بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله في كل مكان :
ما من شك فيه ان شهر الله المحرم من اكثر الشهور حرمة عند الله بعد شهر رمضان والصوم فيه كذلك
روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي أنه قال: « أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل »
فما العبرة هنا :
الإكثار من الصوم في شهر محرم
التنبيه على فضل قيام الليل ( اسئل نفسك واسئلي نفسك هل تقومون الليل؟)
قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: "إن الله افتتح السنة بشهر حرام واختتمها بشهر حرام، فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان أعظم عند الله من شده تحريمه
هل تأملنا لماذا ؟ تامل تجد الجواب
وفي قصة يوم عاشرواء حدث عظيم اوجزه لكم :
ارسل الله موسى عليه الصلاة والسلام إلى فرعون وقومه ليدلهم إلى طريق الحق ويخرجهم من ظلماتهم إلى النور
فأستكبر فرعون وليس هذا فحسب بل ادعي الربوبية وقال :
( انا ربكم الأعلى )
وكان موسى يحاوره بالتي هي احسن ويبين له طريق الهدى وهو يجادل في الله بغير علم ولا هدى حتى استخف بالنبي المرسل ووصفه بالمهين الذي لا يكاد يبين تكبرا منه على موسى وعلى كل قومه فهو المعروف بحبروته وملكه والإنهار التي تجري من تحته فمن هذا موسى الذي لا يكاد يبين استمر في طغيانه وإستخفافه ودعايته ونسي انم لكل ظالم نهاية وانه حتما سيكون عبرة ( وكم في زمننا هذا من انتهوا بظلمهم وكانوا عبرة لمن يعتبر)
فجمع فرعون من مدائن مصر وخرج في اثر موسى الذي توجه بقومه في اتجاه البحر الأحمر .. فادرك فرعون وقومه قوم موسى عندها اصيب بالرعب قوم موسى وقالوا: ﴿فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون﴾ الشعراء: ٦١فرد عليهم موسى وهو رسول الله ونبيه وكليمه والواثق من الله جل وعلا والمتوكل عليه والمستعين به فقال :﴿كلا إن معيَ ربي سيهدين﴾ الشعراء:62
وهنا اهم العبر قول موسى الواثق ان معي ربي سيهدين وهذا ما يجب ان نكون عليه جميعا فلا نعلق امرنا وتوكلنا إلى على الله جل وعلى ونثق بأن الله معنا وسيهدينا إلى سبيل الحق والرشاد
فاوحى الله إلى موسى ان اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم اي كالجبل سبحان الله تحول الماء السيال إلى كتلة صلبة وفتح له اثني عشر طريقا يبسا في البحر فلما تكامل اصحاب موسى خارجين وتكامل فرعون وقومه داخلين امر الله البحر فعاد لحالته فأهلكهم الله جميعا عدا فرعون تركه آية وعبرة بعد ان امن بموسى ومن معه وليس ايمانا خالصا بل ايمان تقوى من موسى وقومه لذلك قال الله عنه : وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ( سورة يونس)
وهنا يبين الله طغيان وكفر وتكبر فرعون فلم يقل امنت بما آمن به موسى بل قال بنوا إسرائيل حتى لا يشعر بالخسارة
ولآن السؤال هنا هل من معتبر ؟
أحبتي في الله:
لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصومون اليوم العاشر من شهر محرم ويقولون إنه يوم نجا الله فيه موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه فصامه موسى شكرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم " نحن أحق بموسى منكم "
وردت أحاديث كثيرة عن فضل يوم عاشوراء والصوم فيه وهي ثابتة عن رسول الله
ففي الصحيحين عن ابن عباس أنه سئل عن يوم عاشوراء فقال: "ما رأيت رسول الله يوماً يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم - يعني يوم عاشوراء - وهذا الشهر يعني رمضان".
فلما فرض صيام شهر رمضان ترك النبي أمر الصحابة بصيام يوم عاشوراء وتأكيده فيه، لما في الصحيحين من حديث ابن عمر قال: "صام النبي عاشوراء وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك ذلك - أي ترك أمرهم بذلك وبقي على الاستحباب".
في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "حين صام رسول الله عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى"، فقال : «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع» (أي مع العاشر مخالفةً لأهل الكتاب)، قال: "فلم يأت العام المقبل حتى توفى رسول الله".
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد (2/76|)
"مراتب الصوم ثلاثة: أكملها أنيصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر، وعليه أكثر الأحاديث،ثم إفراد العاشر وحده بالصوم".
والأحوط أن يصام التاسع والعاشروالحادي عشر حتى يدرك صيام يوم عاشوراء.
إعداد
الفقير إلى الله محبكم
جميل بن عيسى المريعاني الثبيتي
السبت ـ 1433/1/8 هـ
لا تنسوني من دعاؤكم