و المضمون عن طريق المصادفة . وتعتبر صدفة عجيبة , يجد فيها الناقد والشاعر والقارئ ضالته من خلال الابحارفي المحيط المفتوح .
مقدمة عن الشاعر رشيد الزلامي :-
من أبرز قصائده :-
إليا جهلت انشد ترى مابها عيب ===
لاتنخدع للجهل وانت السبايب
عيب الفتى مافيه شكٍ ولا ريب=== ترك الفروض وقطع وصل القرايب
والعيب ترك ملزمات المواجيب=== وتبع الردا ومجالسة كل خايب
فالتجربه برهان مافيه تكذيب=== وليا جهلت انشد من القوم شايب
ولا اقول يوجد شايبٍ يعلم الغيب=== الغيب يعلم به مدير الهبايب
لاشك يوجد شايبٍ له تجاريب=== ومن الدهر شاف الفكر والعجايب
بيضٍ نواصي جبهته كلها شيب=== من كثر ما مرت عليه المصايب
قد صارع الدنيا على الخبث والطيب=== في البحر والا فوق عوص النجايب
وهذه قصة وقصيدة مشهورة له :-
كان الزلامي في دولة الكويت.. وعندما رأى أحد الاشخاص رشيد الزلامي يكثر من قراءة مجلة عليها صورة خادم الحرمين الشريفين - الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله.. ومنهم من قال .. بأن هذا الشخص هو من اعطى رشيد الزلامي المجلة.. وبعد فتره اراد استعادتها.. وطلب منه الزلامي التريث لانه لم ينتهي منها.. وكان رشيد يضعها في درج المكتب.. وفي كل مره يرسل فيها هذا الشخص رجل على رشيد.. تكون اجابة رشيد مثل كل مره ( لم انتهي بعد )
قال هذا الرجل: مستنكرا ومستفزاً رشيد الزلامي :-
حنـا بـدار دلهـت صـدر مـن ضــاق=== بـــلـــغ ســـلامـــي لــلــزلامــي وقـــلـــه
ياعابد الصوره على بيض الاوراق=== دارك عـرفــنــاهــا وعــلـــتـــك عــــلــــه
وان كان حبه محـرق قلبـك احـراق=== شــــد الــرحــال ودرب عــمــك تــدلــه
فرد عليه الزلامي قائلاً :-
انتـم بـدار دلّـهـت صــدر مــن ضــاق=== وانـــا اتـخـيـل صـورتــه مـخـلـص لـــه
مـــا تعـرفـونـه يـــا رديـيــن الاعــمــاق=== هــذا الفـهـد ذخــر الفـهـد فــي مـحـلـه
الـلــي اذا شـطــت ويـبـسـن الاريــــاق=== انـتــه وانــــا ومـعـزبــك تــحــت ضــلــه
والله احـبـه حــب مخـلـص ومـشـتـاق=== واحـــــب حــتـــى صــورتـــه بـالـمـجـلـه
واهل الحسد ماهم على باب الارزاق=== رزقـي علـى اللـي كــون الـكـون كـلـه
وحـنـا سعوديـيـن يـــا طـــاق طـربــاق=== احـــــرار مـاعـشــنــا بـعـيــشــة مـــذلـــه
رجالنـا لـو هـو علـى مكـسـر الـسـاق=== حـــب الـكـرامــه والــوفــاء عــــادةً لــــه
قصيدة الشاعر الشيخ رشيد بن زيد الزلامي :-
حياة الفتى
قـالــوا: تعـلـمـت؟ قـلــت عـنــاد وفـراســه
اعــانــد الـنـفــس والـدنـيــا وأصـارعــهــا(وصارعها)
ودرست في مدرسة من شيبـت راسـه
دنـيـا العـنـا الـلـي قصيـفـاتٍ مطامـعـهـا
تـلـمـيـذهـا دايـــــم تـكــتــب بـقـرطــاســه
وتـعـطـيـه جـمـلــة دروسٍ مايضـيـعـهـا
والله عطـانـا نـظـر وشـعـور حـسـاسـه
نـاخـذ عـلـوم المعـرفـه مـــن مراجـعـهـا
ونـسـايـر الـوقــت ونقـيـسـه بمقـيـاسـه
ونــواجــه الـنـفــس بـالـواقــع ونقـنـعـهـا
وتـرى حيـاة الفتـى مهمـا قــوى بـاسـه
محـفـوفـةٍ بالـخـطـر والــمــوت تـابـعـهـا
من مبتدأ العمر حتى يلفـظ انفاسـه
يــمــر فــــي مـرحـلــة تـكـثــر زوابـعــهــا
(1)أول حـيـاة الفـتـى مـشــوار وعـسـاسـه
مسـافـةٍ فــي عـجـاج الـعـمـر يقطـعـهـا
(2)وثـانـي حـيـاة الفـتـى تـدريـب ودراســه
تصعب ظروف الحياة وينشغل معها
(3)وثالث حياة الفتى يرجع على ساسـه
النقـطـه الـلــي بـــدأ مـنـهـا يراجـعـهـا
(4)يصـل(ياصل) لسـن الهـرم ويضـيـع الطـاسـه
ويزحف مع الأرض ويخطط شوارعهـا
(5)والى(ولـيــا) تـلاقــت مـتـونـه ورتــخــا راســــه
ضاعـت جميـع العلـوم اللـي يجمعـهـا
قراءة نص الزلامي :-
عنوان القصيدة :-
( حياة الفتى ) .
موضوع القصيدة , الفكرة :-
مراحل عمرالانسان في الحياة (خمس مراحل ). ركز الشاعر على تصوير التغيرات في الشخصية الانسانية عامة , مع اشارات كثيرة لذاته الانسانية .
بحر القصيدة :-
بحرالهجيني الجنوبي الطويل .
تفعيلة القصيدة :-
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن = مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن .
قصيدة قصيرة لايجاوز عدد أبياتها 12 بيت . تحمل القصيدة في طياتها موضوعا كبيرا له ابعاد واسعة , حياة الانسان .
قـالــوا: تعـلـمـت؟ قـلــت عـنــاد وفـراســه
بدأ الشاعر قصيدتة الشطر الأول بمطلع ذاتي وبسؤال تهكمي بقصد أو بدون قصد , جذب به انتباه المتلقي (السامع ) . كما جاءت الاجابة سريعة وحاسمة ومتحديا بروح الفارس العربي في نفس الشطر .
اعــانــد الـنـفــس والـدنـيــا وأصـارعــهــا(وصارعها)
الشاعريبرز خصومه في مدرسة الحياة الكبرى , ويبعد المتلقي عن التفكير بجميع مدارس التعليم .
ودرست في مدرسة من شيبـت راسـه
دنـيـا العـنـا الـلـي قصيـفـاتٍ مطامـعـهـا
يكشف الشاعر عن اسم المدرسة التي درس وتخرج منها , مدرسة دنيا العنا .
تـلـمـيـذهـا دايـــــم تـكــتــب بـقـرطــاســه
يستخدم الشاعر حرفته الشعرية (التجسيد) , فجعل المدرسة (الجماد ) خصما وانسانا يكتب ,
وتـعـطـيـه جـمـلــة دروسٍ مايضـيـعـهـا
و تعاقب (تجسيد اخر ) التلميذ ( الانسان ).
والله عطـانـا نـظـر وشـعـور حـسـاسـه
بفضل الله نجحت في مدرسة الحياة بذكاء فطري
نـاخـذ عـلـوم المعـرفـه مـــن مراجـعـهـا
ونهلت العلم التطبيقي الحقيقي من أهل الخبرة ومصاحبتهم .
ونـسـايـر الـوقــت ونقـيـسـه بمقـيـاسـه
تعلمت وأتعلم و أتعلم و أتعلم
ونــواجــه الـنـفــس بـالـواقــع ونقـنـعـهـا
يركز الشاعر على علم الواقع التطبيقي .
وتـرى حيـاة الفتـى مهمـا قــوى بـاسـه
الانتقال والمنعطف الرئيسي للقصيدة بدأ هنا : اتخذ الشاعر في هذا المكان دور المعلم وليس التلميذ .
محـفـوفـةٍ بالـخـطـر والــمــوت تـابـعـهـا
يهدي حكمة (مهما بلغ ابن ادم من القوة والملك والعظمة فنهايته الموت ) .
من مبتدأ العمر حتى يلفـظ انفاسـه
يمهد الشاعر لتقسيماته القادمة , بتقسيم عام من الولادة الى الموت , في اشارة الى حكمته في السابقة.
يــمــر فــــي مـرحـلــة تـكـثــر زوابـعــهــا
حياة الانسان عبارة عن مراحل , ولكل مرحلة معاناتهاوعواصفها .
(1)أول حـيـاة الفـتـى مـشــوار وعـسـاسـه
المرحلة الأولى : الطفوله التي نمشي فيها ونسيرها بغير أرب .
مسـافـةٍ فــي عـجـاج الـعـمـر يقطـعـهـا
(2)وثـانـي حـيـاة الفـتـى تـدريـب ودراســه
المرحلة الثانية : الدراسة والعمل والدخول في معترك الشباب وبناء الذات والأسرة (المرحلة الرئيسية) .
تصعب ظروف الحياة وينشغل معها
(3)وثالث حياة الفتى يرجع على ساسـه
المرحلة الثالثة : أواخر الشباب ,مرحلة المراجعة ومعالجة الأخطاء السابقة وتدراكها .
النقـطـه الـلــي بـــدأ مـنـهـا يراجـعـهـا
(4)يصـل(ياصل) لسـن الهـرم ويضـيـع الطـاسـه
المرحلة الرابعة : مرحلة التقاعد من العمل وكبر السن يجعله في دوامه من الحيرة .
ويزحف مع الأرض ويخطط شوارعهـا
(5)والى(ولـيــا) تـلاقــت مـتـونـه ورتــخــا راســــه
المرحلة الخامسة : مرحلة الهرم والضعف والخرف , وقرب الأجل .
ضاعـت جميـع العلـوم اللـي يجمعـهـا
All the world's a stage,
And all the men and women merely players,
They have their exits and entrances,
And one man in his time plays many parts,
His acts being seven ages. At first the infant,
Mewling and puking in the nurse's arms.
Then, the whining schoolboy with his satchel
And shining morning face, creeping like snail
Unwillingly to school. And then the lover,
Sighing like furnace, with a woeful ballad
Made to his mistress' eyebrow. Then a soldier,
Full of strange oaths, and bearded like the pard,
Jealous in honour, sudden, and quick in quarrel,
Seeking the bubble reputation
Even in the cannon's mouth. And then the justice
In fair round belly, with good capon lin'd,
With eyes severe, and beard of formal cut,
Full of wise saws, and modern instances,
And so he plays his part. The sixth age shifts
Into the lean and slipper'd pantaloon,
With spectacles on nose, and pouch on side,
His youthful hose well sav'd, a world too wide,
For his shrunk shank, and his big manly voice,
Turning again towards childish treble, pipes
And whistles in his sound. Last scene of all,
That ends this strange eventful history,
Is second childishness and mere oblivion,
Sans teeth, sans eyes, sans taste, sans everything.
قراءة في نص الشاعر وليام شكسبير :-
عنوان النص :-
مراحل عمر الانسان السبعة ( العالم مسرح ) .
موضوع النص :-
قسم الشاعر وليام شكسبير حياة الانسان الى سبع مراحل أو محطات رئيسية .
ركز الشاعر على التغيرات السلوكية للانسان خلال تنقله في وصف مراحل عمره .
ترجمة النص بواسطة الكاتب :-
قصيدة العالم مسرح , للشاعرالانجليزي وليام شكسبير , من مسرحية ( كما تريد ) , الفصل الثاني , المشهد السابع . يقول فيها :-
العالم مسرح
والرجال والنساء ممثلون
يلعبون أدوار مختلفة ,فعليهم واجبات و لهم حقوق
لكل انسان دوره في الحياه
فالانسان يمر بسبعة أدوار رئيسية في حياته , اولها رضيعا
المرحلة الأولى : (1)وهو دور البكاء و الأنين بين ذراعي أمه
المرحلة الثانية : (2)ثم يتقدم الى دور التلميذ وبيده حقيبته
يشرق وجهه كل صباح , ويمضي في طريقه زاحفا كالحلزون
ياله من تلميذ مشاغب . المرحلة الثالثة :(3)ثم يلعب يبلغ دور العاشق
و يئن من حرارة الحب , و يردد أغنية حزينة
لتسمعها حبيبتة .المرحلة الرابعة :(4)و يكبر فيصبح جنديا
مكتملا يؤدي القسم , غريبا ملتحيا
يدافع عن شرفه , ثائر يبحث عن الشجار
يبني سمعة مزيفة
تخرج بقوه من فم المدفع ,المرحلة الخامسة :(5) ثم يكبر ويعقل ( العدالة )
يعود اليه رشده ويتزن بعيون حاده
يتصرف بحكمة فقراراته حكيمة ,ومهذب اللحية
المرحلة السادسة :(6)ويكبر وتكبر عليه ملابسه , حتى ساقه تقلصت وصغرت
يحمل حقيبته على جانبه , ويرتدي نظاراته على أنف معوج
وصوت متهدج يصفر صفير الأنابيب
المرحلة السابعة :(7)يكبر فيصغر وتصبح تصرفاته صبيانية أكثر فأكثر
لينتهي تاريخ مفعم بالأحداث
ليعيش طفولته الثانية ليطويه النسيان
بلا أسنان , بلا عينين , بلا طعم , لا شيئ .
@@@@@@@@@@@@
المصادر :
THE NORTON ANTHOLOGY
ENGLISH LITERATURE
SEVEN EDITION
VOLUME 2
الموسوعة الحرة ويكيبيديا .