السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتشرف بقراءتكم لقصيدتي المتواضعة بعنوان ( طفل مدلل ولكن !! ) على لسان ذلك الطفل قلت :
كنت في الغيب نطفة من سباتِ= فحباني الإله طعم الحياةِ
جئت من والدي وأمي لأروي=قصة ( الطيبون للطيبات ِ )
جئت طهراً وعالماً من عفاءٍ=جئت عبداً لخالق الكائناتِ
فطرة الله في فؤادي وما لي=أيُّ ذنبٍ سوى محيطي وذاتي !!
جئت للكون باكياً غير أنّي=فرحةٌ لن تغيب في الذكريات
بين رحمى أبٍ وأمٍّ رؤومٍ=تحت جنحيهما استقامت قناتي
أطعموني بجوعهم ألبسوني=كلّ دفءٍ فما عرفتُ الشّواتي
ألبسوني حذاء رجلي لكيلا=يجرح الشوك واهن الخطواتِ
دلّلوني بكيت زاد دلالي=وفّروا ما رجوت من أمنياتي
فتحوا السقف للفضاء فجاءت=كل ما في الوجود من قنواتِ
رفّهوني كبرت زدت اشتياقاً=أركبوني المراكب الفارهاتِ
غصت في لذّتي وأطلقتُ نفسي=نحو ما تبتغيه من مغرياتِ
نسي القلب خالقي فتردّى=في وحول الشرور والملهياتِ
سأل الأهل عن جميع احتياجي=وأتوا لي بكل شئ مواتي
غير أني مرضت يوما فضاقت=بهمُ الأرض من جميع الجهاتِ
حملوني إلى الطبيب سراعا=علّ ما عنده يداوي شكاتي
غير أن الطبيب جاء مريبا=مسرع الخطو شاحب القسمات
قال : عفوا فما لذا الداء برؤٌ=مالكم غير صادق الدعواتِ
أقبلوا يلثمون وجهي وخدّي=وبكى والداي خوف فواتي
قلت : مهلا رويدكم خبّروني=هل دنت ساعتي وحلّت وفاتي ؟؟
طأطأوا كلّهم وحار سؤالي =غير أنّ الجواب في المقبلاتِ
قلت : لا تحزنوا فقد كنت ميْتاً=قبل هذا فما يضرّ مواتي !!
متّ لمّا محوتُ فطرة ربي =متّ لمّا رضختُ للشهواتِ
غير أنّي حزنتُ أنّ محيطي=ومحبّيَّ في صفوف عداتي !!
سألوني !! تساءلوا !! كيف هذا ؟؟!!=قد فعلنا لأجلك المعجزاتِ
قد بذلنا لك الثمين لتحيا=أو هذا يعدّ في الموبقاتٍ ؟؟!!
قلت : هل عيشنا يعدّ حياةً=إن رمينا الأرواح في المهملاتِ
ليتكم إذ سألتمو عن دروسي=قد سألتم عن انتظام صَلاتي
ليتكم حينما سألتم سألتم=عن جليسي وعن جميع صِلاتي
ليتكم كنتمُ المعين لروحي=لا لجسمي وهادميَّ بُناتي
سوف أمضي إلى الخلود ولكن=موعد الخصم عند قاضي القضاةِ
من يعش في الوجود من غير دينٍ=لم يذق في الوجود طعم الحياةِ
محبكم
أبو راجس الدوسري
::