وطنـي فدتـك قصائـدٌ تترنـم
إن المشاعر بالحـروف تترجـمُ
فلأنت ذا الجسد الذي أحيا بـهِِ
في كل شبرٍ من ترابـكَ لـي دمُ
فإذا رأيت الغيـم زارك قطـرهُ
صـار الربيـع بوجنتـي يتبسـمُ
إن زار بعضـك آفـةٌ وتوجـعٌ
فبقيـةُ الأعضـاء منـي تـألـمُ
فيكَ الأمانُ وفيك خيـرُ عقيـدةٍ
إن الأمـانَ مفاخـرٌ لـو يغنـمُ
طوبي إليـكَ بوحـدةٍ مزدانـةٍ
فالكلُ شخصٌ والكيـانُ متمـمُ
متماسكونَ بخيـر خيـرِ أخـوةٍ
أرسى دعائمها رسـولٌ مُكـرمُ
حكم الإلهِ شريعةٌ تقضـي بهـاَ
والظلمُ فيـكَ مُحـاربٌ ومحـرمُ
وطن الندى أنت الهوى وصبابتـي
وشدا الغرام لمن بقلبكَ قد نَمُـوا
بنهارك الباهـي لقـاء أحبتـي
في روضةٍ يـا روضـةً لا تهـرِمُ
ويطيب لي فيك المسامـرُ عندمـا
شمـسُ الضيـاء بليلهـا تتلثَّـمُ
ليـلٌ نسائمـهُ العليلـة بردهـا
يشفي جراح الصبِّ ممـا يؤلـمُ
إني رحلتُ عن الأحبـةِ مكرهـا
أبغي العلومَ لكي بمجدكَ أسهـمُ
وقفلتُ أزرع بالخطى طيف الرؤى
وبجوف روحي من رؤاها أرسـمُ
لأراك فيها حين يبعـدكَ النـوى
طيفـاً أرافقـهُ هنـاكَ وألـزمُ
ولقد جرعت البعدَ دارا والهـوى
جرحان بي وعذابُ جرحكَ أعظمُ
وأشدُّ ما يلقى الفتى مـن دهـرهِ
فقد الحبيـبِ وغربـةٌ لا ترحـمُ
كم من دموع الشوق قد لمعتْ بهِ
عين الجوى والأنسُ منهـا يهـدمُ
أهفو إليـكَ بغربتـي متجرعـاً
طعم البعادِ وطعمُ بعـدكَ علقـمُ
قد كان حبك بالفـؤادِ مقـدسٌ
حبٌ على حب الحيـاةِ معظـمُ
فخذ الطموح وسر بهِ نحو العـلا
فعلى نفيس العمر أنـت مقـدمُ
عُلِّمتُ في درب المعالي حكمـةً
عنها بنوكَ جهالـةً قـد نُوِّمـوا
من صاغ درب العلم منهاجا لـهُ
فلهُ الكرامة والقيـادةُ والسمـو
مالي أرى زيف الحضـارة قـدوةً
بشبابِ عربٍ بالفضيلةِِ أكرمُـوا
تلقـى براثنـه الدنيئـة مرتعـاً
فيهم وما قالـت أعـزُّ وأحكـمُ
وكأنها منهـاج شرعتنـا التـي
منهـا نحـل حلالنـا ونـحـرمُ
أسفي على أمسٍ بهِ نور الدجـى
أسفي على من بالرذيلـةِ سممـوا
أرضيتمُ قيـح الدنـاءةِ بعدمـا
علم العـدوُ بأنهـا مـا يهـزمُ
فدعوا شباب عقديتي ما جاء مـن
هذا العدو وما عـدوكَ مكّـرمُ
وطني وأيُّ مشاعـرٍ أسلـو بهـا
والحزن بي بشهيق فقدكِ يُضْـرمُ
مـا للذيـن يقاتلـوك عقولهـم
منحطةٌ وعن الحقيقةِ قـد عمـوا
تبعوا الطواغيت المضلل فكرهـا
تباً لفكرهمُ ومـا قـد ألهمـوا
أم هل بتدميـر المنـازل فرحـةٌ
أم قتلُ اهلك أم أنـاسٌ أسلمـوا
ما كان بالشيطان خيرٌ أن يكـو
ن قيـادةً إلا لـشـرٍ يعـلـمُ
من نال من أحدٍ بـلاغُ مـرادهِ
حقاً سيشكرهُ وشكـركَ يَلْـزَمُ
لا ينكـر المعـروف إلا جاحـدٌ
وهم الذين بوسط حجركِ قد نموا
من ماء جدولك النديِّ تشربـوا
ماء الرخاءِ وفي رياضك علّمـوا
ولكم برغد العيش منـكَ تمتعـوا
وعلى خمائلك الرقيقـة نُعمـوا
زعم البغاةُ بأن صرحـكَ واهـنٌ
كلا وحاشى ان تهـونَ الأنجـمُ
أنا والخيارُ مع العقيـدةِ موطنـي
حرسٌ عليكَ فلا يمسـك مجـرمُ
فهدالعتيبي