طوبى لبحرٍ قد تنفس عودا
بدماء من جعل الرمال جنودا
يا بحرُ عانقت السماء متوجاً
برفاة من أفضى إليك شهيدا
اليوم نلت المجدَ أن كفنته
بطهور موجك واحتضنت مجيدا
قل للشهيد رآك ربُك أمةً
فأراد أن ترقى إليه وحيدا
فالأرض أفسد شانئوك ترابها
فقُذفت عنهم للبحار بعيدا
إعجاز ربك سنَّه بأكفهم
لنكون في قلب الزمان شهودا
بالأمس فوق الغيم ترفل شامخاً
واليوم زد في المكرمات صعودا
أيقظت في عُتَم الغياهب نوَّما
أشعلت في مهج الطغاة وقودا
وأعدت للميزان كفته التي
كُسرَت وظلت تستغيث عقودا
أولم يكن للغرب ألف مخططٍ
ذهبت هباءً إذ صنعت صمودا
وهب النصارى لليهود عتادهم
وتلاحموا في الخافقين حشودا
وتآمروا فتشتت أفكارهم
وقطعت حبلا بينهم ممدودا
قد كان برمودا يؤرق جمعهم
فجعلت كل بلادهم برمودا
رسموا من التلمود نجمة مجدهم
فقتلت من إشعاعها التلمودا
عفوا شهيد الحق لست معزيا
فعزاؤنا فيمن أطال قعودا
لم نأس يا أسد الزمان لفقدكم
فلقد تركت على الجهاد أسودا
ما دمت نلت الحسنيين كليهما
هذا وأيم الله يُحسب عيدا
ما مات من وهب الإله حياته
كتب الإله بأن يعيش خلودا