التعلم التعاوني موجود منذ القدم، وقد تم تطوير برامجه مع بداية عقد السبعينات من القرن العشرين، وهو من الأساليب الحديثة في التدريس ، حيث قاد "روبرت سلا فن " هذا الاتجاه وأصبحوا يسمونه " الثورة التعاونية في التربية الأمريكية " .لقد حظي هذا التوجه بتأييد من المعلمين على اعتبار أنه يساعدهم في قضاء وقت أقل بالأمور الإدارية ووقت أكبر في التدريس ،والمجموعات الصغيرة تتيح للطلبة فرصة المشاركة بصورة أكبر في عملية التعلم .
وفي بداية عقد الثمانينات من القرن العشرين ازداد التوجه نحو التعاون في التعليم للوصول إلى تعليم فعال من خلال العمل الجماعي التعاوني المنظم الذي يقوم على توزيع منظم للأدوار بين أعضاء المجموعة بحيث يتحمل كل منهم مسؤولية محددة، واضعا مصلحة الجماعة فوق مصلحته الذاتية . إن هذا الطرح يستمد قوته من قوله تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " ( المائدة: 2 ).
كما يستند إلى أسس فلسفية، حيث نوه أفلاطون إلى ضرورة مراعاة الفروق الفردية، وأشار إلى أنه لا يولد اثنان متشابهان بل يختلف كل منهما عن الأخر في المواهب والقدرات الطبيعية، وعلينا مراعاة هذا الاختلاف في عملية التدريس.
لقد أعطى التربويون أهمية بالغة للتعلم التعاوني في التدريس على شكل صغيرة تستفيد من التفاعل الاجتماعي بين الأعضاء حيث يعمل ذلك على النمو الفردي ويحقق (الانا) والنمو الاجتماعي في جو تعليمي خال من التوتر. وذكر ( الحيلة ) بأن ما جاء به التعلم التعاوني " هو إيجاد هيكلية تنظيمية لعمل مجموعة المتعلمين ، بحيث ينغمس كل أعضاء المجموعة في التعلم وفق أدوار واضحة ومحددة " .أما شمث ، 1999 فوجد إن الأسلوب التعاوني هو" الاستخدام التعليمي لمجموعات صغيرة لكي يعمل المتعلمون سوية لرفع مستوى تعلمهم وتعلم بعضهم الأخر "ويرى مصطفى السايح إن التعلم التعاوني " هو برنامج تعليمي فيه يقوم التلاميذ بأداء المهارات المتعلمة مع بعضهم البعض مع المشاركة في الفهم والحوار والمعلومات المتعلقة بالمهارات كما يساعد بعضهم البعض في عملية التعلم وأثناء هذا الأداء والتفاعل الفعال تنمو لديهم الكفاءات الشخصية والاجتماعية والإيجابية " .