رحلت .
رحلت مودعة أن لا رجوع بعد الرحيل .
رحلت مودعة أن لا أمل في الانتظار .
رحلت وتركت غصة في الحلق ودموع في المقل .
رحلت عن ذلك البستان الذي بالأمس كانت زهرته .
رحلت عن ذلك الكتاب الذي كانت سطوره وعنوان صفحته وحروفه .
رحلت وأعلنت الرحيل .
ولم يبقى من رحيلها إلا كلمات كانت بالأمس شهادة على وجودها ..
كانت تلك الكلمات شاهدة على إبداعها .
وأسلوبها .
وذوقها .
ومفرداتها التي تحكي مشاعرها .
وإحساسها .
كانت بالأمس شمعة مضيئة تنير زوايا حياة عاشق .
وحروف كتابه .
وحياته .
ووجدانه .
ومشاعره .
كانت كالنور المشرق يلوح من بعيد ويقترب .
نفرح لظهوره .
ونشتاق لغيابه .
ورحل النور وغاب في الأفق .
وسودت سماء عاشق .
وأظلمت حياته.
برحيل نوره وشمس سماه .
لم يبقى لي من رحيله إلا ذكرى جميله تدق في عالم النسيان .
كأجراس تدق في مهب الريح لا يسمع لها صوت ولا لها صدى .
رحيل نورك أيتها الشمس ذبلت أوراق أزهاري .
وجفت ينابيع الحياة التي كانت منهمرة على خدود أرضي .
وأشعلت شمعة في رحيلك .
تذكرني بنورك .
وحدادًا على رحيلك .
ويبقى السؤال بركان في الخلد يثور .
لما الرحيل ولما رحلتي ؟...........
بقلم /
العضو / عاشق الغربة ......