عند التأمل..
كل ما حولنا يعلمنا لغة الحوار..
أما ترى كيف يأتي الليل بعدالنهار , فينسحب النهار بهدوء , و ينسحب الليل بهدوء تدريجي عندما يأتي النهار ..
يأتي النهار لينشر النور حاثاًّ على العمل و النشاط , ثم يأتي الليل بعده,ليكون سُباتا ً أو سمر .....
كأنِّي بهما يقولان :
ياهذا ...
دع الفرصةلغيرك ليشرح وجهة نظره – و إن كانت على النقيض من وجهة نظرك ...
أعطه الفرصةكاملةً للتعبير عن رأيه , في ظل تساوي الفرص في التعبير عن الرأي.
أخي ..
أماترى النهار لا يأتي دفعةً واحده ( السحر , الفجر, الصباح , الشروق , ....... , الأصيل , الغروب )
و كذا الليل ( العشاء , الغسق, العتمه , الغلس ) ؛ فيبدأالنهار من بقايا الليل , و يبدأ الليل من حيث ينتهي النهار بإنسحابٍ تدريجي لكلٍ منهما على الآخر و كأنهما يريدان القول :
يا هذا ...
عند الحوار فابدأ بنقاط التلاقي لا الخلاف , واشرح وجهة نظرك بالتدريج , لا ترمِ برأيكَ دفعةً واحده , واختم الحديث بنقاط التلاقي كما بدأت بها .
أما ترى النحلة تأتي بأجود أنواع العسل عندما تُتْركُ لها الحرية في البحث عن الرحيق من كل زهره .
و في المقابل ؛ إذا أُطعمت السُكَّر فلا تأتي إلاَّ بـِأردأ أنواع العسل , و كأنها تريد القول :
يا هذا ... خذ من كلِّ زهرةٍ ما ينفعك لتعطي أجود ما عندك , لا تستق ِ أفكارك من نبع ٍ واحد ... و في نهاية المطاف لك عقلٌ يميز بين الزَّبدِ و ما ينفع الناس ..
ألا ترى النخيل ترمي أطيب الثمر عندما تُرمى بالحجاره , و كأنها تريد القول :
ألم تسأل نفسَكَ يوماً عن معنىكلمة الشورى ؟!
إنَّ الشورى كلمةٌ مأخوذة ٌ من " شُرْتُ العَسَلَ" , أي أخذته من مكمنه واستخرجته , و كأن معناها يقول لنا :
إن النقد – و إن كان مؤلما – فلايخرج العسل إلاَّ به.
..................
م ن ق و ل / تحياتي