إن المضادات الحيوية هي من أقوى وأهم الأدوية المعروفة , وعندما يحسن استعمالها يمكن أن تنقذ أرواحا , ولكن عندما يساء استعمالها يمكن أن تضر بطفلك . وتحدث معظم أنواع العدوى بسبب نوعين من الجراثيم : (الفيروسات) و (البكتيريا) فالفيروسات تحدث كل أنواع الزكام والسعال وتألم الحنجرة , والمضادات الحيوية لا تشفي أنواع العدوى الفيروسية المألوفة , إنما يشفي طفلك بعدما يأخذ المرض مجراه , ولذلك يجب ألا تستعمل هذه الأدوية لعلاج أنواع العدوى الفيروسية.لكن المضادات الحيوية تستعمل لعلاج أنواع عدوى البكتيريا , مع العلم أن بعض ضروبها قد أصبحت مقاومة لبعض أنواع المضادات الحيوية , فإذا أصيب طفلك بالبكتيريا المقاومة فقد يحتاج إلى مضادات حيوية من نوع اخر , أو أن يعالج في المستشفى , بأدوية أقوى تعطى بالوريد , كما أن بعض الضروب الجديدة للبكتيريا تبدو الآن غير قابلة للمعالجة , ومن أجل حماية ولدك من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية , لا تستعملي هذه الأدوية إلا عندما يحدد طبيب طفلك أنها قد تكون فعالة , وذلك لأن تكرار استعمال المضادات الحيوية أو سوء استعمالها يزيد من مقاومة البكتيريا . متى تحتاجين المضادات الحيوية , ومتى لا تحتاجينها ؟ إن مثل هذه الأسئلة المعقدة يجب طرحها على طبيب طفلك , إذ إن الجواب عنها يتوقف على التشخيص الذي يحدده الطبيب , فإذا اعتقدت أن طفلك قد يحتاج إلى علاج , إتصلي بطبيب طفلك - عدوى الأذنين : بعض أنواع هذه العدوى تحتاج إلى مضادات حيوية , وبعضها الآخر لا يحتاج ذلك . - عدوى الجيوب الأنفية : بعض أنواعها الطويلة المدى وبعض حالاتها الوخيمة تتطلب مضادات حيوية , وإذا كان لدى طفلك مخاط أصفر أو أخضر , فذلك لا يدل بالضرورة على أن لديه عدوى بالبكتيريا , فمن الطبيعي أن يتكثف المخاط ويتغير لونه خلال فترة الإصابة بالفيروس. - التهاب قصبات الرئتين : قلما يحتاج الأولاد مضادات حيوية لهذا النوع من الإلتهاب . - الحنجرة المتألمة : أكثر حالاتها تسببها الفيروسات , وقد يطول بها الأمر أسبوعين أو أكثر , وليس للمضادات الحيوية تأثير على الزكام بأنواعه , وقد يكون لدى طبيب طفلك تدابير تلطيفية بينما يأخذ الزكام مجراه . إن أنواع العدوى الفيروسية قد تؤدي إلى عدوى بالبكتيريا , لكن علاج العدوى الفيروسية بالمضادات الحيوية لأتقاء حدوث عدوى بالبكتيريا لا ينجح , بل قد يؤدي الى عدوى بكتيريا يصعب علاجها , ابقي طبيب طفلك مطلعا على تطور حال المرض إلى الأسوأ , أو استطالة مدته , بحيث يمكن إعطاء علاج ملائم بحسب حاجته . وإذا حدث أن اعطي طفلك مضادا حيويا و فعليك أن تسيري بالعلاج إلى آخره دون انقطاع , حتى لو تحسن الطفل المريض قبل انتهاء العلاج , ولا توفري المضادات الحيوية لاستعمال لاحق , أو تعطيها لشخص آخر من أفراد العائلة غير الشخص الذي وصفت تلك المضادات الحيوية له